dimanche 13 avril 2025
رياضة

فازت بنحاسية الماراطون.."أنفاس بريس" تعيد تركيب شريط الحكرة التي عانت منها البطلة العالمية فاطمة الزهراء كردادي

فازت بنحاسية الماراطون.."أنفاس بريس" تعيد تركيب شريط الحكرة التي عانت منها البطلة العالمية فاطمة الزهراء كردادي فاطمة الزهراء كردادي
تدرجت فاطمة الزهراء كردادي في الفئات العمرية لنادي أولمبيك آسفي تحت قيادة مدربها أحمد قرشال الذي كانت وفية له، حيث كانت تنتقل معه تواليا إلى الأندية التي دربها . حتى وبعد أن انتقلت إلى نادي الجيش الملكي فقد ظلت تعتبره مدربها الحقيقي، أو بالأحرى أباها الثاني بفعل أنها كبرت أمام عينيه في الحي والملعب.

مثل جميع العدائين والعداءات تكون البداية هي المشاركة في سباقات العدو الريفي التي تعتبر المرحلة الأساسية والإعدادية للتخصصات الأخرى في أول الموسم الرياضي، الشيء الذي أهل فاطمة الزهراء كردادي، لأن تكون عداءة متخصصة في المسافات المتوسطة والطويلة.

وبالرغم من حصولها على الحد الأدنى للدخول إلى المنتخب المغربي، إلا أنها كانت تتعرض في الغالب إلى الإقصاء لأسباب لا يعلمها إلا الراسخون من في قلوبهم مرض.
 
يشبه المسار الرياضي لفاطمة الزهراء، مسار أغلب الرياضيين الذين ينتمون إلى مدن الهامش بفعل عدم تواجد مسيرين لهذه المدن في مصدر القرار (الجامعة )، أو في الللجنة التقنية للجامعة. وهو ما أدى ذلك إلى تجاهلها، وفي مرات أخرى إلى وضع العصا في العجلة حتى لا تدور على المسار الدولي. بل ذهب ببعض التقنيين الذين حملت بهم الوقت مبررين أن عدم دعوتها إلى المنتخب يعود إلى تخلفها عن الحضور أمام لجنة الكشف عن المنشاط التي حلت بمركز التداريب للمنتخب، والحال أن فاطمة الزهراء لم تكن أصلا من ضمن أفراد منتخب ألعاب القوى !

الغريب في الأمر أن بعض وسائل الإعلام المفروض فيها أن تتحرى الحقيقة وتنقلها إلى الرأي العام المغربي، تلقفت هذا التسريب دون تمحيص كما كان يفترض. بل أن منهم من كتب بالمانشيط العريض في أحد الجرائد يتهمها بتناول المنشطات. وكادت هذه الواقعة أن تضع حدا لمسيرتها. يشهد على ذلك تدوينتها الحزينة التي كتبتها حينذاك والتي راجت مؤخرا في مواقع التواصل الاجتماعي عقب فوزها بالميدالية البرونزية لسباق الماراطون لبطولة العالم لألعاب القوى بهنغاريا.

وقد كان من المفروض على هذه الجرائد أن أن تعتذر للعداءة، أو على الأقل أن تكشف عن مصدر تلك الشائعة. 

معاناة هذه العداءة الخلوقة والتي يشهد لها الجميع بحسن خلقها والتي لم يسبق لها أن رفعت صوتها على أي كان، مسارها الدراسي عرف بدوره عراقيل ومشاكل حال دون الوصول إلى مبتغاها وخصوصا لما نالت البكالوريا بميزة أهلتها في الاختيار في لائحة المدرسة العليا لأساتذة التربية البدنية بالبيضاء لاجتياز مباراتها، غير أن أسرتها رفضت التحاقها لكون أن المدرسة لاتتوفر على الداخلية وبالتالي لا يمكنهم السماح لإبنتهم أن تكتري غرفة بحي ليساسفة بالدارالبيضاء، باعتبار أنه الحي القريب للمدرسة، خوفا عليها.
 
لقد اعتقدت فاطمة الزهراء أن انتماءها لنادي الجيش الملكي، ييحميها من ظلم وتنكر الجامعة لها، بل أن سوء الحظ رافقها وهي تعيش بالرباط كما كانت تعيش بآسفي. غير أن إصرارها وعزيمتها الفولاذية ومثابرتها في تخصصها الذي  اختارته وفقا لمؤهلاتها جعلها تحصل على الحد الأدنى يؤهلها إلى الانتماء إلى المنتخب. لكنها كانت في كل مرة تواجه بالصد.

هناك مثل شعبي يقول:"نية لعمى في عكازو"، حيث وضعت الجامعة المشاركة في ماراطون الرباط كمرحلة مؤهلة لبطولة كأس العالم ببودابست 2023. وبالفعل شاركت فاطمة الزهراء كردادي في هذا الماراطون وفازت به، ولم يعد من عذر أمام الجامعة يمنع مشاركتها في بطولة كاس العالم. لذلك كانت تلك الميدالية البرونزية بالنسبة لها انتصارا على الظلم والحكرة، أكثر من ما هو إنجاز تاريخي كأول مغربية وعربية تفوز بميدالية في كأس العالم أو حتى في الألعاب الأولمبية. وقد عبرت عن ذلك بحرقة عند وصولها إلى خط النهاية عبر صرخة طويلة ومتواصلة صبت من خلالها غضبها على من يعنيهم الأمر.