dimanche 20 avril 2025
سياسة

حملة الوهابية على "أنفاس بريس" وحالة العود لخطاب ما قبل أحداث 16 ماي الإرهابية

حملة الوهابية على "أنفاس بريس" وحالة العود لخطاب ما قبل أحداث 16 ماي الإرهابية حسن الكتاني (يمينا) والشيخ سعيد الكملي (يسارا) الى جانب لوغو موقع "هوية بريس"
انبرت عقب إلغاء محاضرة الشيخ سعيد الكملي بالمدرسة العليا للأساتذة، "حلية معلمي الناس الخير"، "مواقع" إلكترونية أصولية ومنظروها؛ من "شيوخ" الكراهية والتطرف والإرهاب، إلى نصب ألواح المشانق ل"أنفاس بريس".
حيث لم يكونوا في تجسيد المثل: "طاحت الصومعة علقوا الحجام"، إلا متلبسين  بحالة العود، لأجواء ما قبل أحداث 16 ماي الإرهابية.
وسنختار من هذه "الباقة " الوهابية، نموذجين للاستدلال في هذا الباب:

1- تولى موقع "هوية بريس" الأصولي، التحريض الدموي على موقعنا، من خلال التنصيص على، موقع "أنفاس بريس" المثير للجدل والمشهور بهجومه على علماء ودعاة المغرب وخطبائه". فأصبح ما قمنا به من رصد ومساءلة إعلامية، لمفارقات "الدعوة" لهذه المحاضرة، ومدى قيمتها البيداغوجية - من موقع وظيفة  "السلطة الرابعة"، تحصينا لمنطق المؤسسات واستقلاليتها عن التقاطب الإديولوجي -مجرد "تحريض موقع معروف، لأي مرجعية ينتمي، ومشهور أيضا بعدائه للعلماء والدعاة والعلم الشرعي وأن "القبول" الذي رزق الله الكملي، حسب عين رضاهم، "هو ما يغيظ أعداء العلم، لينفثوا حقدهم في قالب الحرص على ثوابت المغرب، وهي الثوابت التي يدافع عنها العلماء وتهاجمها دكاكين الإعلام العلماني الحاقد". مما يبين أن جانبا من استهداف هؤلاء المتطرفين ل"أنفاس بريس"، إنما هو  للضغط  حتى لا يتم  فضح  الاستثمار الأصولي والظلامي في المؤسسات التربوية الرسمية،وحتى لا يتم كذلك، فضح  تغول المتطرفين في الحقل الديني الرسمي، في سياق الانقلاب الممنهج، على تحملات مرجعية إمارة المؤمنين.

2- من جهة أخرى، اعتبر الشيخ حسن الكتاني، تسبب "أنفاس بريس" في إلغاء محاضرة الكملي حسب زعم أتباعه: "هذا من طغيان العلمانيين في بلادنا. هذا من طغيانهم، ومن صمت أهل الدين وأهل الإسلام عن الدفاع عن حقوقهم. لو أن الناس  جميعا أنكروا واستنكروا على هذا التغول العلماني، لما وصلت بهم الجرأة  ليفعلوا هذا (...) فإذن حقيقة الأمر، أن هؤلاء طغوا وبغوا، ولم يجدوا من يقف في وجههم، ويمنعهم أن يطغوا ويبغوا. لم يجدوا صوتا قويا يمنعهم من هذا الطغيان والبغي على علماء الإسلام (..)  فهذا يعني مع الأسف الشديد، من طغيان هؤلاء القوم  ويجب الوقوف في وجههم".

وهكذا يظهر أن الكتاني لم يتب من نزوعه المتطرف السابق، وقد كان في موقع بيان، "حلية معلمي الناس الشر"، وهو يحرض على العنف، وعلى التمرد على كل الضوابط التنظيمية للفضاء العام، والتحريض كذلك على ممارسة الحسبة من منطلق الوصاية الأصولية على ضمير الأمة، وبدون أدنى اعتبار  للمؤسسات، وفي طليعتها مرجعية إمارة أمير المؤمنين، التي تضمن الطمأنينة الروحية للمغاربة.

وهكذا يظهر أن الأصولية لا تعرف في باب التدافع والحجاج والنقاش، إلا المسارعة إلى التكفير والقتل. وأكيد أن هذا الجانب يهم، في ضرورة الترشيد وإعمال القانون، مؤسساتنا الأمنية والقضائية والدينية والتربوية، وكذا المجتمع السياسي والحقوقي والمدني لذا وجب التذكير، ووجب التحذير!.