lundi 19 mai 2025
رياضة

على خلفية اعتقال سعيد الناصري: من رؤساء العفة إلى رؤساء الجشع

على خلفية اعتقال سعيد الناصري: من رؤساء العفة إلى رؤساء الجشع سعيد الناصري يتوسط، فلكي والخال
أعاد اعتقال رئيس الوداد الرياضي سعيد الناصري ووضعه خلف القضبان، فتح النقاش حول أي مسير لأنديتنا نريد؟ كما شجع على وضع مقارنة بين المسير السابق في زمن ما قبل الاحتراف والمسير الحالي الذي يعيش عالم الاحتراف. 
 
في الماضي كان الرئيس يجمع بين يديه كل المسؤوليات، كان يعين المدربين والمسيرين الذين يساعدونه على أداء مهامه، وكان الرئيس محبا لفريقه وليس وافدا جديدا على النادي، وغالبا ما  يقضي سنوات في كرسي الرئاسة ولا يغادره إلا باستقالة أو وفاة. بل وكان رؤساء الفرق المغربية رجال سلطة أو من السياسيين والوجهاء ورجال الأعمال، وكانوا يحمون فرقهم ضد الأزمات.
 
غالبا ما يمثل رؤساء الفرق أمام القضاء بسبب ملفات بعيدة عن محيط الملاعب، وهناك استثناءات قليلة طبعا لكنها لم ترق إلى حد إحالة الرؤساء على المعتقلات.
 
ظاهرة "رؤساء أندية وراء القضبان" ليست موجة مغربية
إن ظاهرة "رؤساء أندية وراء القضبان" ليست موجة مغربية فقط بل هي متفشية أيضا في أوساط الكرة الأوروبية والعربية والإفريقية، مع اختلاف في  الأسباب وطبيعة  القضايا، وهو الأمر الذي يحيلنا على سؤال جوهري : أي مسير لأنديتنا نريد؟  
 
وفي جوابه عن هذا السؤال قال الإعلامي إبراهيم فلكي، الناطق الرسمي لأولمبيك أسفي  لـ"أنفاس بريس": "الجواب عن سؤال ما هي مواصفات المسير الذي نبحث عنه في الأندية الرياضية؟ يدفعني للقول إن هذا المسير  المنتظر لم يولد بعد، فهل نحن في حاجة إلى مسير "شكارة"أو نحن في حاجة إلى مسير فكر وعقل، أم نحن في حاجة إلى فريق عمل؟ عندما يطرح سؤال أي مسير نريد ففيه إحالة على التسيير الفردي ولكن عندما نخص بالذكر التسيير يجب أن ينصرف تفكيرنا إلى التسيير الجماعي الذي مرادفه نحن الرؤساء وليس الرئيس، إذن هذا المسير الذي نبحث عنه لم يولد بعد".
 
وظلت كرة القدم، باعتبارها أحد أكثر الرياضات شهرة وشعبية وتسييسا في العالم، خزانا جماهيريا لا ينفذ، لذلك يراهن عليها السياسيون، ويتنافسون على كسب ود جماهيرها  واستغلال تأثيره.
 
وفي سياق مماثل أوضح مجيد الخال المحلل الرياضي، أنه يتعين على المسير داخل النادي أن يكون شغوفا بكرة القدم ويحب اللعبة حتى يكون عطاؤه جيدا، وأن لا تكون أهدافه سياسية،  وأضاف: "خلال الفترة الأخيرة العديد من الرؤساء لديهم أهداف سياسية خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية أو الجماعية، أتمنى أن تتم برمجة دورات تكوينية بالنسبة للمسيرين عامة وليس فقط الرؤساء، اليوم تتم برمجة دورات تكوينية للمدربين ، نتمنى أن يخضع المسيرون أيضا لدورات تكوينية وتأهيلية تخص كل ما يتعلق بتدبير شؤون الأندية وكل ما هو رياضي، فلابد للتطور الذي تشهده كرة القدم المغربية أن يكون موازيا لتطور التسيير". وبقدر ما تمنح الرياضة رؤساء الأندية الشهرة والأضواء، فإنها تفتح لهم أحيانا أبواب المحاكم.
 
 رؤساء أندية كبرى رهن الاعتقال
 في مجال كرة القدم هناك حكايات لرؤساء أندية حول العالم مثلوا أمام العدالة لأسباب مختلفة، فهناك العديد من أشهر رؤساء الأندية الذين تذوقوا مرارة "السجن" قبل سعيد الناصري رئيس الوداد الرياضي. أبرزهم ساندرو روسيل، رئيس نادي برشلونة السابق، والذي صدر ضده حكم بالسجن 5 سنوات بين فترة 2010 لـ2014.وكانت تهمة رئيس برشلونة هي غسيل الأموال وحصوله على عمولات غير قانونية من رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم السابق ريكاردو تيكسيرا.الأمر لم يقف عند رئيس برشلونة فقط بل طال السجن أيضا زوجته التي تم الحكم عليها ب11 شهرا بسبب مشاركتها في قضايا غسيل الأموال. روسيل ليس الرئيس الأول لبرشلونة الذي يتم حبسه، بل كان خوسيه نونيز، أيضا رئيسا للبلوغرانا، قد تعرض للسجن 6 سنوات من قبل بتهمة الرشوة والتزوير بعض المستندات.
 
وبعيدا عن برشلونة سنجد أولي هونيس، رئيس بايرن ميونخ السابق، الذي تم الحكم ضده بالسجن لمدة 18 شهرا بسبب التهرب الضريبي.ورغم هذه الجريمة التي ارتكبها رئيس بايرن ميونخ، إلا أنه بعد قضاء مهلته في السجن خرج وعاد لانتخابات الفريق الألماني واكتسح التصويت بنسبة 97% في عام 2016.
وتعد إشبيلية  أيضا من بين الأندية التي حكم على رئيسها بالسجن المشدد، حيث قضى خوسيه ماريا ديل نيدو، الذي كان يعمل بالمحاماة ويدرك جيدا أهمية القوانين، عقوبة السجن لمدة 7 سنوات.وتوجهت تهمة الحصول على رشوة وإعاقة أعمال القضاء لديل نيدو، في دجنبر 2011، ليدخل السجن خلال الفترة من مارس 2014 وحتى أبريل 2017.  
 
رؤساء أندية تونسية وجزائرية خلف القضبان 
تعرض عدة رؤساء في أندية تونسية للسجن لأسباب مختلفة، مثل محمد طيب حجلاوي رئيس سيدي بوزيد، ومحمد علي العروي من مستقبل زرجيش، ووليد جلاد رئيس مستقبل سليمان.
 
ووجهت إلى حجلاوي تهم استهلاك مواد مخدرة والاتجار في الآثار بدون ترخيص، بينما العروي دخل السجن بتهم الابتزاز واستغلال نفوذ، فيما دخل جلاد السجن بتهمة غسيل الأموال.
كما صدر حكم في حق عبد السلام اليونسي رئيس النادي الأفريقي السابق بالسجن لمدة 28 عاما مع النفاذ بسبب تورطه في قضايا شيكات بدون رصيد، وسبقه سليم شيبوب رئيس نادي الترجي الأسبق الذي تم حبسه في 2018 بداعي تورطه في قضايا فساد، قبل أن يتم إخلاء سبيله في 2022 على ذمة إحدى القضايا.
 
وفي الجزائر أحيل عدد من رؤساء الأندية على المعتقلات من بينهم ربوح حداد رئيس اتحاد العاصمة ومحمد زرواطي رئيس اتحاد الساورة وحسان حمار رئيس وفاق سطيف.