يرى ميلود أزرهون، دكتور باحث (الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة)، أنه لم يكن أحد يتصور أن نصل إلى الإفلاس التام في تعبئة الموارد المائية الجوفية أو السطحية يمكنها أن تغطي المياه الصالحة للشرب؛ مشيرا إلى أن ما هو مطلوب اليوم هو مراجعة السياسة العمومية في ما يرتبط بالزراعات...
+ هناك معادلة ترهن مستقبل المغرب بين الفلاحة كرافعة اقتصادية تواجه أزمة الماء الذي بات المغرب يشكو منها اليوم، والجفاف الذي هو تغير مناخي لتأمين مستقبل قطاع اقتصادي. ما قراءتكم لهذا الوضع؟
- إشكالية ندرة الماء من بين الإشكاليات التي تناولها في جلسات الحوار الوطني حول الماء والتي تم من خلالها وضع عدد من السيناريوهارت تفكر بشكل عميق على المشهد الزراعي الوطني في علاقته بتراجع الموارد المائية السطحية والجوفية.
ولاحظنا أن الإشكال الأساسي الذي ظل يرافق هو عدم الالتزام الفعلي بتغيير الممارسات المرتبطة بالنشاط الزراعي والفلاحة العصرية بشكل خاص، بسبب الاستنزاف المكثف للماء. وإذا ركزنا على المجال الترابي في عدد من الجهات تعدته إلى أزمة المياه الصالح للشرب. ولم يكن أحد يتصور أن نصل إلى الإفلاس التام في تعبئة الموارد المائية الجوفية أو السطحية يمكنها أن تغطي المياه الصالحة للشرب.
فجميع الاختيارات المرتبطة بتدبير المياه هي اختيارات فاشلة، وهو ما اضطر المغرب للجوء لسيناريو كن مستبعدا في وقت سابق يتعلق بتحلية مياه البحر.
اليوم، لا يمكن أن نختلف أن إشكالية الجفاف إشكالية عامة، لكن ينبغي أن يتنبه إليه مدبرو الشأن العام في السياسات العمومية الفلاحية، وهي سياسات موروثة عن الفترة الاستعمارية، وساء على مستوى اختيار المزروعات أو توسيع المساحات المزروعة على حساب أشجار الأركان..، وكذا الالتزام بالحوامض بشكلها التقليدي والاعتماد على فواكه مستهلكة ومستنزفة للمياه بشكل كبير بالبطيخ الأحمر والموز والحوامض والطماطم، حيث أن الخبراء يعتبرون أن المغرب طيلة هاته المدة يصدر موارده المائية للخارج وليس المنتجات الزراعية.
وانتقل الفلاحون وتم استنزاف الفرشة المائية في سوس كلميم والداخلة ودرعة، وفي شيشاوة وكلها لا تتعلق بمعطى بيئي الذي هو الجفاف، لكن أيضا بالحكامة وسوء تدبير هذا الملف.
مياه تحلية البحر حل ظرفي. والسؤال هل ستغطي أراضي الفلاحة وتوسيع المساحات المزروعة وكلها إشكالات تفرض نفسها. الأمر لا يتعلق بمراجعة السياسة الزراعية، بل بمراجعة الاستراتيجية المتعلقة بمراجعة أنواع المغروسات وطبيعتها في علاقتها بطبيعة المناخ السائد في كل منطقة بفرشة مائية مستنزفة، خاصة في مناطق تقل حقينتها عن معدل وطني يصل إلى 30 في المائة، ومع توالي سنوات الجفاف يمكن أن تتجدد لتعود لسالف عهدها.
+ ما الحل في نظرك لتجاوز معضلة الخصاص في الماء الذي يرهن مستقبل الفلاحة واقتصاد المغرب؟
- المطلوب اليوم مراجعة السياسة العمومية في ما يرتبط بالزراعات الجيل الأخضر والسياسات القطاعية المرتبطة بذلك، والحد من الاستثمارات التي تتطلب إمكانيات من موارد مائية.