jeudi 15 mai 2025
رياضة

عموتة.. اليوم مدرب وغدا دكتور

عموتة.. اليوم مدرب وغدا دكتور الحسين عموتة مدرب منتخب الأردن
من يكون الحسين عموتة مدرب منتخب الأردن؟ هو سؤال بات يبحث عن جوابه عدد كبير من متتبعي منافسات كأس آسيا للأمم، المقامة حاليا في قطر. سر طرح السؤال هو الإنجاز الذي حققه منتخب النشامى بالعبور لأول مرة إلى نهائي كأس آسيا، بقيادة إطار وطني مغربي بمساعدة طاقم تقني مغربي كذلك. نعم الإنجاز الرائع الذي حققه المنتخب الأردني، الذي لم يسبق له في تاريخ مشاركاته الوصول حتى إلى المربع الذهبي، فما بالك بالمحطة النهائية، دفع بالعديد من التوجه إلى محرك البحث العالمي "غوغل" للتعرف أكثر على المدرب عموتة ومساره سواء كلاعب  ومدرب.

عموتة، البالغ من العمر حاليا 54 عاما، هو من مواليد مدينة الخميسات، دشن مساره الكروي سنة 1988 مع فريق اتحاد الزموري للخميسات. بعدها لعب لفريق الفتح الرباطي لمدة ستة مواسم، ليشكل له الفريق الرباطي محطة للعبور إلى ضفة الاحتراف. وكان فريق السد القطري بوابته الاحترافية، بعدها انتقل إلى نادي الشارقة الإماراتي، ومنه إلى نادي الرياض السعودي، فالعودة إلى الدوري القطري مع نادي قطر.

عموتة، الذي أشرف على تدريب المنتخب المغربي للاعبين المحليين، وتوج معهم بلقب الشان، وقع على مسار متميز كلاعب مع أسود الأطلس، وكانت بدايته مع فئة أقل من 23 سنة، وواصل المشوار مع النخبة الوطنية كلاعب إلى حدود سنة 1994. 

عدد مهم من المقربين من الحسين عموتة أكدوا أنه كان يتميز بشخصية صارمة وجدية، عندما كان لاعبا، مما دفعهم للتأكيد على ان تلك السمات ستجعل منه مدربا ناجحا. وهو ما زرعه عموتة ونجح في قطفه في عدة محطات. كانت أولى البذور نيل لقب وصيف البطل مع فريقه الأم اتحاد الزموري للخميسات. وحين تدريبه لفريق الفتح الرباطي، نال معه لقبي كأس العرش وكأس الكاف. بعد ذلك عاد إلى قطر وأشرف على تدريب فريق السد، وفاز معه بكأس الأمير والدوري والكاس الممتازة ودوري أبطال آسيا وكاس ولي العهد. هذه النجاحات عجلت بعودته إلى المغرب عبر نادي الوداد الرياضي، الذي سيتوج معه بلقبي دوري أبطال افريقيا والبطولة الوطنية، وسجل معه مشاركة في كأس العالم للاندية. كل ذلك دفع بالجامعة المغربية لكرة القدم بتعيينه مدربا للمنتخب المغربي للاعبين المحليين، وحقق معه اللقب من قلب الكاميرون في، وشارك بالمنتخب في كأس العرب وأقصي من دور الربع.

وبعد انفصال الوداد الرياضي عن وليد الركراكي، تم تجديد الوصال مع الحسين، لكن المقام كان قصيرا وتم الفراق في ظروف غامضة. لينتقل بعدها إلى قيادة فريق الجيش الملكي ونال معه لقب الدوري المغربي لموسم 2022/2023.

هذا هو مسار الحسين عموتة الرياضي، الذي قاده إلى تدريب منتخب النشامى، الذي نتوق معه إلى تحقيق المستحيل والتتويج باللقب الأسيوي، الذي إذا تحقق سيكون مفخرة ليس للأردنيين فقط أو لعموتة بل للمغاربة كذلك.

إن نجاحات الحسين عموتة غير مقتصرة على مسار التدريب فقط، بل يشق طريقه الأكاديمي. فعموتة الحاصل على دبلوم الماستر ( الماجيستير) من معهد مولاي رشيد لتكوين الأطر الرياضية بسلا، في تخصص التدريب الرياضي والإنجاز ذي المستوى العالي، هو طالب باحث في سلك الدكتوراه بكلية العلوم والتقنيات بمدينة بني ملال، التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان. و من المرجح أن يناقش أطروحته، التي تتحدث عن " "العلاقة بين الأداء الرياضي للاعببن والاستعدادات النفسية والاجتماعية والعقلية"، عما قريب، مما سيغني بروفايله الرياضي والأكاديمي بهذا الدبلوم الجامعي العالي.