jeudi 15 mai 2025
رياضة

الحاجة‭ ‬لرحيله‭ ‬من‭ ‬الجامعة.. متى كان لقجع وليا من أولياء الله؟!

الحاجة‭ ‬لرحيله‭ ‬من‭ ‬الجامعة.. متى كان لقجع وليا من أولياء الله؟! فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم
من‭ ‬حق‭ ‬المغاربة‭ ‬أن‭ ‬يقولوا: "لا‭ ‬داعي‭ ‬لتكرار‭ ‬الإخفاق‭ ‬الرياضي"‭. ‬ ومن‭ ‬حقهم‭ ‬أن‭ ‬يأخذوا‭ ‬هذا‭ ‬الإخفاق‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد،‭ ‬وألا‭ ‬يعتبروه‭ ‬أمرا‭ ‬عرضيا‭. ‬فبعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬"التطبيل"‭ ‬انكشفت‭ ‬اللعبة‭ ‬أخيرا،‭ ‬في‭ ‬الكوت‭ ‬ديفوار،‭ ‬واكتفى‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬بحصاد‭ ‬الريح‭ ‬والعودة‭ ‬بخفي‭ ‬حنين‭ ‬إلى‭ ‬دياره‭. ‬إخفاق‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بتضخيم‭ ‬قصة‭ ‬المونديال،‭ ‬وله‭ ‬علاقة‭ ‬بالحقائق‭ ‬المدفونة‭ ‬تحت‭ ‬جبل‭ ‬من‭ ‬الأكاذيب‭.‬
 
إن‭ ‬أفضل‭ ‬طريقة‭ ‬لفهم‭ ‬الأمور‭ ‬السيئة‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬نصدق‭ ‬فقط‭ ‬ما‭ ‬تطلعنا‭ ‬عليه‭ ‬الأرقام‭ ‬والإنجازات‭ ‬والبطولات‭ ‬«البالماريس»،‭ ‬وليس‭ ‬«التجييش‭ ‬الإعلامي»‭ ‬و«الذباب‭ ‬الالكتروني»‭ ‬و«البرامج‭ ‬الإذاعية‭ ‬أو‭ ‬التلفزية‭ ‬المستوية‭ ‬الأضلاع»‭. ‬فالمهندس‭ ‬الزراعي‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع،‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬ليس‭ ‬معصوما‭ ‬من‭ ‬الخطأ،‭ ‬وتوجيه‭ ‬الخطاب‭ ‬إليه‭ ‬بالتهليل‭ ‬والتسبيح‭ ‬شيء‭ ‬مناف‭ ‬للمنطق‭ ‬العقلاني‭ ‬والديمقراطي،‭ ‬ولا‭ ‬يعير‭ ‬أي‭ ‬أهمية‭ ‬لربط‭ ‬المسؤولية‭ ‬بالمحاسبة‭. ‬لقد‭ ‬أخفقنا‭. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬ينبغي‭ ‬ألا‭ ‬نتجنب‭ ‬النظر‭ ‬إليه‭. ‬الإخفاق‭ ‬موجود‭ ‬أمامنا،‭ ‬والمسؤول‭ ‬المباشر‭ ‬عنه‭ ‬هو‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭. ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬الصدق‭ ‬لنرى‭ ‬ذلك‭. ‬أما‭ ‬الذين‭ ‬يملكون‭ ‬الطاقة‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬الهزيمة‭ ‬الشاخصة‭ ‬إلى‭ ‬انتصار‭ ‬بَيِّن،‭ ‬والبهدلة‭ ‬المفضوحة‭ ‬إلى‭ ‬عرس‭ ‬مفتوح‭ ‬على‭ ‬الأهازيج،‭ ‬فمن‭ ‬حقنا‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يصمتوا‭ ‬قليلا،‭ ‬وأن‭ ‬يدركوا‭ ‬أن‭ ‬تقديس‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع‭ ‬هو‭ ‬أعظم‭ ‬مشكلة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الشأن‭ ‬الكروي‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭. ‬
 
فلا‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬وزيرا‭ ‬مكلفا‭ ‬بالميزانية،‭ ‬ولا‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بارعا‭ ‬في‭ ‬ملاحقة‭ ‬المناصب،‭ ‬ولا‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬تنطلي‭ ‬«حزبيتك»‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬وعلى‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬استمرارك،‭ ‬لتضمن‭ ‬الإمساك‭ ‬بالمقود‭ ‬على‭ ‬الدوام،‭ ‬وأن‭ ‬ينتظر‭ ‬المغاربة‭ ‬جميعهم‭ ‬متى‭ ‬تنتهي‭ ‬المعضلة،‭ ‬وأن‭ ‬يظلوا‭ ‬على‭ ‬جهل‭ ‬بما‭ ‬يحل‭ ‬بهم،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬يبلعوا‭ ‬لسانهم‭ ‬وينتظروا‭ ‬معجزة‭ ‬السماء!
 
فمن‭ ‬هو‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع‭ ‬الذي‭ ‬يثبت‭ ‬باستمرار‭ ‬أنه‭ ‬نقيض‭ ‬ما‭ ‬ننعته‭ ‬به؟‭ ‬فمنذ‭ ‬توليه‭ ‬شأن‭ ‬الكرة‭ ‬قبل‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬(2014)‭ ‬وإعادة‭ ‬انتخابه‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬(2017)‭ ‬وثالثة‭ ‬(2022)،‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬إعلامية‭ ‬ورياضية‭ ‬تسمح‭ ‬له‭ ‬بمتابعة‭ ‬التنفس‭ ‬باطمئنان،‭ ‬وأحاط‭ ‬نفسه‭ ‬بالدفوف‭ ‬والطبول‭ ‬والزغاريد،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ساعد‭ ‬في‭ ‬إضفاء‭ ‬هالة‭ ‬من‭ ‬التقديس‭ ‬على‭ ‬شخصه،‭ ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬أتيح‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتح‭ ‬لغيره‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬ليصنع‭ ‬كرة‭ ‬قدم‭ ‬احترافية‭ ‬حقيقية،‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬الأول‭ ‬«علما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬الأعم‭ ‬ليس‭ ‬منتوجا‭ ‬محليا،‭ ‬وأغلب‭ ‬لاعبيه‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المغتربين‭ ‬الذين‭ ‬زاولوا‭ ‬الكرة‭ ‬في‭ ‬أنديتهم‭ ‬الأوروبية‭ ‬أو‭ ‬العربية»‭.‬
 
والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬نطرحه‭ ‬هنا:‭ ‬هل‭ ‬انتقاد‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع‭ ‬ومطالبته‭ ‬بتقديم‭ ‬الحساب‭ ‬«حنجرة‭ ‬مجانية»‭ ‬يقدمها‭ ‬المنتقدون‭  ‬لخصوم‭ ‬المملكة‭ ‬حتى‭ ‬يغرزونها‭ ‬في‭ ‬ظهرها؟‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬سبب‭ ‬منطقي‭ ‬وموضوعي‭ ‬وديمقراطي‭ ‬لترك‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬يفعل‭ ‬ما‭ ‬يشاء؟
هل‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬نشهر‭ ‬الإنجاز‭ ‬التاريخي‭ ‬لأسود‭ ‬الأطلس‭ ‬بمونديال‭ ‬قطر،‭ ‬لنسلم‭ ‬بأن‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الوطنية‭ ‬حققت‭  ‬طفرة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬ضمن‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬تعاقبوا‭ ‬على‭ ‬رئاسة‭ ‬الجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم؟
 
لابأس‭ ‬من‭ ‬التذكير‭  ‬بأن‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع‭ ‬مسؤول‭ ‬رياضي‭ ‬ووزير‭ ‬سياسي،‭ ‬وبأن‭ ‬كل‭ ‬مسؤول‭ ‬يتعرض‭ ‬للمحاسبة،‭ ‬ويتوجب‭ ‬عليه‭ ‬إذا‭ ‬أخفق‭ ‬أن‭ ‬يرمي‭ ‬المنديل‭ ‬بكل‭ ‬روح‭ ‬رياضية،‭ ‬كما‭ ‬تتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬اللعبة‭ ‬الديمقراطية‭. ‬أما‭ ‬أن‭ ‬نتعرض‭ ‬للبهدلة‭ ‬في‭ ‬واضحة‭ ‬النهار،‭ ‬وأن‭ ‬نخرج‭ ‬من‭ ‬الباب‭ ‬الضيق‭ ‬للكان‭ ‬الإفريقي،‭ ‬ونستمر‭ ‬في‭ ‬ترديد‭ ‬«الأراجيف»،‭ ‬وإعلان‭ ‬التمسك‭ ‬بـ‭ ‬«قاهر‭ ‬الجبابرة»‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬وأن‭ ‬نوهم‭ ‬المغاربة‭ ‬أن‭ ‬الرجل‭ ‬يساوي‭ ‬جيشا‭ ‬عرمرما‭ ‬مناهضا‭ ‬لأعداء‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية،‭  ‬كما‭ ‬يردد‭ ‬المأجورون‭ ‬أو‭ ‬المخدوعون‭ ‬ضدا‭ ‬على‭ ‬أبواق‭ ‬العسكر‭ ‬الجزائري‭ ‬التي‭ ‬حولته‭ ‬إلى‭ ‬«أسطورة»،‭ ‬فأمر‭ ‬لا‭ ‬يستسيغه‭ ‬عقل،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الأخذ‭ ‬به،‭ ‬اللهم‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬أصبحت‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬من‭ ‬المقدسات،‭ ‬وشأنا‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬أو‭ ‬ممثليه‭ ‬مناقشته‭.‬‭ ‬
 
إن‭ ‬المطالبة‭ ‬بمحاسبة‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬على‭ ‬الإخفاق‭ ‬المذل‭ ‬ببطولة‭ ‬الكان‭ ‬بالكوت‭ ‬ديفوار،‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬إطلاقا‭ ‬إذكاء‭ ‬نار‭ ‬الحقد‭ ‬عليه،‭  ‬بل‭ ‬تعني‭ ‬أساسا‭ ‬إعمال‭ ‬أداة‭ ‬ديموقراطية‭ ‬لا‭ ‬تركن‭ ‬إلى‭ ‬تجاهل‭ ‬النكسة،‭ ‬ولا‭ ‬إلى‭ ‬صرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬استمرار‭ ‬الفشل،‭  ‬وإلا‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الألقاب‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬للمنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬القاري‭ ‬والعربي‭ ‬والدولي،‭ ‬طيلة‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬تولي‭ ‬لقجع‭ ‬رئاسة‭ ‬الجامعة‭ ‬الملكية،‭ ‬اللهم‭ ‬فوز‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬لأقل‭ ‬من‭ ‬23‭ ‬سنة‭ ‬بكأس‭ ‬إفريقيا‭ ‬أمام‭ ‬منتخب‭ ‬مصر‭ ‬بالرباط‭ ‬(يوليوز‭ ‬2023)،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬فوز‭ ‬منتخب‭ ‬الكرة‭ ‬داخل‭ ‬القاعة‭ ‬بالبطولة‭ ‬العربية‭ ‬«ثلاثة‭ ‬مرات‭ ‬متتالية»‭ ‬والإفريقية‭ ‬وكأس‭ ‬القارات‭ ‬(2022)؟‭  ‬الجواب‭ ‬هو‭ ‬«لاشيء»‭. ‬الإخفاق‭ ‬لخمس‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬إفريقيا‭ ‬للأمم،‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بإلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬الرطوبة‭ ‬وأحوال‭ ‬الطقس‭ ‬الحار‭ ‬وأرضية‭ ‬الملاعب‭ ‬الإفريقية،‭ ‬وكأن‭ ‬«الأسود»‭ ‬لا‭ ‬رئات‭ ‬لهم‭ ‬ولا‭ ‬أقدام،‭ ‬وكأنهم‭ ‬لا‭ ‬يستفيدون‭ ‬من‭ ‬التربصات‭ ‬والمباريات‭ ‬الإعدادية‭ ‬كباقي‭ ‬المنتخبات‭ ‬الأخرى،‭ ‬بل‭ ‬كأنهم‭ ‬لا‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ولا‭ ‬يعرفون‭ ‬طقسها‭ ‬وأدغالها!!!!
 
نعم،‭ ‬إن‭  ‬«التعصب‭ ‬المفرط»‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للوطن‭ ‬لتظل‭ ‬رايته‭ ‬خفاقة‭ ‬عاليا،‭ ‬أما‭ ‬أن‭ ‬نزيغ‭ ‬عن‭ ‬الحقائق،‭ ‬ونتعصب‭ ‬لشخص‭ ‬ما،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬في‭ ‬عهده،‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬أو‭ ‬الأندية‭ ‬المغربية،‭  ‬يبقى‭ ‬دون‭ ‬المستوى‭ ‬المطلوب،‭ ‬ودون‭ ‬مستوى‭ ‬الملايير‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬تحت‭ ‬إشارته‭ ‬«لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬القجع‭ ‬هو‭ ‬الوزير‭ ‬المكلف‭ ‬بالميزانية»‭.‬
 
فإذا،‭ ‬تركنا‭ ‬إخفاق‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬القارية‭ ‬الكبرى‭ ‬وعجزه‭ ‬عن‭ ‬الفوز‭ ‬بكأس‭ ‬إفريقيا‭ ‬لمدة‭ ‬تناهز‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬«منذ‭ ‬1976‭ ‬والمغرب‭ ‬يلاحق‭ ‬الكأس‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يدركه»،‭ ‬فإن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأندية‭ ‬الكروية‭ ‬المغربية،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البطولة‭ ‬الاحترافية‭ ‬وقسم‭ ‬الهواة،‭ ‬ظلت‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬تعيش‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬أزمات‭ ‬مالية‭ ‬وتدبيرية‭ ‬هيكلية‭ ‬بسبب‭ ‬سوء‭ ‬الحكامة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬انعكس‭ ‬عليها‭ ‬سلبا،‭ ‬وأغرقها‭ ‬في‭ ‬مأزق‭ ‬المديونية‭ ‬المتفاقمة؛‭ ‬وتستوي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬الأندية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تلعب‭ ‬على‭ ‬الألقاب‭ ‬الإفريقية‭ ‬والعالمية‭. ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الأندية‭ ‬الوطنية‭ ‬تعيش،‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع،‭ ‬مشاكل‭ ‬بنيوية‭ ‬مستعصية،‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬الفرق‭ ‬تواجه‭ ‬نزاعات‭ ‬مالية‭ ‬متعددة‭ ‬مع‭ ‬اللاعبين‭ ‬والمدربين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتيح،‭ ‬حسب‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المتتبعين‭ ‬للشأن‭ ‬الكروي،‭ ‬لرئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬التكلف‭ ‬بأداء‭ ‬تلك‭ ‬التعويضات،‭ ‬إمعانا‭ ‬في‭ ‬إرضاخ‭ ‬الفرق‭ ‬لسطوته،‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬لتبادل‭ ‬المنافع‭. ‬فبينما‭ ‬يصبح‭ ‬الرئيس‭ ‬«وليا‭ ‬دائما‭ ‬للنعمة»‭ ‬وصاحب‭ ‬نفوذ‭ ‬خارج‭ ‬المحاسبة،‭ ‬فإن‭ ‬الفرق‭ ‬تستغل‭ ‬هذا‭ ‬«الكرم‭ ‬الحاتمي»‭ ‬بوصفه‭ ‬فرصة‭ ‬لا‭ ‬تعوض‭ ‬لها‭ ‬لتفادي‭ ‬النفقات‭.‬
 
قد‭ ‬يقول‭ ‬قائل‭ ‬إن‭ ‬الأندية‭ ‬الوطنية‭ ‬حققت‭ ‬عدة‭ ‬ألقاب‭ ‬قارية،‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬لقجع،‭ ‬مثل‭ ‬فريق‭ ‬الرجاء‭ ‬البيضاوي‭ ‬الذي‭ ‬فاز‭ ‬بكأس‭ ‬الكونفدرالية‭ ‬الإفريقية‭ ‬سنتي‭ ‬2018‭ ‬و2021،‭ ‬وكأس‭ ‬السوبر‭ ‬الإفريقي‭ ‬سنة‭ ‬2019،‭ ‬ثم‭ ‬كأس‭ ‬العرب‭ ‬2020؛‭ ‬وفريق‭ ‬الوداد‭ ‬الذي‭ ‬فاز‭ ‬بدوري‭ ‬أبطال‭ ‬إفريقيا‭ ‬سنتي‭ ‬2017‭ ‬و2022،‭ ‬وكأس‭ ‬السوبر‭ ‬الإفريقية ‭ ‬2018؛‭ ‬وفريق‭ ‬النهضة‭ ‬البركانية‭ ‬الذي‭ ‬فاز‭ ‬بكأس‭ ‬الكونفدرالية‭ ‬الإفريقية‭ ‬مرتين‭ ‬2020‭ ‬و2022‭. ‬غير‭ ‬أن‭  ‬أغلب‭ ‬الأندية‭  ‬الوطنية‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تعاني،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭  ‬خلوها‭ ‬من‭ ‬الأطر‭ ‬العليا‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬التدبير‭ ‬المالي‭ ‬والإداري،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬عجز‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع،‭ ‬المنتشي‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬بإنجاز‭ ‬المونديال‭ ‬القطري،‭ ‬عن‭ ‬ملء‭ ‬دفتر‭ ‬التحملات‭ ‬الذي‭ ‬التزم‭ ‬بتنفيذه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬إذ‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬أغلب‭ ‬الفرق‭ ‬الوطنية،‭ ‬بمن‭ ‬فيها‭ ‬الوداد‭ ‬والرجاء‭ ‬والجيش‭ ‬والمغرب‭ ‬التطواني‭ ‬والنهضة‭ ‬البركانية،‭ ‬تفتقد‭ ‬إلى‭ ‬ملاعبها‭ ‬الخاصة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أظهره‭ ‬الاستعداد‭ ‬لكأس‭ ‬إفريقيا‭ ‬(2026)‭ ‬وكأس‭ ‬العالم‭ ‬(2030)‭ ‬حين‭ ‬فرضت‭ ‬أشغال‭ ‬تهيئة‭ ‬وترميم‭ ‬الملاعب‭ ‬المختضنة‭ ‬للمباريات‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الفرق‭ ‬طلب‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬المدن‭ ‬القريبة‭ ‬لإجراء‭ ‬مبارياتها،‭ ‬بسبب‭ ‬«مخطط‭ ‬تأهيل‭ ‬ملاعب»‭ ‬«ملعب‭ ‬طنجة‭ ‬الكبير،‭ ‬مركب‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬في‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬المركب‭ ‬الرياضي‭ ‬الأمير‭ ‬مولاي‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بالرباط،‭ ‬ملعب‭ ‬أكادير‭ ‬الكبير،‭ ‬ملعب‭ ‬مراكش‭ ‬الكبير،‭ ‬المركب‭ ‬الرياضي‭ ‬بفاس‭..‬»‭. ‬فأين‭ ‬هو‭ ‬التطور‭ ‬الملموس‭ ‬في‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬الكروية‭ ‬بالمملكة،‭ ‬خارج‭ ‬«الماكيطات»‭ ‬«المجسمات‭ ‬الكارتونية»؟‭ ‬أين‭ ‬هي‭ ‬ملاعب‭ ‬الفرق؟‭ ‬وأين‭ ‬هي‭ ‬الأكاديميات‭ ‬الكروية‭ ‬الجهوية‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تستثمر‭ ‬فيها‭ ‬هذه‭ ‬الفرق،‭ ‬وتراهن‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الفارق‭.‬‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الجامعة‭ ‬كسرت‭ ‬بوصلة‭ ‬التكوين‭ ‬باحتكار‭ ‬«أكاديمية‭ ‬محمد‭ ‬السادس»‭ ‬وإنشاء‭ ‬فروع‭ ‬جهوية‭ ‬لها،‭ ‬بينما‭ ‬أصبحت‭ ‬أغلب‭ ‬الأندية‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الانتدابات؟
 
هناك‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع‭ ‬سفير‭ ‬يدافع‭ ‬بكل‭ ‬اقتدار‭ ‬وحنكة‭ ‬عن‭ ‬وطنه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الهيئات‭ ‬الدولية‭ ‬وفي‭ ‬شتى‭ ‬المحافل‭ ‬القارية‭ ‬والعالمية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬«المزايدة‭ ‬بالوطنية»‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬حين‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬اقتران‭ ‬المسؤولية‭ ‬بالمحاسبة،‭ ‬فكل‭ ‬مغربي‭ ‬سفير‭ ‬لوطنه‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬اشتغاله،‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الرياضي‭ ‬والفني‭ ‬والثقافي‭ ‬والعلمي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والجمعوي‭. ‬فلماذا‭ ‬يصر‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬صنع‭ ‬الالتباس‭ ‬وإرغام‭ ‬المغاربة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع‭ ‬كصاحب‭ ‬كرامات‭ ‬ومعجزات؟
 
‭ ‬فالمنطق‭ ‬الديمقراطي‭ ‬يُحتِّم‭ ‬أن‭ ‬يعترف‭ ‬رئيس‭ ‬جامعة‭ ‬الكرة‭ ‬بالخسارة‭ ‬والعجز،‭ ‬وأن‭ ‬يسلم‭ ‬بأن‭ ‬وجوده‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الجامعة‭ ‬لمدة‭ ‬عقد‭ ‬بكامله‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬ألقاب‭ ‬قارية‭ ‬شيء‭ ‬غير‭ ‬ملائم‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬القبول‭ ‬به‭. ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬إلى‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬المغربي‭ ‬بوجه‭ ‬مكشوف،‭ ‬ويعلن‭ ‬استقالته‭ ‬من‭ ‬منصبه،‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المغربية‭ ‬لسنوات‭ ‬أخرى‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬التقرح‭ ‬المستدام‭. ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬القاعدة‭ ‬الذهبية‭ ‬للديمقراطية،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الرهان‭ ‬الذي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬ينجح‭ ‬فيه‭ ‬المغرب،‭ ‬إذا‭ ‬كنا‭ ‬نريد‭ ‬بالفعل‭ ‬أن‭ ‬نعتنق‭ ‬الجدية‭ ‬«كمنهج‭ ‬متكامل‭ ‬يقتضي‭ ‬ربط‭ ‬ممارسة‭ ‬المسؤولية‭ ‬بالمحاسبة،‭ ‬وإشاعة‭ ‬قيم‭ ‬الحكامة‭ ‬والعمل‭ ‬والاستحقاق‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص»،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬لعيد‭ ‬العرش‭ ‬29 )‭ ‬يوليوز‭ ‬2023).‭‬
 
على‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع‭ ‬بكل‭ ‬روح‭ ‬رياضية‭ ‬أن‭ ‬يسلم‭ ‬مفاتيح‭ ‬جامعة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬للخلف‭. ‬وله‭ ‬أن‭ ‬يكرس‭ ‬كل‭ ‬وقته‭ ‬لملء‭ ‬مهمة‭ ‬واحدة‭ ‬بوصفه‭ ‬رئيسا‭ ‬لـ‭ ‬"لجنة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬"2023‭. ‬من‭ ‬يدري؟‭ ‬ربما‭ ‬تستقيم‭ ‬الأمور‭. ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬المحاولة‭.‬