dimanche 18 mai 2025
اقتصاد

أريري: كيف ساهم الجيش في إدخال الداخلة في الرادار الدولي

أريري: كيف ساهم الجيش في إدخال الداخلة في الرادار الدولي الزميل عبد الرحيم أريري، أمام مدخل ورش بناء ميناء الداخلة الأطلسي
لو كان الأمر بيدي، لأصدرت أمرا بأن يبنى ضريح على قبر كل جندي مغربي من فرقة مكافحة الألغام التابعة للقوات المسلحة الملكية، وجعله مزارا للترحم على أفراد الجيش المغربي.
فبفضل هذه الفرقة، تم تطهير 1650 هكتارا شمال عاصمة جهة وادي الذهب من الألغام، لبناء أحد أكبر الموانئ بإفريقيا، ألا وهو ميناء الداخلة الأطلسي. وعندما نقول تطهير 1650 هكتارا ( أي 16 كلم مربع)، فإن ذلك يعادل 15% من مساحة مدينة الرباط. بمعنى أن فرق القوات المسلحة الملكية المكلفة بنزع الألغام حرصت على مسح 16.500.000 متر مربع في ظرف وجيز، لتكون المساحة المطهرة قابلة لاستيعاب إحدى أضخم المناطق المينائية المخصصة للأنشطة الاقتصادية بإفريقيا فور الانتهاء من بناء رصيف ميناء الداخلة الأطلسي. وهذه المساحة المطهرة من طرف القوات المسلحة الملكية، تنضاف للرصيد الهام المحقق من طرف الفرق العسكرية الخاصة بمكافحة الألغام التي سبق أن طهرت الى حدود 2021 مامجموعه  5763 كيلومتر مربع بالأقاليم الجنوبية، (أي 576.300 هكتارا)، تم فيها تحييد 96.758 لغما أرضيا سبق أن زرعتها عناصر البوليساريو الممولة من طرف عسكر الجزائر أثناء فترة الحرب.
ميناء الداخلة الجديد، الذي سيقلب الأقاليم الجنوبية رأسا على عقب بعد دخوله مرحلة الخدمة في أفق السنوات 6 أو 7 القادمة، يعد من بين المشاريع المهيكلة الكبرى المدمجة في النموذج التنموي الجديد لمدن الصحراء، بحيث سيكون لميناء الداخلة الأطلسي مفعول السحر الذي لعبه ميناء "طنجة ميد" في جر تراب شمال المملكة نحو الأعلى، بدليل أن المنطقة الاقتصادية المحيطة بميناء طنجة ميد (2000 هكتار) مكنت من إحداث 6 مناطق للأنشطة توظف أزيد من 80 ألف فرد، وتؤمن عائدات بقيمة فاقت 100 مليار درهم كصادرات، وجعل أقاليم طنجة والمضيق وتطوان تشهد فورة عمرانية واقتصادية وفورة في البنى التحتية (أوطوروت، سكك، طرق سريعة، ألياف بصرية، منشآت فنية، إلخ...) بشكل لم تألفه على الإطلاق.
تأسيسا على ذلك، أتوقع شخصيا أن يكون لميناء الداخلة الأطلسي مفعول أكبر من "طنجة ميد"، ليس على مستوى التشغيل والدينامية الاقتصادية فحسب، بل بالأساس على مستوى تأزيم عقدة عسكر الجزائر الذي لم يتمكن من مد قنوات الماء الشروب وتوفير الحليب والزيت والدقيق والبوطا لسكان مدن جنوب الجزائر (التي يفيض باطنها ب 98% من ثروات الشعب الجزائري من النفط والغاز)، فأحرى أن يمكنها من من مشروع مهيكل للتراب الجزائري المثقل بالأعطاب، من قبيل ما اعتمده المغرب ببناء ميناء الداخلة الأطلسي بقيمة 10 ملايير درهم.
فطوبى للداخلة، وطوبى للقوات المسلحة الملكية، وطوبى للمغرب !