mardi 22 avril 2025
سياسة

محمد الشيخ بيد الله: هكذا انشققنا عن التجمع الوطني للأحرار! (4)

محمد الشيخ بيد الله: هكذا انشققنا عن التجمع الوطني للأحرار! (4) أحمد عصمان ومحمد الشيخ بيد الله(يسارا)

حل السياسي محمد الشيخ بيد الله، وزير الصحة السابق والقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة ورئيس مجلس المستشارين سابقا وأحد مؤسسي جبهة البوليساريو، ضيفا على برنامج "بصمات" الذي تبثه قناة M24، وتطرق في حوار مفصل إلى محطات ساخنة من مساره المهني والسياسي، بدءا بمساهمته في تأسيس نواة للطلبة الصحراويين بالرباط، مرورا بالأخطاء السياسية الكبرى التي واكبت تأسيس جبهة البوليساريو، والدور الليبي والمعارضة المغربية في الجزائر في تعزيز الدعوة إلى الانفصال وحمل السلاح، وصولا إلى ما يعيشه ملف الصحراء من انعطافات ديبلوماسية مهمة..

"أنفاس بريس" تنشر أبرز مضامين هذا الحوار:

 

انخرطت سابقا في حزب التجمع الوطني للأحرار، ثم في الحزب الوطني الديمقراطي إثر انشقاقه عن حزب التجمع الوطني للأحرار، فما هو الخلاف السياسي والإيديولوجي الذي أدى إلى هذا الانشقاق؟

يعد الأستاذ أحمد عصمان شخصية كبيرة ضمن السياسيين المغاربة، وقاد المسيرة الخضراء بنفسه كوزير أول، وكانت تجمعه علاقات قوية مع المرحوم الحسن الثاني. وحين أراد تكوين فريق نيابي، اختار مجموعة من الأطر التي تقدمت الى الانتخابات باعتبارهم غير منتمين، وبدأ بربط الاتصال بهم، آنذاك اتصل بي الأستاذ زنيند الذي سبق له أن شغل منصبي وزير وسفير، كما اتصل بي خليهن ولد الرشيد، وهكذا التحقت بحزب التجمع الوطني للأحرار رفقة مجموعة كبيرة من الأطر ضمنهم أطباء ومحامون من جميع أنحاء المملكة المغربية. وكان أرسلان الجديدي عضوا قياديا، ويجيد فن الخطابة بلغة سهلة ممتنعة، وقد تم اختياري إلى جانب شاكر الطاهر من الجديدة كأصغر عضوين في مجلس الحزب. وبعد ذلك، تم اختياري رئيسا للجنة العلاقات الخارجية، وكانت طبعا مهمة صعبة وتشريفا كبيرا بالنسبة لي، وللأقاليم الجنوبية وبالأخص تخوم الصحراء بمنطقة الضلوع بالسمارة. وقد تمكنت من الحصول على عدة مناصب بشكل سريع، وفي ظروف صعبة ومتقلبة، ولما بدأنا الاشتغال وقع خلاف بين المرحوم القادري وبنسليمان الذي كان يشغل منصب وزير المالية ومنصب سفير المغرب في ألمانيا، ويعد شخصية مهمة وينتمي إلى عائلة كبيرة، وقد كنا كشبان آنذاك نجيد صناعة الكلام والبوليميك وهو ما تسبب في استفزاز أحمد عصمان، كما أن العلاقات البروتوكولية مع هذا الأخير كانت صعبة، ذلك أننا لم نتوقع أنه من أجل مقابلة رئيس الحزب يتعين حجز موعد وانتظار المقابلة، وهي أمور بسيطة لكنها غيرت مزاجنا وعلاقتنا مع الحزب، وهذا ما دفعني إلى الالتحاق بالمجموعة المنشقة التي كانت تضم أرسلان الجديدي وموسى السعدي، وهو مهندس ووزير ينحدر من وجدة، وعبد القادر بنسليمان الوزير السابق ورجل الاقتصاد الكبير. لقد كانت المجموعة المنشقة تضم عددا هاما من الأطر.

إذن، لم يكن هناك أي خلاف إيديولوجي ؟

لم تكن لدى حزب التجمع الوطني للأحرار أية ايديولوجية، لقد انطلقوا من خلال مجموعة من المنتخبين غير المنتمين، وكان الحزب يجمع شتاتا من الأفكار. في ذاك الوقت كان اليسار مدعوما من الاتحاد السوفياتي، بينما كان اليمين مدعوما من الغرب، وكان حزب الاستقلال يصطف في اليمين بينما مشاربه دينية، وكان التيار الاشتراكي والشيوعي قويا جدا، غير أنه كان هناك أيضا فاعلون يتماوجون بين هذه التيارات، ويبحثون عن ذواتهم داخل هذه الإيديولوجيات، ولو كان لي الاختيار لاخترت الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أو الحزب الشيوعي أو حزب الاستقلال..

ربما هو إيمان أكثر بالأشخاص مثل عصمان وأرسلان الجديدي ؟

لم يكن هناك اختيار بين الأشخاص. طبعا كانت هامة الأستاذ أحمد عصمان جذابة ومهمة، وكان له حضور شخصي، ورمزية في نظامنا. كما كان يمتلك مؤهلات كبيرة، ويمتاز بقوة الإنصات، وقد كان يكمله أرسلان لأنه كان يملك قوة الكلمة، وبالأخص مع الطبقات الشعبية، وبالتالي كانت مجموعة متكاملة، وكان هذا الاختيار ذكيا جدا ..

هل شكلت لك هذه الهجرة السياسية إحراجا في ذاك الوقت ؟

المشكل الترحال السياسي بين الأحزاب السياسية تم النفخ فيه لدينا، هذا معطى مطروح في جميع الأحزاب الأوروبية، ويسمونه الانفتاح..

لكن الناخب لا ينظر بعين الرضا لهذا الترحال، علما أنك انتقلت فيما بعد إلى حزب الأصالة والمعاصرة؟

أعتقد أن ما يهم الناخب هو شؤونه المحلية، فهو لا يفكر في الإيديولوجيات والأفكار الكبيرة والجيواستراتيجية، والتطورات المستقبلية، ولا أظن أن الناخب إلى حدود اليوم يراهن على لون ما، فما يهم الناخب هو مشاكله اليومية، وخصوصا ذات الطابع الشخصي. مشاكله مع القضاء، ومع الأمن والجمارك... مشاكله مع قطاع الصحة، والمنح الجامعية، والتأشيرة. هذه مشاكل صغيرة، ولكنها تجعل الناخب يتعلق بمن صوت لفائدته، طبعا الناخب الجديد أصبح يهتم بضرورة تعزيز البنيات التحتية، وتوفير الإنارة العمومية، توفير المواد الاستهلاكية في الأسواق.

 

يتبع