نور الدين الطويليع
تهزنا في متجدد اللحظات فضائح أبطالها حاصلون على شواهد عليا، ومتربعون على عرش النخبة، وهنا لابد من التمييز بين التحصيل العلمي والدراسي، وبين الأخلاق والقيم المرتبطة بالتنشئة الاجتماعية، كلنا نرتكب خطأ واحدا، ونكرره جميعا بالإيقاع نفسه، والوتيرة ذاتها، نركز على النجاح المادي، على التفوق الدراسي، نحصي الأنفاس قبل الحصول على نتيجة آخر الدورة، أو آخر السنة، لكن لا نلقي بالا، ولا نضع اعتبارا لسؤال الأخلاق، فينشأ الابن، بذلك، نشأة تستبطن إعاقة قيمية متقدمة، لن تؤثر على نجاحه المادي، ولن تحول بينه وبين الحصول على المهنة التي اقتطعنا جزءا كبيرا من حياتنا لنوصله إليها، وتنازلنا عن كثير من الأساسيات، لنظفر بهذا الوصول، لكن هذه الإعاقة قد تكون حائلا قويا بينه وبين ان يكون إنسانا، أن يكون ابنا بارا، أن يكون مواطنا صالحا، بل قد تكون هذه الإعاقة أرضة تنخره، وتلقي به في الجحيم، يقول طه عبد الرحمان: "إن القيم والمبادئ تخلق إنسانا، ولو كان ناقصا في الجانب العلمي والتكنولوجي، أما التقدم العلمي والتكنولوجي بدون أخلاق، فلا يخلق إنسانا على الإطلاق".
فلنجعل رهاننا الأول على الأخلاق، ولا بأس من استحضار الجوانب الأخرى، وإلا فإننا سنخرب أنفسنا وأبناءنا ومجتمعنا بقنابل موقوتة، مشحونة بالجشع والأنانية والخواء القيمي.
نور الدين الطويليع، فاعل إعلامي
