mercredi 7 mai 2025
مجتمع

اليوسفية: أطر التربية والتكوين تصنع الفرح والسعادة في حضرة تلامذة دار الأطفال 

اليوسفية: أطر التربية والتكوين تصنع الفرح والسعادة في حضرة تلامذة دار الأطفال  جانب من النشاط
كان لبنات وأبناء مؤسسة الرعاية الاجتماعية بدار الأطفال اليوسفية ليلة الأربعاء 8 يونيو 2022، موعدا جميلا مع طبق المعرفة والكلمة والنغم، طبق ثقافي وفني وتربوي امتزجت فيه وصفة النهوض والارتقاء بالمدرسة العمومية وأهدافها ذات الصلة برسالة حقل التعليم والتربية، بعملية صقل المواهب وتفجير الطاقات الكامنة في الذكاء الإنساني.
كانت فقرات اللقاء موزعة بين النظري والتطبيقي على مستوى التحفيز الذاتي والنفسي للتلميذات والتلاميذ (البكالوريا) بدار الأطفال اليوسفية، من أجل تسليحهم بقيم المسؤولية الذاتية ضمن الجماعة، واجتياز فترة الامتحانات الإشهادية بكل سلاسة بعيدا عن كل ما من شأنه أن يعكر ذهن وصفاء تراكم التحصيل الدراسي والمعرفي، فضلا عن الأنشطة ذات البعد التحرري من هاجس الخوف خلال لحظة الامتحان.
أمسية بطعم التحفيز والمعرفة امتدت إلى وقت متأخر من ليلة الأربعاء التواصلي التي وصفت حسب المتتبعين بلحظة سطوع نور "قمر" مركز التفتح الفني والأدبي للتربية والتكوين بالمديرية الإقليمية باليوسفية، على اعتبار أن هذا المولود الجديد استطاع في ظرف وجيز أن يبصم انطلاقته في الوسط التعليمي بالإقليم ويتمدد في محيطه التربوي والثقافي والفني والإبداعي بفعل ثلة من الأطر الإدارية والتربوية المتخصصة في مجالات علوم التربية والموسيقى والغناء والمسرح والشعر والقصة والقراءة، وكانت النتيجة مذهلة.
في تصريح للأستاذ نور الدين الطويليع قال: "بث فريق مركز التفتح الفني والأدبي للتربية والتكوين روح الإبداع في فضاء مؤسسة الرعاية الاجتماعية دار الأطفال اليوسفية، عبر أنشطة نوعية، اندمج الحاضرون في أجوائها، وانخرطوا في سياقها، كأنما هم في محراب، يتبتلون...من التحفيز الذاتي والإعداد النفسي للامتحان، إلى المسرح والقصة والموسيقى بمختلف تلاوينها، إلى الرسم والفن التشكيلي... باقة ثقافية، تربوية، فكرية، شكلت أرخبيلا، امتزج فيه الأدب بالفلسفة، وعانقا الفن الجميل، لترتسم هناك صورة روعة في أجلى شموخها أمام عينة نموذجية من تلاميذ كانوا فنانين في فن الإنصات والاستماع، وتجسدت فيهم جهود مؤطريهم، وبدت بصماتهم عليهم واضحة."
وعن الهدف من تمدد المركز عبر مجال جغرافيا الإقليم ومساهماته الجادة في رسم طريق النجاح أمام المتعلمين (ات) بمختلف المؤسسات أوضح قائلا: "نتطلع إلى يوسفية تربوية ثقافية فنية تتألق، ناشدة استعادة المجد، وإعادة إحياء ماض جميل، وسنا نور هذه الحياة سينبعث من مركز التفتح الفني والأدبي، وستحتضنه الهيآت والجمعيات والأفراد، وكل من ينشد نهضة المدينة الثقافية، فالمجد والخلود لكل من بصم بصمة النجاح في سجل الإبداع المفتوح، ولكل من مد اليد لاحتضان الوليد، ولمن جعل الحلم حقيقة".
في سياق متصل اعتبرت الجمعية الخيرية الإسلامية وأطر إدارة مؤسسة الرعاية الاجتماعية بدار الأطفال باليوسفية أن الاهتمام الذي أحاطت به فعاليات المركز يستدعي رفع القبعة لكل من ساهم في خلق تلك الفرصة الثمينة، حيث جاء في رسالة التنويه التي وجهتها الجمعية لذات المركز بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية باليوسفية: "لا يسعنا ونحن نعيد شريط لحظة تواصل الأطر الإدارية والتربوية والفنية مع أبناء وبنات مؤسسة الرعاية الاجتماعية بدار الأطفال اليوسفية، إلا أن نرفع لكم (ن) القبعة جميعا، ونكبر فيكم جميل تطوعكم (ن) خدمة للمدرسة العمومية وأهدافها النبيلة التي تنتصر لقيم الإبداع والنقد وتربية الحس الفني والجمالي".
فعلا، لقد عاشت مكونات مؤسسة الرعاية الاجتماعية لحظة مفعمة بالحب الطاهر النابع من قلوب آمنت برسالتها التربوية والمعرفية والإبداعية، وتفاعل أبناء مؤسسة دار الأطفال الوافدين من مختلف الجماعات القروية التابعة لإقليم اليوسفية المستفيدين من خدماتها الاجتماعية والتربوية والثقافية والفنية (تفاعل) مع كل الورشات، والأنشطة ذات الصلة بالتحفيز الذاتي والنفسي والمعنوي.
 كانت لحظة متميزة استرجع فيها الأساتذة المكلفين بمهمة التأطير والتوجيه والتحفيز شريط ذكرياتهم التلاميذية في كنف أسرهم بالعالم القروي وحكوا قصص تجارب حياتهم المتقلبة على ضفاف المستقبل، على اعتبار أن القاسم المشترك بين هؤلاء الأساتذة وبين أبناء مؤسسة الرعاية الاجتماعية هو الإنتماء للطبقة الفقيرة التي كافحت من أجل تحقيق حلم النجاح اعتمادا على قيم المدرسة العمومية النبيلة التي خلقت جيلا من المفكرين والمثقفين والمبدعين والفنانين.