mardi 8 avril 2025
سياسة

الروداني: الإمارات تراهن على الأقاليم الجنوبية المغربية لولوج إفريقيا

الروداني: الإمارات تراهن على الأقاليم الجنوبية المغربية لولوج إفريقيا الشرقاوي الروداني، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية
قال الشرقاوي الروداني، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، بإن توصيف الشراكة الإماراتية – المغربية بـ "الشراكة المبتكرة والراسخة"، يشير أهمية العلاقات بين البلدين التي تمتد إلى 50 سنة. فالمغرب والإمارات – يضيف الروداني – لهما تاريخ مشترك ومصير مشترك، كما أن الجغرافية السياسية للبلدين تتشابه الى حد ما، ولهما مصالح مشتركة.
وقال الروداني الذي حل ضيفا على قناة "دويتشي فيله" الألمانية، بأن مواقف الإمارات العربية المتحدة من جميع الملفات السياسية وخاصة ملف الصحراء المغربية إيجابية، حيث تعترف الإمارات بمغربية الصحراء وأكدت موقفها من خلال افتتاح قنصلية عامة بمدينة الداخلة.
وأوضح الشرقاوي أن الشراكة الإماراتية – المغربية متجددة بالنظر لوجود تحولات على مستوى النظام الدولي وعلى مستوى عولمة الاقتصاد الدولي، وهناك محاولة لخلق نقاط توافق حول استراتيجيات اقتصادية ما بين الدول، مشيرا بأن الإمارات تراهن على الأقاليم الجنوبية للمملكة كمنطقة قابلة للتطور وكذا من أجل وضع استراتيجيات للدخول نحو القارة الإفريقية، وخلق شراكات ثلاثية مع دول القارة الإفريقية، وبالتالي هناك رؤية براغماتية لدولة الإمارات في التعاطي مع مجموعة من التحديات التي تعرفها القارة الإفريقية، وكما قال جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية " المغرب هو بوابة نحو إفريقيا " فإن الإمارات العربية المتحدة – يقول الشرقاوي – تتملك هذه الرؤية الجيو سياسية للولايات المتحدة الأمريكية وللمنتظم الدولي خاصة بعد افتتاح مجموعة من القنصليات العامة لدول كثيرة على مستوى مدينتي العيون والداخلة ، مضيفا بأن هناك آفاق لتطوير هذه الشراكة لتصبح نموذجية واستثنائية، بالإضافة الى تطوير الخط العربي – العربي بما يخدم المصلحة المشتركة للبلدين .
وأوضح الشرقاوي أن افتتاح قنصليات العديد من البلدان بالعيون والداخلة ليس لجمال عيون المغاربة، بل لأن الأقاليم الجنوبية تعد واعدة في التطور فيما يتعلق بخلق نقطة تركيز اقتصادي على مستوى الأطلسي والمتوسط، مشيرا بأن المغرب بصدد خلق نموذج تنموي جديد في الأقاليم الجنوبية مضيفا بأن تطوير الميناء الأطلسي وخلق مطار وميناء الداخلة وخلق مشاريع الطاقات المتجددة وخاصة الهيدروجين الأخضر ورسم مسار جديد فيما يتعلق بالسياحة في المنطقة، تجعل من الأقاليم الجنوبية حزاما جيو اقتصاديا استراتيجيا يتحرك في الزمان والمكان والذي قد يجعل من موريتانيا دولة قوية على المدى القريب والمتوسط .
وعن مدى تأثير هذه المشاريع على وتيرة الصراع مع الجزائر والبوليساريو أشار ضيف " دويتشي فيله " أن المغرب رسم خريطة استراتيجية تتطور في الزمان والمكان على مستوى العلاقات الثنائية وعلى مستوى العلاقات المتعددة الأطراف، مضيفا بأن المشكل بين الجزائر والمغرب هو مشكل جيو سياسي، مشيرا بأن المنتظم الدولي يسعى الى توصيف البوليساريو كحركة ارهابية تسعى الى بث الفوضى والاضطراب ولها علاقات كما يعلم الجميع مع تنظيم " داعش " في الصحراء الكبرى.
وقال الشرقاوي أيضا إن هناك رؤية استراتيجية لجعل المغرب كدولة ذات مزايا جيو استراتيجية لها تأثير كبير على دول غرب إفريقيا، وما يهم المغرب – يضيف – هو رسم خريطة للتنمية عبر بوابة الصحراء المغربية، بالتالي كل ما يقع من تطور في العلاقات المغربية – الإماراتية أو مع دول الخليج أو دول العالم يصب في جعل المناطق الجنوبية منصة مالية لتطوير دول غرب إفريقيا بما فيها موريتانيا ودول الساحل الإفريقي وجنوب الصحراء، أما فيما يتعلق بعلاقة المغرب مع الجزائر – فذهب الشرقاوي الى أن الأمر يتعلق بمشكل جيوسياسي بمحددات ومقومات مرتبطة بصراع وتنافس إقليمي.
وتطرق الشرقاوي الى مبادرة الملك محمد السادس التي تتوخى رسم هوية جديدة للأطلسي وجعل الدول الإفريقية في قلب التحولات الجيو استراتيجية للأطلسي وفي جنوب الأطلسي في علاقته مع دول أمريكا الوسطى ودول أمريكا اللاتينية وجعل إفريقيا قارة موحدة وقادرة على تجاوز جميع المشاكل الجيوسياسية.