mardi 8 avril 2025
سياسة

لهذه الأسباب.. يجب تصنيف البوليساريو منظمة إرهابية

لهذه الأسباب.. يجب تصنيف البوليساريو منظمة إرهابية صورة مركبة للرئيس الجزائري تبون والجنيرال شنقريحة، وتابعهم: زعيم البوليساريو إبراهيم غالي
تبني‭ ‬البوليساريو‭ ‬للعمل‭ ‬الإرهابي‭ ‬الذي‭ ‬راح‭ ‬ضحيته‭ ‬مواطن‭ ‬في‭ ‬السمارة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إصابتين‭ ‬لمواطنين‭ ‬آخرين،‭ ‬لا‭ ‬يقود‭ ‬سوى‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬واحدة‭ ‬ينبغي‭ ‬العمل‭ ‬بكل‭ ‬جهد‭ ‬على‭ ‬تنزيلها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬ضرورة‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المطالبة‭ ‬بتصنيف‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬الانفصالية‭ ‬كجماعة‭ ‬إرهابية؛‭ ‬وهي‭ ‬الصفة‭ ‬التي‭ ‬يجدر‭ ‬بالمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬يتبناها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬المفصلية‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬لغة‭ ‬"القذائف"‭ ‬و«الصواريخ»‭ ‬وإرهاب‭ ‬المواطنين‭ ‬المدنيين‭ ‬هي‭ ‬المهيمنة‭ ‬أمام‭ ‬قوة‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬المغربي‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬كل‭ ‬ادعاءات‭ ‬الانفصاليين‭ ‬ورعاتهم‭ ‬«الكراغلة»‭ ‬على‭ ‬المحك‭ ‬وكشف‭ ‬زيفها‭ ‬وتوقف‭ ‬انطلائها‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تحترم‭ ‬عقلها‭ ‬وتاريخها‭ ‬وديمقراطيتها‭. ‬
 
لقد‭ ‬ثبت‭ ‬بالملموس‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المطلب،‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الوقائع‭ ‬الثابتة،‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬ورقة‭ ‬للاستهلاك‭ ‬الإعلامي،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬مطلبا‭ ‬تمليه‭ ‬اعتداءات‭ ‬اليوم‭. ‬فالكل‭ ‬يشهد‭ ‬على‭ ‬ضلوع‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬الإرهاب،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬ميلادها‭ ‬ارتباط‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية‭. ‬فقد‭ ‬دشنت‭ ‬هجماتها‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬1976،‭ ‬بالقيام‭ ‬بعمليات‭ ‬إرهابية‭ ‬ضد‭ ‬مواقع‭ ‬تابعة‭ ‬للسيادة‭ ‬المغربية،‭ ‬في‭ ‬اجديرية‭ ‬وتوكات‭ ‬وحوزة؛‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬بدعم‭ ‬لوجيستي‭ ‬وعسكري‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬كابرانات‭ ‬الجزائر‭ ‬وليبيا‭. ‬والأدهى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬إرهابيي‭ ‬البوليساريو‭ ‬هاجموا،‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬يونيو‭ ‬1976،‭ ‬القصر‭ ‬الرئاسي‭ ‬الموريتاني‭ ‬بنواكشوط،‭ ‬مستعملين‭ ‬قذائف‭ ‬المورتر،‭ ‬فيما‭ ‬سمي‭ ‬أنذاك‭ ‬بـ‭ ‬«هجمة‭ ‬الولي»،‭ ‬والتي‭ ‬انتهت‭ ‬بمقتل‭ ‬قائد‭ ‬الهجوم‭ ‬الولي‭ ‬مصطفى‭ ‬السيد‭.‬
 
ولم‭ ‬يتوقف‭ ‬إرهاب‭ ‬البوليساريو‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬بل‭ ‬لجأت‭ ‬الجماعة‭ ‬إلى‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬«فوسبوكراع»‭ ‬والاعتداء‭ ‬الدموي‭ ‬على‭ ‬العمال‭ ‬المنجميين،‭ ‬والهجوم‭ ‬على‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مدن‭ ‬مغربية‭ ‬«محاميد‭ ‬الغزلان،‭ ‬أسا،‭ ‬الزاك،‭ ‬فم‭ ‬الحصن،‭ ‬طان‭ ‬طان،‭ ‬وغيرها…)‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الهجمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬اقترفتها‭ ‬ضد‭ ‬صيادين‭ ‬من‭ ‬الأرخبيل،‭ ‬حيث‭ ‬استهدف‭ ‬إرهابيو‭ ‬البوليساريو‭ ‬سفينة‭ ‬الصيد‭ ‬الكنارية‭ ‬«كروث‭ ‬ديل‭ ‬مار»‭ ‬في‭ ‬نونبر‭ ‬1978،‭ ‬وقاموا‭ ‬بتصفية‭ ‬سبعة‭ ‬أشخاص،‭ ‬من‭  ‬بينهم‭ ‬طفل،‭ ‬كما‭ ‬أغرقوا‭ ‬سفينة‭ ‬«مينسي‭ ‬دي‭ ‬أبونا»‭ ‬عامين‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬وكان‭ ‬على‭ ‬متنها‭ ‬14‭ ‬صيادا،‭ ‬بل‭ ‬قاموا‭ ‬كذلك‭ ‬بالهجوم‭ ‬على‭ ‬سفينة‭ ‬«إل‭ ‬خوانيتو»‭ ‬في‭ ‬شتنبر‭ ‬1985،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مهاجمة‭ ‬الدورية‭ ‬الإسبانية‭ ‬«تاغوماغو»‭ ‬التي‭ ‬هبت‭ ‬لإنقاذها‭. ‬ويبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الأسر‭ ‬المتضررة‭ ‬300‭ ‬أسرة‭ ‬كنارية‭.‬
 
هذه‭ ‬الهجمات‭ ‬دفعت،‭ ‬حينذاك،‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسبانية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يرأسها‭ ‬حينها‭ ‬الاشتراكي‭ ‬فيليبي‭ ‬غونزاليس،‭ ‬إلى‭ ‬تصنيف‭ ‬«البوليساريو»‭ ‬منظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬مثلها‭ ‬مثل‭ ‬حركة‭ ‬«إيتا»‭ ‬الباسكية‭ ‬ومجموعة‭ ‬«غرابو»‭ ‬الماوية‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬طرد‭ ‬«ممثليها»‭ ‬من‭ ‬إسبانيا،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬ممثل‭ ‬الانفصاليين‭ ‬بمدريد‭ ‬أحمد‭ ‬البخاري،‭ ‬كما‭ ‬أغلقت‭ ‬مكاتبهم‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1985‭.‬
وكانت‭ ‬الجمعية‭ ‬الصحراوية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬قد‭ ‬تقدمت‭ ‬بشكاية‭ ‬ضد‭ ‬قادة‭ ‬بالبوليساريو‭ ‬وضباط‭ ‬جزائريين‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬الوطنية‭ ‬الإسبانية‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬أعلى‭ ‬هيئة‭ ‬جنائية‭ ‬إسبانية،‭ ‬تتضمن‭ ‬أسماء‭ ‬28‭ ‬مسؤولا‭ ‬متهمين‭ ‬بجرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬والتعذيب‭ ‬والخطف،‭ ‬ويوجد‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬المتهمين،‭ ‬إبراهيم‭ ‬غالي،‭ ‬رئيس‭ ‬جماعة‭ ‬البوليساريو‭.‬

 
إن‭ ‬ضلوع‭ ‬«بوليساريو»‭ ‬في‭ ‬الإرهاب،‭ ‬إذن،‭ ‬ليس‭ ‬وليد‭ ‬اليوم،‭ ‬بل‭ ‬انطلق‭ ‬مع‭ ‬سياقات‭ ‬النشأة‭ ‬وظروف‭ ‬التأسيس‭. ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تنقيل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬الصحراويين‭ ‬بالإكراه‭ ‬إلى‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬واحتجازهم‭ ‬هناك‭ ‬تحت‭ ‬طائلة‭ ‬التهديد‭ ‬والترهيب،‭ ‬بل‭ ‬استعمالهم‭ ‬وقودا‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تخطئ‭ ‬الطريق‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬مستحقيها،‭ ‬لأن‭ ‬القيادة‭ ‬الإرهابية،‭ ‬بتواطؤ‭ ‬مع‭ ‬كابرانات‭ ‬الجزائر،‭ ‬كانت‭ ‬تستعملها‭ ‬للإثراء‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المحتجزين‭ ‬هناك‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬تقرير‭  ‬شامل‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬دق‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭ ‬بشأن‭ ‬تهريب‭ ‬المساعدات‭ ‬من‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭.‬
 
ومن‭ ‬وجوه‭ ‬تورط‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬إقدامها‭ ‬بإكراه‭ ‬العائلات‭ ‬على‭ ‬الدفع‭ ‬بأبنائها‭ ‬نحو‭ ‬التجنيد‭ ‬الإجباري‭ ‬العسكري‭ ‬للأطفال،‭ ‬وهو‭ ‬سلوك‭ ‬مجرم‭ ‬دوليا‭ ‬ويشكل‭ ‬انتهاكا‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أن‭ ‬معسكرات‭ ‬الأطفال‭ ‬بمخيمات‭ ‬تيندوف‭ ‬باتت‭ ‬تعتبر‭ ‬أساسا‭ ‬كاحتياطي‭ ‬لتجنيد‭ ‬الجهاديين‭ ‬لمختلف‭ ‬المنظمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬النشطة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬الجماعة‭ ‬السلفية‭ ‬للدعوة‭ ‬والقتال،‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬لاحقا‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬المغرب‭ ‬الإسلامي‭. ‬وما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬وفرة‭ ‬الاتجار‭ ‬الدولي‭ ‬بالأسلحة‭ ‬وانتشارها‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬والصحراء‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬معسكرات‭ ‬«أطفال‭ ‬البوليساريو»‭ ‬أضحت‭ ‬اليوم‭ ‬محضنة‭ ‬مفتوحة‭ ‬لتزويد‭ ‬مختلف‭ ‬الحركات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التابعة‭ ‬لـ‭ ‬«داعش»‭ ‬بمرشحين‭ ‬إرهابيين‭. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬المخيمات‭ ‬باتت‭ ‬وجهة‭ ‬للباحثين‭ ‬عن‭ ‬المجندات‭ ‬لتلبية‭ ‬نداء‭ ‬«جهاد‭ ‬النكاح»،‭ ‬حيث‭ ‬سبق‭ ‬ليومية‭ ‬«إل‭ ‬موندو»‭ ‬الإسبانية‭ ‬أن‭ ‬كشفت‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬يناير‭ ‬2016،‭  ‬أن‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬شابة‭ ‬صحراوية‭ ‬تم‭ ‬اختطافها‭ ‬داخل‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬وتم‭ ‬احتجازهن‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬التي‭ ‬تعج‭ ‬بها‭ ‬المخيمات‭ ‬رغما‭ ‬عنهن‭ ‬بل‭ ‬بإيعاز‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬البوليساريو‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬منهن‭ ‬يحملن‭ ‬الجنسية‭ ‬الاسبانية،‭ ‬حيث‭ ‬غادرن‭ ‬المخيمات‭ ‬مند‭ ‬صغرهن‭ ‬واستقررن‭ ‬إما‭ ‬في‭ ‬اسبانيا‭ ‬أوفي‭ ‬دول‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬حيت‭ ‬تابعن‭ ‬دراستهن،‭ ‬وبعد‭ ‬رجوعهن‭ ‬إلى‭ ‬المخيمات‭ ‬لزيارة‭ ‬الأهل‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬عليهن‭ ‬والزج‭ ‬بهن‭ ‬داخل‭ ‬غياهب‭ ‬سجون‭ ‬المخيمات،‭ ‬وأيضا‭ ‬حجزهن‭ ‬واغتصابهن‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬وحوش‭ ‬البوليساريو،‭ ‬قبل‭ ‬إرغامهن‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬إرهابيين‭ ‬محليين،‭ ‬كمكافأة‭ ‬لهؤلاء‭ ‬على‭ ‬«الولاء‭ ‬والبراء»‭.‬
 
‬إن‭ ‬علاقة‭ ‬البوليساريو‭ ‬بالإرهاب،‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها،‭ ‬دليل‭ ‬وثيق‭ ‬على‭ ‬الصلات‭ ‬العميقة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬الانفصال‭ ‬والتنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭. ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬مجموعة‭ ‬التركيز‭ ‬الإفريقي‭ ‬«أفريكا‭ ‬فوكوس‭ ‬غروب»‭ ‬التي‭ ‬ألحت‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬لها‭ ‬ضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬للأعضاء‭ ‬الأفارقة،‭ ‬ومراعاة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬التي‭ ‬يطرحها‭ ‬تنامي‭ ‬الفاعلين‭ ‬اللادولتيين،‭ ‬سيما‭ ‬الجماعات‭ ‬الانفصالية،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬عاملا‭ ‬لزعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬والهشاشة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬
 
وتشير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأوضاع‭ ‬المزرية‭ ‬وحالات‭ ‬الاحتقان‭ ‬بمخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬دفعت‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬بوليسايو‭ ‬إلى‭ ‬الالتحاق‭ ‬بصفوف‭ ‬فرعي‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬«داعش»‭ ‬والقاعدة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬والصحراء‭. ‬وليس‭ ‬أدل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مثول‭ ‬أحد‭ ‬عناصر‭ ‬البوليساريو،‭ ‬في‭ ‬ماي‭ ‬الماضي‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬الوطنية‭ ‬الإسبانية‭ ‬«أعلى‭ ‬محكمة‭ ‬جنائية‭ ‬في‭ ‬إسبانيا»،‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬نشره‭ ‬للدعاية‭ ‬الجهادية،‭  ‬كما‭ ‬اعترف‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬صلة‭ ‬بالزعيم‭ ‬السابق‭ ‬للإرهاب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أبو‭ ‬وليد‭ ‬الصحراوي‭ ‬الذي‭ ‬قتلته‭ ‬القوات‭ ‬الفرنسية‭ ‬قبل‭ ‬عامين‭. ‬كما‭ ‬سبق‭ ‬للشرطة‭ ‬الإسبانية‭ ‬أن‭ ‬ألقت‭ ‬القبض،‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬على‭ ‬ناشط‭ ‬انفصالي‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬بسكاي‭ ‬«إقليم‭ ‬الباسك»،‭ ‬ووجهت‭ ‬إليه‭ ‬تهمة‭ ‬التحريض‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬أعمال‭ ‬إرهابية‭ ‬ضد‭ ‬مؤسسات‭ ‬مغربية‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬وخارجها‭. ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬الشخص،‭ ‬حسب‭ ‬صحف‭ ‬إسبانية،‭ ‬يستخدم‭ ‬حسابات‭ ‬على‭ ‬المنصات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحريض‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬إرهابية‭ ‬ضد‭ ‬الأشخاص‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬والخارج‭.‬
 
وتؤكد‭ ‬هذه‭ ‬الحالات،‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬أهمية‭ ‬الإنذارات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬عدة‭ ‬تقارير‭ ‬لمراكز‭ ‬بحثية‭ ‬وخبراء‭ ‬دوليين‭ ‬أبلغوا‭ ‬عن‭ ‬الصلات‭ ‬بين‭ ‬ميليشيات‭ ‬«البوليساريو»‭ ‬والشبكات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الناشطة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬والصحراء‭ ‬ومناطق‭ ‬النزاع‭.‬
 
ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬معارضين‭ ‬لقيادة‭ ‬البوليساريو‭ ‬يتهمون‭ ‬قادة‭ ‬الجبهة‭ ‬الإرهابية‭ ‬بالتورط‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬إرهاب‭ ‬متعددة،‭ ‬تشمل‭ ‬التعذيب‭ ‬والاختطاف‭ ‬والسرقة‭ ‬والاغتصاب‭ ‬والقتل‭ ‬والاستعباد‭ ‬والمتاجرة‭ ‬في‭ ‬البشر،‭ ‬بل‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬مع‭ ‬تنظيمات‭ ‬إرهابية،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬«تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬بالمغرب‭ ‬الإسلامي»‭ ‬وفرعه‭ ‬«جماعة‭ ‬نصرة‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين‭ ‬بمنطقة‭ ‬الساحل»،‭  ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التعاون‭ ‬العكسري‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني‭. ‬إذ‭ ‬نقلت‭ ‬صحيفة‭ ‬«تاغس‭ ‬شبيغل»‭ ‬الألمانية،‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬لها،‭ ‬أن‭ ‬«علاقة‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬بجبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬التطور،‭ ‬عبر‭ ‬تزويد‭ ‬طهران‭ ‬لعناصر‭ ‬الجبهة‭ ‬بصواريخ‭ ‬أرض-جو،‭ ‬والإشراف‭ ‬على‭ ‬معسكرات‭ ‬تدريب‭ ‬مسلحي‭ ‬الجبهة‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬بتعاون‭ ‬مع‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني»‭. ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬«دعم‭ ‬إيران‭ ‬للبوليساريو‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬بحثها‭ ‬عن‭ ‬اكتساب‭ ‬نفوذ‭ ‬بالمناطق‭ ‬غير‭ ‬المستقرة،‭ ‬معتبرة‭ ‬أن‭ ‬الجبهة‭ ‬ستتوصل‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬بصواريخ‭ ‬أرض-جو،‭ ‬وأيضا‭ ‬تحضر‭ ‬لمعسكرات‭ ‬تدريب‭ ‬مع‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬لتدريب‭ ‬أفراد‭ ‬البوليساريو»‭.‬
 
إن‭ ‬توغل‭ ‬«البوليساريو»‭ ‬في‭ ‬الإرهاب،‭ ‬بكل‭ ‬أصنافه،‭  ‬واستعانتها‭ ‬بالجزائر‭ ‬وإيران‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬وكل‭ ‬الأطياف‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬ودول‭ ‬الساحل‭ ‬يقتضي‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬وساق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تصنيف‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬كمنظمة‭ ‬إرهابية،‭ ‬ليس‭ ‬منعا‭ ‬لزعزعة‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬المغاربية‭ ‬ودول‭ ‬الساحل‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬لإيقاف‭ ‬تهديداتها‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬مصالح‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتجارية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭.‬
تفاصيل أوفر تجدونها في العدد الجديد من أسبوعية" الوطن الآن