dimanche 20 avril 2025
كتاب الرأي

بلقاسم أمنزو: تازة.. قصة تلميذ نابغة و"عطار" الانتخابات

بلقاسم أمنزو: تازة.. قصة تلميذ نابغة و"عطار" الانتخابات بلقاسم أمنزو
في سابقة من نوعها.. رفض تلميذ حصل على نتائج جيدة في مدرسته، في إحدى الجماعات الترابية التابعة لعمالة إقليم تازة، الالتحاق بالداخلية المتواجدة في النفوذ الترابي لجماعة أخرى، من أجل متابعة دراسته هناك، بدعوى أن رئيس هذه الجماعة أمي، غادر الدراسة مبكرا، ليتفرغ للبيع والشراء و"الاستثمار" في الانتخابات، ولا يمكن أن يكون بالنسبة له مثالا يُقتدى به. 
ولتأكيد رفضه القاطع، وإقناع أهله وذويه بذلك، قال هذا الطفل -المتفوق في جميع المواد العلمية والأدبية- وتساءل بوضوح العبارة: 
كيف يمكن أن يقبل ب "عطار الانتخابات"، وأشياء أخرى ، نموذجا يقتدى، وهو التلميذ الذي كان يرى في رئيس جماعته نموذج المجتهد، الناجح في دراسته، والإنسان المثقف، والمتواضع والنزيه، والرئيس الذي يشتغل من أجل الصالح العام والرقي بالمنطقة وخدمة شبابها....؟!
ما قام به هذا الطفل المُبرِّز في علمه من ربط بين مستوى وأخلاق رئيس جماعته -أين اكتشف المدرسة والتعلم، وأين تعلم الحروف الهجائية الأولى واستوعب معنى المبادئ - ومقارنة هذا الذي نشأ وترعرع في مَناخه بمستوى وأخلاق "رايس" الجماعة المستقبلة، خلق جدلا واسعا في المنطقة.
انتشر الخبر كالنار في الهشيم بين أهل المنطقة وتلاميذها، مما دفع  حكام جميع دواوير جماعة "العطار" لعقد اجتماع طارئ، ليتخذوا في النهاية قرارا لا رجعة فيه: ألا وهو عدم التصويت على أي "عطار" الانتخابات في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
عندما علم التلميذ الذي نبههم بحكمته، بقرارهم هذا، التحق بالداخلية والمدرسة، مؤكدا لهم أنه سيضحي من أجل متابعة دراسته، وكله أمل أن يلتزم حكماء الدواوير بقرارهم حتى يجنبوا المنطقة من المأساة، وينقذوا الأجيال القادمة.
 بهذا يكون هذا  التلميذ المجتهد قد قاد تغييرا لم يستطع القيام به من قبل، أي أحد من "أعيان" المنطقة.