dimanche 20 avril 2025
كتاب الرأي

إدريس الأندلسي: حفل تضامني وغياب قنصلية مونتريال.. إنه الزلزال 

إدريس الأندلسي: حفل تضامني وغياب قنصلية مونتريال.. إنه الزلزال  إدريس الأندلسي
يا للعجب ويا للذهول...الكنديون يتضامنون مع المغرب بعد الزلزال ويتوجهون بكثرة إلى دار الأوبرا لحضور حفل تضامني مع المغرب بعد الزلزال. 
مغاربة كندا وعلى الخصوص أفراد الجالية المغربية بمونتريال كانوا في الموعد ولم يأتوا للاستمتاع فقط بل أتوا أساسا استجابة لسلوك ملكي شريف وعميق الدلالات التضامنية مع ضحايا زلزال الحوز وتارودانت ومراكش. تحركت الجالية بحب وبكثير من الوفاء للوطن أولا و لمواطنيهم في القرى والمراكز المنكوبة أساسا. أتوا بحب وتضامن ورغبة في التعبير عن روح مغربية لا ترتاح إلا حينما تقوم بواجب تقاسم الحلو  والمر مع أرض المغرب وساكنيها ولو كانوا أجانب.
الفنان رشيد بدوري المعروف عالميا بقوة إبداعه تحرك كغيره من المغاربة الفنانين استجابة لنداء الوطن والقلب المسكون بالإيثار. تحركت الجالية المغربية في كندا بروح وطنية عالية. صاحب المسرح الكبير الذي يتسع لأكثر من 1200 شخص فتح الأبواب أمام ثقافة التضامن يوم 9 أكتوبر. وغابت القنصلية العامة للمملكة في مونتريال وقيل حسب بعض أفراد الجالية أن الأمر فيه ما فيه من "مقاطعة" لحفل تضامني مع بلادنا. قيل أن القنصلية العامة بكل مكوناتها وخصوصا قنصلها العام،  يعيشون حزنا غير معلن جراء ما يحدث في غزة. ولتذكير هؤلاء، فقد بلغ عدد موتى الزلزال أكثر من 3000 وتجاوزت أعداد الجرحى أضعاف هذا العدد بكثير. ولم تصلهم أوامر أو توجيهات بالامتناع عن حفلات التضامن مع  بلادهم. لكن تجري الرياح ضد الأعراف واتباع توجيهات الدولة. 
حضر الفنانون المتضامنون مع محنة المغرب بكثافة. ويا للغرابة، حضرت سفيرة المغرب وألقت كلمة مؤثرة أمام مغاربة وجاليات عربية ومنظمين كنديين ملؤهم رغبة في التضامن. ورغم غياب من هم،  وحسب الأعراف  الدبلوماسية، المسؤولون عن خدمة مغاربة الكيبيك في كندا، نجح الحفل واستجاب الكرم الفني لكرم قديم ومتجذر لمنطقة جميلة بكرم الله. تعجب الصحافيون لغياب القنصلية العامة ومن يمكنه أن يقبل الغياب. ومع الأسف، طغت روح التضامن عن دائرة قنصلية لم تعرف أو تكون قد جهلت أو تجاهلت أن حساب التضامن البنكي  هو الوسيلة التي قررت الدولة اعتمادها لضمان مساهمات داخلية وخارجية  للإسهام في تمويل لخطة إعادة إعمار منطقة تضررت بفعل الزلزال.
 مهما كان سبب الغياب، يظل الوطن فوق كل الأسباب. ملكنا ودولتنا هي المرجع في كل القضايا التي  تتطلب موقفا  وطنيا. أما القناصل فعليهم اتباع توجهات البلاد والاجتهاد في صنع الأحداث التي تتناسب معها. الدبلوماسية سلوك ومواقف وتعبير ذكي وملتزم بقضايا الوطن ومن يدبر شؤونه بشرف وقوة وحضور سياسي وديبلوماسي.