samedi 17 mai 2025
اقتصاد

المهندس الفرخاني: تعليمات الملك انتصرت للخصوصية المحلية في إعادة إعمار ما دمره زلزال الحوز

المهندس الفرخاني: تعليمات الملك انتصرت للخصوصية المحلية في إعادة إعمار ما دمره زلزال الحوز مشهد من الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز إلى جانب المهندس عمر الفرخاني
يرى المهندس المعماري عمر الفرخاني، الرئيس السابق للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، أن المغرب استفاد من دروس زلزال الحسيمة، بحيث أن التعليمات الملكية كانت سريعة منذ الاجتماع الأول الذي ترأسه الملك يوم السبت 9 سبتمبر 2023.. 
وشدد محاورنا على أن الهدف من التوجيهات الملكية ليس إعادة بناء المساكن التي انهارت فقط، وإنما إعادة تنمية المناطق تنمية شاملة، من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والبنيات التحتية والطرقية.

 
خلال الاجتماع الذي ترأسه الملك محمد السادس يوم الخميس 14 شتنبر 2023، أعطى تعليماته كي يتم إعمار الناطق المتضررة بالزلزال بالشكل الذي يراعي خصوصية المنطقة ويحافظ على تراثها. كيف يمكن التوفيق ما بين الحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات بحكم أن المنطقة زلزالية وإعادة الإعمار بالمواد المحلية للحفاظ على الشكل العمراني السائد بهذه المناطق؟ 
بطبيعة الحال، نحن كمهندسين معماريين كان لدينا تخوف من أن نعود لما يعرف بالقرية النموذجية، والسكن النموذجي، والتصميم النموذجي، وغيرها من المفاهيم القديمة التي أثبتت التجارب أنها غير مجدية ولم تحقق النتائج المتوقعة. فرغم أن السرعة هي التي يجب أن تطبع البرنامج الاستعجالي لإعادة إسكان المتضررين، إلا أن الملك محمد السادس أكد على أن البرنامج الاستعجالي يجب أن يحترم خصوصيات المنطقة، لا من حيث الهندسة المعمارية ولا من حيث تراث المنطقة وعادات السكان وتقاليدهم. فالملك شدد في توجيهاته على ضرورة اعتماد دفتر تحملات وتهيئة الأراضي وتثبيتها، أي يجب أن نعتمد دراسات علمية وتقنية كي نتأكد من أن الأرض المعدة للإعمار صالحة للبناء. بحيث لا يجب أن نقدم للناس تعويضات مالية فقط لإعادة بناء مساكنهم المتهدمة بالكامل أو ترميم ما بقي منها، بل يجب أن يتم ذلك بإشراف تقني وهندسي وفقًا لدفتر تحملات واضح ينسجم مع تراث المنطقة ويحترم عادات وتقاليد الساكنة المتضررة بالزلزال. فالملك أكد على ضرورة التدخل القوي والسريع والاستباقي، لكن مع احترام كرامة المواطنين وعاداتهم وأعرافهم وتراثهم. وفي بعض التجارب السابقة كان التدخل يتم بطريقة تقنوقراطية، وأن الإدارة المركزية في الرباط هي التي تعرف ما يجب أن ينجز، واليوم التعليمات الملكية قطعت مع هذا التدبير السابق، وشددت على ضرورة الاستشارة مع المعنيين والمتخصصين، وفي احترام تام لخصوصيات المنطقة وأعرافها وتقاليدها. 

البرنامج الاستعجالي لإعادة إعمار المناطق المتضررة، أكد على أن الدولة ستتحمل الكلفة المالية وستخصص اعتمادات مالية للمتضررين، لكن من سيتحمل كلفة المرافق الموازية التي تحتاجها عملية الإعمار لاسيما أن هناك مآثر تاريخية انهارت ومؤسسات عمومية تهدمت؟
بطبيعة الحال، الدولة ملزمة بتوفير المرافق الموازية، وعندما أقول الدولة فإننا نقصد الإدارة المركزية والجهوية والمحلية، بحيث يجب أن تتعاون جميع الجهود. لأن ما فهمناه من التوجيهات الملكية هو أن الهدف ليس إعادة بناء المساكن التي انهارت فقط، وإنما إعادة تنمية المناطق تنمية شاملة، من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والبنيات التحتية والطرقية وتقريب جميع المرافق التي تحتاجها ساكنة المناطق التي أصابتها هذه الكارثة. 

هل استفادت الدولة من زلزال الحسيمة الذي وقع سنة 2004، في تدبيرها لزلزال الحوز؟
عندما قرأت مضمون بلاغ الديوان الملكي ليوم 14 شتنبر 2023، وتمعنت جيدا في التعليمات الملكية، قلت مع نفسي أن المغرب استفاد من دروس زلزال الحسيمة، بحيث أن التعليمات الملكية كانت سريعة منذ الاجتماع الأول الذي ترأسه الملك يوم السبت 9 شتنبر  2023، وما واكبها من إجراءات سريعة واستباقية ومركزة. أي أننا استفدنا جيدا من دروس زلزال الحسيمة، وتجسدت هذه الاستفادة في دقة التعليمات الملكية ونجاعة تدخلات جميع الأجهزة والمصالح في المناطق التي أثرها الزلزال. فخلال زلزال الحسيمة الذي وقع في سنة 2004، كنت حينها رئيسا للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، وكانت الهيئة قد تدخلت خلال زلزال الحسيمة بحيث تم تجنيد 200 مهندسا معماريا رابطوا في المنطقة لمدة شهرين وأكثر، واتذكر أنه تطلب الأمر وقتاً طويلاً كي نحدد الاحتياجات ونفهم جيداً ما وقع في المنطقة بسبب الزلزال. الجواب على سؤالك هو أننا فعلاً استفدنا وأخذنا دروساً من زلزال الحسيمة.