جانب من اللقاء التواصلي
احتضن الفضاء المتعدد الوظائف للنساء المجاطية المتواجد بإقليم مديونة، الجمعة 08 شتنبر 2023، لقاء تواصليا للتعريف بمهام وخدمات المؤسسة وتوحيد الرؤى بخصوص مسألة الايواء.
وهكذا انطلق اللقاء بكلمة ترحيبية لرئيسة الجمعية المسيرة "رابطة الطفل والمرأة القروية" فايزة سحنون التي شكرت الحضور على تلبية الدعوة، كما نوهت بالدعم المالي والتأطيري الذي تقدمه مؤسسة التعاون الوطني وعمالة الاقليم لفائدة الجمعية وأطرها، كما استعرضت مختلف الانشطة والمبادرات الانسانية التي نظمتها الجمعية منذ تأسيسها سنة 2005، بعد ذلك اعطيت الكلمة للمندوب الاقليمي للتعاون الوطني بإقليم مديونة الذي وضع الحضور في السياق العام الذي جاء فيه تأسيس سلسلة من الفضاءات الموجهة للنساء في وضعية صعبة من طرف مؤسسة التعاون الوطني بشراكة مع وزارة والإدماج الاجتماعي والتضامن والأسرة، وذلك على امتداد التراب الوطني، كما توقف عند أشكال الدعم التي تقدمه المؤسسة والوزارة الوصية للجمعيات الشريكة في هذا المجال، كما تطرق من جانب آخر، الى مشروع "جسر" الذي انطلق تنفيذه على ارض الواقع منذ السنة الماضية مبرزا الآثار الايجابية التي ستكون له على مستوى تحسين خدمات المراكز الاجتماعية التابعة للمؤسسة خاصة على مستوى الاستقبال والتوجيه والمواكبة الاجتماعية والاقتصادية لمختلف الفئات الهشة، وذلك اعتمادا على وسائل وتقنيات الرقمنة واستعمال وسائل التواصل الاجتماعي.
بعد ذلك بادر مدير الفضاء عبدالحكيم كونى إلى تقديم عرض مقتضب حول المهام والخدمات التي تقدمها هذه المؤسسة الاجتماعية التي تعتمد القرب والوساطة كأساس لعملها ومبادراتها، سواء تعلق الامر بالاستقبال والارشاد أو تعلق الامر بالدعم النفسي والمواكبة الاجتماعية والقانونية، وذلك الى جانب الخدمات المتعلقة بالتوعية والتحسيس والتكوين الحرفي وكذا التدريب على إنشاء أنشطة مدرة للدخل.
أما رئيس مصلحة مواكبة الاشخاص في وضعية هشة بعمالة مديونة حسن بايلا، فقد تناول في كلمته مختلف مراحل التدخلات التي تمت من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سواء على مستوى التهيئة والاصلاح او على مستوى المنح المالية الموجهة لدعم تسيير الفضاء، مشيرا في نفس الوقت الى الزيارات المتتالية لعامل الاقليم لتتبع ومواكبة سير هذا المركز الاجتماعي منذ انطلاق العمل به سنة 2020.
بعد ذلك جاءت مداخلة الدكتور هشام بن يعيش رئيس مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي ابن رشد الذي نوه بهذه المبادرة التواصلية التي ستساهم في توفير شروط النجاح وتحسين آليات تدبير الفضاء، على اعتبار يقول الدكتور هشام" بان التواصل والتنسيق بين كافة المتدخلين سيؤدي إلى تجويد خدمات المؤسسة ويمكنها من تفادي الكثير من الصعوبات"، مؤكدا بأن تفعيل خدمات الايواء سيساهم في التخفيف من معاناة النساء المعنفات بمنطقة الدار البيضاء، خاصة وأن نسبة النساء ضحايا العنف قد ارتفع على صعيد عمالات الدار البيضاء والمناطق المحاورة قد وصل سنة 2022 الى حوالي 1200 امرأة وفتاة.
اما قائدة الامن كريمة عطي عضوة خلية التكفل بالنساء ضحايا العنف بالمديرية الإقليمية للأمن الوطني بمديونة فقد تطرقت في بداية كلمتها الى التوجه الوطني الجديد لمديرية الامن الوطني بخصوص الانفتاح على مختلف المؤسسات والفئات الاجتماعية وتبتي سياسة القرب والتواصل مع المواطنين وباقي الفاعلين، حيث استعرضت مختلف المهام والخدمات التي تقدمها خلية الامن الوطني في هذا الصدد للنساء المعنفات، مؤكدة استعداد المديرية الاقليمية لتقديم مختلف اشكال الدعم والمساعدة للمركز والتنسيق مع مسؤوليه من أجل أداء مهامهم في أحسن الظروف.
أيضا وفي نفس السياق تدخلت عضوة خلية مناهضة العنف ضد النساء بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بالدارالبيضاء سميرة ابن أحمد التي قدمت للحضور عرضا مختصرا عن المجهودات والخدمات التي تقدمها مؤسسة الدرك الملكي بخصوص العناية والاهتمام بالنساء والفتيات ضحايا مختلف أشكال العنف، وكذا الانشطة التكوينية التي تنظمها المؤسسة لفائدة أفراد الدرك الملكي في هذا الصدد، مشيرة في نفس الوقت الى المقاربة المعتمدة في التعامل هذه الفئة الهشة من النساء والتي تقوم على أساس المقاربة الأسرية القائمة على إدماج مختلف افراد الاسرة في حل المشاكل وتجاوز النزاعات والخلافات (الرجل،المرأة،الأقارب..الخ).
في نفس الاتجاه تدخل الدكتور محمد آسيف أمين مال الجمعية المسيرة، الذي أكد على وجوب اعتماد مقاربة وقائية داخل مختلف الأوساط الأسرية، مقاربة تقوم على التوعية والتربية وبالتالي تفادي وقوع التعنيف ضد النساء من الأساس، أو على الاقل التخفيف من حجم هذه الظاهرة السلبية.
في ختام هذا اللقاء خلص الجميع الى ضرورة تكثيف وتقوية اللقاءات التواصلية بين مختلف المتدخلين وذلك بغاية تعزيز آليات التعاون والتنسيق، خاصة في الجانب المتعلق بالإيواء المؤقت الذي ينبغي ان يحترم الضوابط القانونية ويوفر الشروط الكريمة لاستقبال النساء، مع اعتماد نوع من المرونة في حدود المعقول.
تجدر الاشارة الى ان هذا اللقاء قد عرف تكريم ليلي ابو الوفا من طرف جمعية رابطة الطفل والمرأة القروية وذلك تنويها بالخدمات التي قدمتها الجمعية في وقت سابق.
