صافي الدين البدالي
تراجعت مقاطعة المعاريف بالدار البيضاء عن موافقتها منح القاعة لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي من أجل تنظيم ندوة فكرية حول الفساد و التطبيع معه تحت شعار " مخاطر الحاضر وتهديدات المستقبل " يوم الجمعة 14 يوليوز 2023، بقاعة ملحقة أنوال.. بمشاركة فعاليات بارزة حقوقية ونقابية وجمعوية ومن تأطير صحافية جادة ومجدة لها مكانتها في الجسم الصحفي الوطني والعربي.
لقد كان مبرر الإدارة المسؤولة عن تدبير استعمال القاعة هو أن القاعة كانت محجوزة لنشاط من قبل!!
إن هذا المبرر يدعو الى الشفقة والاستغراب، كما يدعو إلى الشفقة لأن الإدارة لجأت إلى تبرير صبياني ويكشف سذاجة المسؤولين عن تنفيذ أوامر خصوم الديمقراطية وحقوق الإنسان، لأن المبرر هو أكذوبة واضحة في وقت أصبحت الخدمات الإلكترونية تخزن كل الأنشطة المنتظرة حتى لا يقع تقاطع بين الأنشطة المختلفة. فلا يمكن القبول بتزويرها.إذن فكيف لهذا العقل الالكتروني أن يكون قد نسي أن يخبر أصحاب الطلب بعدم شغور القاعة في ذلك التوقيت وفي ذلك اليوم ولم يقترح عليهم مواعيد أخرى للإختيار؟ إن المبرر كان أقبح من الزلة، ويدعو الى التساؤل. لأنه سلوك صبياني ناتج عن سياسة صبيانية أكل عليها الدهر وشرب. إنها أكذوبة عنوانها المنع وقصدها إقصاء تنظيم سياسي وطني له الحق في استعمال القاعات العمومية و الإعلام العمومي في توعية المجتمع وتكوينه حتى يكون في مستوى اللحظة و ينظر إلى الواقع بمنظور عقلاني حتى لا يتخذ مواقف تعود عليه بالهلاك وحتى يكون محصنا من ثقافة التفاهات من الاستغلال السياسي .
إن المبرر يكشف حقيقة سياسة النظام القائم التي تهدف إلى إقصاء اليسار والتضييق عليه، ومنع المسيرات السلمية التي يشارك فيها والتضييق على الوقفات الاحتجاجية من أجل أن يصبح المجتمع المغربي مجتمعا مستسلما وسلبيا في تعاطيه مع واقعه المزري الذي هو من إخراج النظام المخزني. وإن وجود اليسار وجمعيات المجتمع المدني الجادة والمركزيات النقابية المبدئية يشكل عرقلة للمد الرجعي والميوعة السياسية والتفاهة الثقافية وطغيان الفساد والاستغلال ونهب الثروات الطبيعية للبلاد والاتجار في البشر وفي الأطفال وضرب التعليم ومجانيته والقطاع الصحي والحق في العلاج المجاني، وربط المسؤولية بالمحاسبة وتثبت التطبيع مع الكيان الصهيوني والاستمرار في قهر المواطن والمواطنة فقرا وتخلفا.
لقد ظل اليسار يتلقى الضربات الموجعة لمواقفه النبيلة التي تدعو إلى الديمقراطية الحقة وإلى التوزيع العادل للثروات وربط المسؤولية بالمحاسبة.
لقد تلقى ضربات التشتيت منذ الاستقلال والاعتقالات والمحاكمات. وكلما حاول النهوض إلا وتحركت أذناب النظام السياسي في البلاد من أجل إخماد ناره التي ستشتعل بفعل صمود مناضليه ومناضلاته.
