mercredi 14 mai 2025
كتاب الرأي

إدريس الأندلسي: محنة الازدحام بين الرباط وتمارة

إدريس الأندلسي: محنة الازدحام بين الرباط وتمارة إدريس الأندلسي
تعيش ساكنة تمارة وخصوصا تلك التي تقطن بكيش لوداية والوفاق  والمغرب العربي محنة كبيرة في الخروج  والدخول إلى مقر سكناهم. أغلبهم يشتغل بالرباط أو يضطر للانتقال إليها لقضاء حاجياته الإدارية أو الحصول على خدمات صحية أو تعليمية أو تجارية. عرفت تمارة توسعا عمرانيا كبيرا جعلها تتسع غربا في إتجاه الشاطىء وجنوبا في إتجاه الصخيرات  وشرقا في إتجاه عين عودة.  ويؤكد بعض المطلعين على عدد ساكنتها أن تمارة يقطنها أزيد من مليون نسمة أي أكثر من الرباط. 
 
أغلب السيارات التي تجوب شوارع الرباط تحمل رقم  4 المخصص لتمارة والهرهورة والصخيرات. وترجع أسباب إختيار آلاف الأسر اقتناء سكن بتمارة لعوامل مرتبطة بأسعار العقار المنخفضة بالنسبة للرباط وحتى لتكلفة المواد الغذائية التي يمكن اعتبارها منخفضة بنسبة مهمة بالنسبة لأسواق العكاري ووسط المدينة وأكدال وحسان وحي الرياض. 

تزداد حركة السير خلال أوقات الذروة بشكل كبير. تختنق حركة المرور بفعل عدد السيارات الآتية عبر شوارع المهدي بن بركة أو من شارع عبد الرحيم بوعبيد للدخول إلى كيش لوداية و الوفاق  أو للأحياء الموجدة في المغرب العربي. والكثير من سكان تامسنا يمرون عبر هذه الشوارع.  أسباب هذه المعاناة متعددة.  فرغم توسيع الشوارع يظل إرتفاع عدد السيارات عاملا مؤثرا في زخم حركة السير. المشهد يزداد سوءا بالنسبة للمتجهين إلى كيش لوداية والوفاق عبر شارع عبدالرحيم بوعبيد وخصوصا عند مدار المسجد الذي يتوسط سوق كيش لوداية. هذا المسجد تحيط به حديقة داخلية كبيرة يمكن إستعمال جزء منها لتوسيع الطريق الأكثر ازدحاما في تمارة. ويظل توسيع شبكة التراموي الحل الكبير الذي ينتظره سكان تمارة. 

ولأننا في شهر رمضان، فكثير من مظاهر "الترمضينة" تؤسس سلوكا عدوانيا لدي بعض سائقي العربات والشاحنات. ويزيد "قاموس المعيار" كما تغنى بذلك المرحوم الفنان العمري في أغنية "حكايتي مع نسيبتي حكاية...". يذهب الوقار ليترك المجال للعنف اللفظي ويكتفى الناس بتوجيه اللوم للشيطان الرجيم الذي يستغل صعوبة حركة السير ليسلب "العاقلين الصائمين" توازنهم و يعري عن قناع يتم وضعه في المناسبات. وسيستعمل القناع بعد الفطور وتدخين سيجارة والتوجه لصلاة التراويح ثم سيسقط بعد الرجوع إلى الانغماس في واقع تغلب عليه ثقافة العنف.