ساكنة "دوار بوفنزار" في انتظار الربط الفردي بشبكة الماء الشروب
لمن لم ينجح بعد في تنظيف عقله من جبل الصور النمطية البئيسة التي تختزل أدوار المرأة في المطبخ، والإنجاب...، عليه أن يلقي نظرة قصيرة حوله ليقف على المجالات التي أصبحت تملؤها نساء المغرب بعد أن كان الرجل يحجزها لنفسه... وعليه أن ينتبه إلى الحضور النضالي المكثف والنوعي للمرأة المغربية في مختلف المحطات النضالية التي تخاض هنا وهناك من أجل مغرب يسع كل أبنائه وبناته وعلى قدم المساواة.... وعليه أن ينصت لنبضات قلوب الرجال المتملكين لثقافة حقوق الانسان بأنها أضحت مبرمجة على المساواة في الحقوق.
في عز الحديث عن الاجهاد المائي الذي تعيشه بلادنا، والبحث الحثيث عن حلول كفيلة بمواجهة الصعوبات التي تنتظر بلادنا في السنوات القليلة القادمة، نرصد بجماعة سيدي رضوان بإقليم وزان معاناة ساكنة "دوار بوفنزار"، الناتجة عن حرمانها ( الساكنة) من الحصول على قطرة من الماء الشروب في ظروف حافظة للكرامة.
مواطنات ومواطنون بدوار بوفنزار ، وبعد أن تضاعفت معاناتهن/م في هذا الشهر المبارك، يخرجون يوم الاثنين 27 مارس 2023، في مسيرة احتجاجية يطالبون فيها بتنزيل الفصل 31 من دستور المملكة الذي جاء فيه "تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية ، على تعبئة كل الوسائل المتاحة، لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين، على قدم المساواة من الحق في... الحصول على الماء والعيش في بيئة سليمة ".
المسيرة الاحتجاجية تميزت بحضور لافت للنساء وبعض الشيوخ، رفعوا خلالها أصواتهن/عالية من أجل ربط بيوتهن/م بشبكة الماء الشروب على غرار ما تم بمركز سيدي رضوان الذي يشكل الدوار جزءا من مجاله الترابي.
كما بسط المحتجون أمام بعض صناع المحتوى الذي تابعوا المسيرة الاحتجاجية، ثقل فاتورة المعاناة التي يؤدونها بعين العنينات التي يسقون من مائها عطش النساء والشيوخ والأطفال، (معاناة) يسببها الازدحام ، وطول المسافة الفاصلة بين الدوار والعين.
موقع "أنفاس بريس" توصل من مصادره الموثوقة بعين المكان برزمة من الشكايات التي سبق رفعها لمن حددهم الفصل 31 للدستور، لكن لا صوت لمن تنادي، لأن الجالسين على كراسي المسؤولية لا يقدرون حجم معاناة المتضررات والمتضررين، ولا يدققون في كلفة تعطيل هذا الحق على التنمية بالجماعة الترابية سيدي رضوان (الهدر المدرسي ، التحرش بالنساء والفتيات، خدش القيم، إهدار الزمن، تعطيل مبدأ تكافؤ الفرص....).
ساكنة "دوار بوفنزار" وبعد أن دقت جرس الانذار بكل مسؤولية ،وبروح وطنية عالية، تنتظر تكسير الجهات المعنية إضرابها عن الكلام، فتسارع إلى تحديد تاريخ قريب للربط الفردي بشبكة الماء الشروب، وتأهيل الطريق وذلك تفعيلا للحق في العدالة المجالية.
