هل أنقذ الفكاهي "إيكو" ما أفسده "رشيد العلالي" في مهرجان مراكش للضحك 2016 !!؟؟.

هل أنقذ الفكاهي "إيكو" ما أفسده "رشيد العلالي" في مهرجان مراكش للضحك 2016 !!؟؟.

في إحدى فقرات مهرجان مراكش للضحك الخاص بالفكاهيين المغاربة نسخة 2016، قدَّمَ رشيد العلالي (صاحب برنامج رشيد شوو) على القناة الثانية، فقرة فكاهية، وفي لحظة من لحظات وقوفه على الخشبة، تعرض لجدار يؤثتُ سينوغرافيا العرض، وقال أن الجدار (خلفية الخشبة) من إنجاز "كَاوري" وهي عبارة تطلق بالخصوص على الأوروبيين، محاولا التوضيح أن جمالية وتناسق ألوان وإشعاع إضاءة الخلفية من إبداع أجنبي، وبعد ذلك نطق بعبارات مباشرة وتعميمية، مرَّرَت أن الجدار ما كان ليكون بذلك الشكل الجميل لو أسندت مهمة الإنجاز  لمغربي، وهو ما دفع الجمهور الحاضر للعرض إلى الاحتجاج عن طريق الصياح والصفير، ليتدخل الفكاهي "إيكو" بعفويته التي لم تف بالغرض هذه المرة، إذ اقتحم الخشبة من الكواليس، محاولا تدارك الموقف وإعادة الاعتبار لـ "المغربي" بسبب ما قاله العلالي، وقد شاهد كل من تمكن من رؤية المشهد كيف دخل هذا الثنائي في نقاش ارتجالي غير متناسق أمام الجمهور حول موضوع الجدار وعلاقته بالمغربي والأجنبي، لكن اختلطت على "إيكو" العبارات وبدا وكأنه يحاول تجميع زجاج كأس رمى بها "العلالي" وتهشمت على عرض الجدار موضوع النقاش. محاولة "إيكو" للتدخل لثني "رشيد العلالي" على مواصلة "سكيتشه" بذلك الشكل أو معالجة الأمر، زادت الطين بلة وأبرزت أن الموقف محرج جدا له وللجمهور وللعلالي نفسه، والدليل على ذلك هو قطع القناة الثانية لهذا المشهد خلال تغطيتها لعروض هذا اللقاء الفكاهي، الذي لقي انتقادات واسعة. ويبدو أن "العلالي" حاول أن ينتقد بحسن نية صورة المغربي أمام الأجنبي في مجال الإبداع، لأننا لا نزايد على وطنيته وحبه للمغرب والمغاربة إذ ليس القصد التشكيك في ذلك، لكن لم ينتبه لتعميم الخطاب، فانزلقت به الكلمات في متاهات غير محسوبة، إذ لا يمكن في هذه الحالة القول بأنه ذكر الكل بصيغة المغربي وأراد الجزء أي بعض المغاربة أو جلهم..

 خبراء الفكاهة في أنواعها الثلاثة الرئيسية (الضحك لأجل الإضحاك والضحك الهادف والسخرية والتهكم) يقسمون هذا الفن إلى "طرح مباشر" و"طرح غير مباشر"، ويشيدون بالطرح "غير المباشر" الذي يعتمد على الرمزية وعدم التعميم، كي لا يسقط "الفكاهي" أو "الفنان" في تمييع الخطاب الفني وتعميمه بشكل فج، غير مبني على دراسة وتحليل منطقي، وفي موقف "رشيد شوو" مع جدار مهرجان مراكش للضحك، يُفهم أن كل المهنيين والتقنيين المغاربة المنتمين للمجال داخل وخارج الوطن، لا يمكنهم إنجاز مثل ذلك الجدار التقني أو تلك "السينوغارافيا"، ويسوِّق للاستلاب بثقافة الأجنبي خصوصا الفرنسي، ولا يتناطح كبشان حول مسألة أن هذا الأمر يغذي الإحساس بالدونية أمام ثقافات الدول الأخرى المصنفة في خانة التطور.

 لقد غاب عن "رشيد شوو" أو مؤلف السكيتش إذا لم يكن ارتجاليا، أن الحكم على كل المغاربة بعدم القدرة على إنجاز ذلك (الجدار البسيط في عصر التكنولوجيا المتاحة للجميع) مخالف للحقيقة، لأن العديد من المبدعين المغاربة يتألقون داخل وخارج الوطن في مجال السينوغرافيا والفنون التشكيلية وأنجاز الجداريات والخلفيات التي تساير العصر، ويبدعون مناظر وديكورات يشهد لها الغرب قبل العرب، بالقيمة الجمالية والحس الفني العالي، لكن يصرُّ بعض المسؤولين عن تنظيم التظاهرات وإنجاز الأعمال الفنية  بالمغرب، على تغييب المغاربة المهنيين وتفضيل الغرباء عن الميدان، أو تعويضهم بتقنيين من دول أجنبية، أو تخصيص ميزانية بخسة لذلك، إمعانا في تهميش المبدع المغربي وتكريسا لمقولة (مطرب الحي لا يُطرب) التي تحولت في هذا السياق إلى : (ديكوراتور المغرب لا يتقن عمله حتى ولو لم يأخذ فرصته) حسب طريقة معالجة "العلالي" لهذا الموضوع، الذي يبدو أنه أكبر من سكيتش عادي أو ابتسامة مجانية.