أجمع المشاركون في برنامج "بولميك" على قناة "شذى تي في"، على أهمية استثمار "سقطة" المنتخب المغربي في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2023 بالكوت ديفوار، وتحويلها إلى أداة لإصلاح مجموعة من الاختلالات التي ميزت مشاركة الفريق الوطني في هذا الحدث القاري.
أثناء تشخيص وتقييم أداء الفريق الوطني المغربي في "الكان"، والتطلع للقادم من الاستحقاقات، طرحت للنقاش عدة أسئلة جوهرية، من طرف منشط البرنامج كريم حضري، بحضور كل من: سمير شوقي الرئيس المؤسس لمركز أوميغا للأبحاث الاقتصادية والجيوسياسية، وحسن فاتح الصحافي السابق في القناة الثانية، وهشام رمرام المحلل الرياضي، ثم صلاح الدين النابغة أستاذ باحث في التدبير والحكامة، حيث حاول الجميع الجواب عن انشغالات الرأي العام الرياضي، والتي هي عبارة عن علامات استفهام كبرى تهم ماضي وحاضر ومستقبل الفريق الوطني:
لماذا أخفق المنتخب الوطني؟
وما هي تبعات الإقصاء؟
وما هو مستقبل المنتخب بعد التجديد للمدرب؟
أجمعت مائدة الحوار على الاستعصاء الذي لازم المنتخب المغربي قرابة نصف قرن، إلى أن تحول إلى عقدة مقلقة، لكن الإقصاء أعاد المدرب وليد الركراكي إلى حجمه الطبيعي، وجعلنا نقف على الجفاف الذي تعرفه بطولة لا تعزز الفريق الوطني، وقال حسن فاتح في هذا الصدد: "الإقصاء له إيجابيات أيضا، فقد أعاد المدرب الركراكي إلى حجمه، وجعله ينسى إنجاز مونديال قطر، لأنه هو من يتحمل مسؤولية الإقصاء". وأوضح فاتح أن الأموال التي تصرف على البطولة الاحترافية أصبحت في مهب الريح، مادامت الأندية المغربية لا تقدم للمنتخب سوى لاعبين، مشيرا إلى ضرورة الاعتماد على اللاعب المحلي المنتمي لفرق عركتها التجارب الإفريقية، كالوداد والرجاء والجيش وبركان.
وفي سياق آخر، سلط سمير شوقي الضوء على الهفوات التواصلية التي ظل يسقط فيها وليد الركراكي، ووصفها بالكارثية، خاصة حين يتحدث للصحافة عن أمور جانبية، كتضامنه مع اللاعب أوناحي الذي خرج عن قيم الرياضة وأقحم المغرب في نزاع مع المصريين، أو عندما دخل في ملاسنات مع لاعب الكونغو الديمقراطية، وانزلاقات أخرى في تصريحاته ساهمت في التشويش على الفريق الوطني". مشيرا إلى أن الركراكي عانى من تضخم الأنا بعد بلوغ المربع الذهبي في مونديال قطر 2022، علما أن الإمكانيات التي رصدت لوليد لم يسبق لها أن رصدت لأي ناخب وطني، وهامش الاستعداد كان كبيرا جدا قرابة 14 شهرا.
وعبر شوقي عن استغرابه لوجود وكلاء لاعبين في محيط المنتخب الوطني، مشيرا إلى المهدي بنعطية العميد السابق للأسود، الذي تحول إلى وسيط ، بل يصر على ولوج مستودع اللاعبين وغرفهم، بمباركة من وليد، مع ما شكله ذلك من مشاكل للمنتخب.
من جهته أكد هشام رمرام أن المسؤولية تحتم على من يتحملها قبول الانتقادات واللوم والعتاب، وأن تكون له قابلية للتغيير والإنصات للرأي الآخر، "لا يمكن للمدرب أن يتجاوز سلطاته إلى حد التنظير في الجانب الطبي مثلا، وأن يتحول في خرجاته الإعلامية إلى مهاجم"، مضيفا أن الرجل الذي يتحمل متعة الإنجاز عليه أن يتحمل أيضا قسوة الإخفاق، مبرزا أن خروج المنتخب المغربي صاغرا من "الكان" ستدفع وليد إلى إعادة ترتيب أوراقه التقنية والتواصلية.
أما الباحث صلاح الدين النابغة، فأكد على أهمية اللمة العائلية التي روج لها وليد الركراكي مدرب المنتخب الوطني، وقال في معرض النقاش حول مفهوم العائلة والمفاهيم الجاهزة للناخب المغربي: "مفهوم العائلة مهم جدا في نجاح المقاولات، لكن هناك تداخلا غير مفهوم، فوجود فوزي لقجع رئيس الجامعة في رقعة الملعب أو ركضه خلف اللاعب النصيري غير مقبول، وولوج عميد سابق لمحيط المنتخب مرفوض، والاعتماد على لاعبين سابقين بلا تاريخ ضمن الطاقم التقني أمر يجب مراجعته، وتوقيف محلل رياضي بسبب رأيه في وليد دليل على إلجام الأصوات المعارضة".
وأجمع الحاضرون على أهمية استمرار الركراكي مدربا للمنتخب الوطني، ضمانا لاستمرارية المشروع، ولقرب الاستحقاقات الرياضية القادمة خاصة "كان" 2025، مع ضرورة تعيين مدير للمنتخب الوطني بقبعة تقنية، ينهي هيمنة المدرب الذي لا يناقش ولا يلام، حتى لا يظل المنتخب كيانا مقدسا.