هل كانت جمعيات وطنية وجهوية وازنة ، ومؤسسات دستورية ، ستنتبه للفعل الجمعوي بوزان ، رغم ما راكمته باقة من الجمعيات من مكتسبات وتجارب متميزة في مختلف حقول اشتغال فاعليها ، لو لم تنجح جمعية " أحضان وزان" في تنزيل استراتيجية اعلامية خطفت أنتباه فاعلين واطارات مدنية على امتداد التراب الوطني، وحفزتهم لتتبع خطوات الفعل الميداني لمولود جديد في مدينة أريد لها أن تعيش على هامش العصر ، فوقفوا عند الاضافات النوعية التي وشمت بها فعلها في أقل من سنة على تأسيسها في علاقة ذلك بالأدوار الجديدة التي حددها دستور " ربيع الديمقراطية " للمجتمع المدني ؟
جلب الأنظار للفعل المبني على قاعدة " الانسان هو أثره " الذي نقشه رواد "أحضان وزان" وكما كان متوقعا ، نتج عنه فتح أحضان لأكثر من مسار مدني ومؤسساتي من أجل احداث فجوات تستفيد من ضوئها فئات اجتماعية بإقليم و زان ، تؤطرها وتحتضنها جمعيات ، متباين حضورها في محاربة آفة الهدر المدرسي ، وحماية حقوق الأطفال في وضعية صعبة .
في سياق هذه الدينامية وهذا الاشعاع ، دخلت على الخط ،" جمعية الريان" ( مقرها بالرباط) ، التي يتمحور عملها الاجتماعي في الاهتمام ببعض الفئات الاجتماعية التي تعيش أوضاعا تتسم بالهشاشة ( النساء ، المسنات والمسنون ، الأطفال في وضعية صعبة ، ..) ، كما أن من بين العناوين الكبرى لمخطط عمل " الريان" المساهمة في تطويق آفة الهدر المدرسي التي تضرب في معصم المدرسة العمومية بالعالم القروي ، وخصوصا في صفوف الفتيات .
يوم 31 دجنبر الأخير وبمناسبة اطلاق المنظمة الأهلية الريان ، مشروعها الاجتماعي لسنة 2024 ، الخاص بالمساهمة في تجهيز المراكز التي تحتضن الفئات التي تمت الاشارة لها على امتداد تراب المملكة ، كانت مراكز للرعاية الاجتماعية بوزان ولأول مرة ، على موعد مع جمعية الريان التي تقود سفينتها السيدة "مها بنبراهيم كريم" التي أكدت في تصريح لها بالمناسبة ، بأن المشروع الاجتماعي للجمعية يهدف إلى صيانة وتمنيع كرامة الفئات المستهدفة ، مشددة على أن رقي أي مجتمع لا يقاس إلا بدرجة تضامنه وتماسكه حتى لا يبقى خلف الركب أي مواطن(ة) .

لم يكن الموعد والليل يسدل خيوطه في آخر سنة مليئة بالأوجاع ، غير اعادة ترتيب حروف كلمة ألم لتصبح أمل التي توجد على نقيض الأولى ، وذلك بتسليم جمعيات ( دار الطالبة بجماعة وزان - دار الطالب والطالبة بجماعة أسجن - أحضان وزان لحماية الأطفال في وضعية صعبة ) كمية جد محترمة من تجهيزات جديدة توزعت على الشكل التالي : 125 فراش - 141 وسادة - 140 بطانية .
عضوات وأعضاء جمعيات مراكز لرعاية الاجتماعية المذكورة، وبعض المستخدمات والمستخدمين بها ، كانوا في استقبال الطاقم المواكب للمبادرة ، حيث سهر الجميع على مرور عملية التسليم وفقا للضوابط الادارية وفي شفافية مطلقة ، والعمل على الشروع في استعمال الطفلات والأطفال المقيمين بالمراكز المستفيدة من هذا الدعم ، من التجهيزات المذكورة ، مباشرة بعد عودتهم/ن من عطلة رأس السنة .