ما هكذا تورد الإبل السيد وزير الصحة.
هل تعلم ما يقع في المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بطنجة الذي دشنه الملك منذ شهور فقط، أم أن كهرباء سلك المعلومة مقطوع لديك؟ بالله عليكم، كيف يمكن تصور أن تحمل فردا من عائلتك، طفلا كان أو شيخا، رجلا أو امرأة، في حالات جد مستعجلة إلى بناية المستشفى الجديدة والنظيفة نعم، ثم تفاجئ بأنه عليك أن تأتي بكل شيء من خارج مستشفى جامعي، ياحسرتاه؟
إن الأمر هو من الصدمة ما يجعل الواحد منا لا يصدق أحيانا ما يقع أمام عينيه وفي مدينة من حجم طنجة، حتى والواقع المر لا يرتفع. ذلك أنه السيد الوزير في الحكومة ما أن تحمل مريضك إلى هناك، حتى يقدم لك الطاقم المعالج لائحة بما عليك اقتناؤه من خارج المستشفى من أول القفازات الطبية المعقمة حتى الصيروم مرورا بإجراء التحاليل في مختبرات خاصة والإبر والخيط الطبي الخاص بالجراحة، بل حتى قياس مستوى ضغط السكري. إنه أمر لا يصدق بالمرة، وتكبر الطامة الكبرى حين تبحث عن السبب تجد أمامك حائطا من الصمت والكثير من الإحراج من الطواقم المعالجة التي تخجل من نفسها وفي كثير من الأحيان بسبب التعب تسقط في ردود فعل متشنجة.
هل تصدق السيد الوزير أن المستشفى الجامعي محمد السادس الحديث البناية والضخم بمدينة طنجة يا حسرتاه بناية مخزونها الطبي للعمل اليومي فارغ منذ أكثر من أسبوعين؟ كيف يستقيم ذلك في مغرب 2023، وأمام رهانات كبرى تنخرط فيها بلادنا ضمن التزاماتها الدولية في أفق 2030؟ أين هي ميزانيات التسيير وتدبير المخزون ومخططات العلاج المفروض أنها تشتغل على مدى شهور؟ هل يعقل أن مستشفى ضخم مثل المستشفى الجامعي بطنجة بدون أدوات عمل طبية أولية وبدون مختبر للتحاليل، حيث على عائلة المريض أن تشتري كل شيء، كل شيء، من خارج المستشفى، التي بقي شيء وحيد لم يطلب بعد من المريض شراؤه هي بدلة الطبيب.
لا تعتقد السيد الوزير أننا نبالغ، فنحن نتوفر على أدلة دامغة على ذلك، وصلنا إليها ضمن بحثنا الصحفي بعد كثرة الشكايات التي توصلنا بها من عدد كبير من عائلات المرضى، خاصة من الطبقات الفقيرة التي كثيرا ما وجدت نفسها في ورطة لتوفير كل مستلزمات العلاج الطبية المكلفة والتي لا تسمح بها ميزانياتها المالية البئيسة أصلا. إنه فعليا من العار أن يكون حال مستشفى جديد وضخم مثل المستشفى الجامعي بطنجة في الحال التدبيرية التي هو عليها، مما يتطلب فتح تحقيق ومحاسبة. يا للعار..يا للعار !!