موريتانيا تدشن أكبر حملة للتجنيس في تاريخها

موريتانيا تدشن أكبر حملة للتجنيس في تاريخها حركة "لاتلمس جنسيتي" من أشد المناهضين للتجنيس في موريتانيا
موريتانيا تدشن أكبر حملة للتجنيس في تاريخها ضمن ما وصف بأكبر عملية للتجنيس في تاريخ موريتانيا، أكدت مصادر لجريدة "أنفاس بريس"، أن الآلاف من ساكنة مخيمات تندوف في الأراضي الجزائرية وكذا بعض المواطنين المغاربة المنحدرين من الأقاليم الجنوبية يتجمعون بمصالح الحالة المدنية بولاية الزويرات الموريتانية، من أجل التجنس بالجنسية الموريتانية.

وحسب إفادات عدد من المستفيدين التقت بهم جريدة "أنفاس بريس" بالداخلة والعيون قادمين من موريتانيا، فإن الآلاف منهم تجمعوا أمام مركز مصلحة الحالة المدنية في ازويرات، حيث يفترشون الأرض ليل نهار منذ انطلاق الإحصاء العام، من أجل التسجيل في الإحصاء السكاني للبلاد الذي بدأ منذ أشهر والمشهد مماثل في بئر أم أكرين.

ولم يصدر عن السلطات الموريتانية بلاغ رسمي عن عمليات التجنيس التي تسابق الزمن بحكم قرب انتهائها برسم سنة 2023، لكن واقعيا العملية تشهد اتساعا كبيرا، وهي حديث المجالس.

واشتكى محمد ولد علوات ممثل شباب حزب الإنصاف في ولاية تيرس زمور، من هذه العملية، وقال: "نحن أمام تجنيس دولة بأكملها.."، متسائلا: "هل كل المواطنين الصحراويين هم موريتانيي الأصل؟ وإن كان كذلك فلماذا لم يسجلوا في الإحصاءات السابقة؟ فالكم الهائل الذي ضاعف أعداد سكان الولاية من الوافدين من المخيمات الصحراوية من الذين لايعرفون أحدا على أرض الوطن ويسكن أغلبهم أمام مراكز الاستقبال (الحالة المدنية) ويعودون من حيث أتوا فور تسجيلهم لا يوحي أن لهم صلة بالوطن".

ونبه المتحدث السلطات الموريتانية، إلى أن ما يحدث في هذا الإحصاء أمر خطير وعواقبه وخيمة على الساكنة المحلية في المدى القريب وعلى البلد على المدى البعيد، فالوطنية لاتزدوج ولا تبنى بين ليلة وضحاها.

مطالبا من سلطات بلده الانتباه لما سماه "التواطؤ مع الأجانب على حساب السكان والبلد ككل، وأن يتحملوا تبعات ما قد ينجم عن هذا الإحصاء"، يقول محمد ولد علوات ممثل شباب حزب الإنصاف في ولاية تيرس زمور الموريتانية.

"أنفاس بريس"، وعندما التقت بعدد من المتجنسين، أكدوا لها أن الأمر عادي، ما دام أن المغرب لايمنع مواطنيه من التجنس بجنسية أخرى موريتانية أو فرنسية أو كندية.. وأن الجنسية المغربية لا تسقط عنهم.

وأكد مصدر موريتاني لجريدة "أنفاس بريس"، أن السلطات الموريتانية بهذا التجنيس تحاول إحداث توازن عرقي في بلاده، بين البيضان وبين الزنوج، خصوصا في المحطات الانتخابية وما تشكله من صراع عرقي لم يعد خافيا عن المتتبعين.

وتنشط بموريتانيا حركة زنجية تنتقد "تجنيس" موريتانيا لصحراويين، تحت شعار "لاتلمس جنسيتي"، وتعتبر إن الهدف من اتساع عمليات التجنيس هو "تغليب كفة المواطنين العرب والأمازيغ على حساب المجموعات الزنجية بموريتانيا"، منبهة إلى أن التجنيس يقوم على طابع عرقي وتمييزي ويهدف إلى إقصاء الزنوج الموريتانيين، وتغليب غيرهم في الخريطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. سكان الأقاليم الجنوبية