ناصر عياد: زيارة الملك للإمارات ستطور شراكة البلدين في قطاعات استراتيجية

ناصر عياد: زيارة الملك للإمارات ستطور شراكة البلدين في قطاعات استراتيجية ناصر عياد، خبير في الاستثمارات الإماراتية والصينية
قال ناصر عياد، خبير في الاستثمارات الإماراتية والصينية، أن الزيارة التاريخية للملك محمد السادس تلبية للدعوة الكريمة من الشيخ محمد بن زايد ليست كسابقاتها من زيارات الملك محمد السادس للإمارات العربية المتحدة، حيث أنها تعد أول زيارة للملك محمد السادس بعد تولي الشيخ محمد بن زايد آل النهيان حكم الإمارات كرئيس للدولة، والذي يرجع له الفضل في تحويل البلد النفطي إلى بلد رائد في جميع المجالات (الصناعية والثقافية والخدماتية والابتكار و غيرها) معتمدا على أبناء وطنه من المواطنين والمواطنات وذلك منذ توليه لولاية العهد.

وأوضح عياد ل "أنفاس بريس"، أن الاستثمارات الإماراتية بالرغم من أنها متواجدة منذ زمن ليس بالقليل بالمملكة المغربية لكنها لم ترقى لطموح قائدا البلدين. لذلك فتوقيع اتفاقيات التعاون من طرف الملك ورئيس الدولة ماهي إلا رسالة قوية لمن يهمه الأمر في البلدين لمضاعفة الجهود للرقي بالعلاقات الاقتصادية التي يطمح لها القائدان. خصوصا أن دولة الإمارات العربية المتحدة دائما بجانب المملكة وداعمة لقضاياه العادلة وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية.

وأبرز عياد أن من أهم المشاريع التي طرحها المغرب على المسؤولين الإماراتيين للاستثمار هي قطاع النقل واللوجستيك. ولم يكن هذا من محض الصدفة لكن للاستفادة من خبرة دولة الإمارات في المجال. فالإمارات تتوفر على مجموعة دبي العالمية للموانئ ومجموعة أبوظبي للموانئ، الشركتين اللتين تديران عدة موانئ عالمية، كما أن للمغرب خبرة قوية في بناء الموانئ وإدارتها.

لذا فإن شراكة البلدين في القطاع، يوضح عياد، يمكن أن يكون متكاملا ويساهم في ربط دول الخليج وإفريقيا بباقي دول العالم ويساهم في تطوير الاستثمارات المغربية والإماراتية في إفريقيا جنوب الصحراء.

أما بالنسبة للمطارات فيمكن للمغرب الاستفادة من خبرة الإمارات العربية المتحدة خصوصا وأنها تتوفر على مطار دبي الدولي. الذي يعد من أكبر مطارات العالم وكذلك لا ننسى مطار زايد الدولي (مطار أبوظبي الدولي) الذي تمت توسعته وافتتاحه في الأول من نونبر 2023، والذي يعتبر من أرقى وأذكى مطارات العالم حيت يعتمد على الذكاء الاصطناعي وعلى الطاقات المتجددة أما بخصوص قطاع السكك الحديدية فالمغرب يتوفر على خبرة متقدمة وعلى أسرع قطار في إفريقيا والوطن العربي. لذا فإن التعاون بين المكتب الوطني للسكك الحديدية وشركة الاتحاد للقطارات سيساهم في تطوير القطاع بدول مجلس التعاون عامة والإمارات العربية خاصة. ورغم أن شركة الاتحاد للقطارات والتي مقرها بأبوظبي هي شركة ناِشئة إلا أنها قامت بعمل جبار وذلك بربط الإمارات السبع في ما بينها وفي وقت قياسي، وهي دائما تبحث على التكنولوجيا الحديثة والسير بخطوات ثابتة ومدروسة حتى تصبح في الصفوف الأولى عالميا في مجال السكك الحديدية. 

كما أن البلدين ملتزمان بالتعاون في مجالات الطاقات المتجددة وهما يتوفران على الريادة في الطاقة النظيفة ويطمحان لتطوير الهيدروجين الأخضر وهنا يجب التعاون مع طرف ثالث كالصين مثلا بحكم العلاقات الطيبة التي تجمع الدول الثلاث. 

وبما أن مجال التعليم كان حاضرا في الاتفاقية الموقعة بين جلالة الملك ورئيس الدولة من خلال إنجاز وتمويل مشاريع في مجال إنشاء المؤسسات التعليمية والجامعية، يتابع عياد، فيجب علينا نحن في المملكة الاقتداء بما حققته الإمارات في قطاع التعليم في مختلف مراحله من التعليم الابتدائي الى التعليم الجامعي، واليوم الجامعات الإماراتية تحتل مراتب عالمية جد متقدمة حيث حققت جامعة الإمارات العربية المتحدة بأبوظبي إنجازاً مشرفا بتصنيفها الأولى على مستوى الدولة، والثانية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، و38 عالمياً وفقاً لتصنيف التايمز للتعليم العالي للجامعات الناشئة لعام 2023 .

وختم عياد تصريحه بالقول أن على الشركات المغربية تقوية حضورها والاستثمار بدولة الإمارات العربية خصوصا شركات الأشغال العمومية وشركات الطاقات المتجددة وغيرها، وفي نفس الوقت وبما أن المملكة تستعد لتنظيم كأس افريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030 ينتظر من الحكومة المغربية تشجيع دخول الشركات الإماراتية للسوق المغربي وذلك بتبسط المساطر وسن قانون تفضيلي للمستثمر الإماراتي.