عقد حزب الاشتراكي الموحد يوم الأحد 05 نونبر 2023 ، مؤتمره الوطني الخامس الذي حضره حوالي 800 مؤتمر ومؤتمرة، والذي أسفر عن انتخاب جمال العسري، أمينا عاما للحزب "أنفاس بريس" أجرت حوارا مع الأمين العام الجديد للحزب الاشتراكي الموحد، الذي شدد أن الديمقراطية الحقيقية لن تتحقق إلا بفرض تغيير جذري للدستور الحالي لإقرار دستور ديمقراطي يقر بفصل السلط ويؤسس لنظام الملكية البرلمانية.
انتخبت أمينا عام لحزب الاشتراكي الموحد، ما هي الملفات التي ستنكب عليها خلال المرحلة القادمة ؟
بداية أتوجه بالشكر الجزيل لرفيقاتي ورفاقي عضوات وأعضاء المجلس الوطني ومعه المكتب السياسي على الثقة التي منحوها لشخصي البسيط، وأعتبر أن هذا تكليفا قبل أن يكون تشريفا، ولعل أول ملف ستنكب عليه القيادة الجديدة للحزب، برلمانها أي المجلس الوطني وهيأتها التنفيذية أي المكتب السياسي، هو ضرورة إنزال شعار المؤتمر الوطني الخامس للأرض، شعار "نضالنا اليساري من أجل الشعب والوطن والديمقراطية". وهذا يتطلب وضع خريطة طريق تصل بنا إلى تأسيس «جبهة شعبية واسعة للنضال»، جبهة تناضل من أجل الوصول إلى الديمقراطية ووضع حد لديمقراطية الواجهة، وهذا لن يتأتى إلا بفرض تغيير جذري للدستور الحالي لإقرار دستور ديمقراطي يقر بفصل السلط ويؤسس لنظام الملكية البرلمانية. وعلى هذا الأساس سنعمل على مواصلة انخراطنا الدائم من أجل نصرة الطبقة العاملة وكل الكادحين، والانخراط النضالي في كل المبادرات الهادفة لتحقيق السيادة الوطنية ومعها السيادة الشعبية. وهذه الأهداف الكبرى لن تمنعنا من الانخراط في كل المعارك النضالية الأخرى لتحقيق مطلب إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم معتقلي حراك الريف ومعهم معتقلي الرأي من صحافيين ومدونين، والدفاع عن المدرسة العمومية وفي قلبها المطالب العادلة للأسرة التعليمية وعن باقي القطاعات الاجتماعية الهامة الصحة والسكن والشغل، وضرورة إنجاز إصلاح ضريبي لضمان التوزيع العادل للثروة، هذه بعض من أهم الملفات التي ستشتغل عليها القيادة الجديد مكتبا سياسيا ومجلسا وطنيا.
المتعارف عليه أن قيادات الاحزاب تستقر في محور الدار البيضاء الرباط، بينما أنت محل سكناك مدينة طنجة ألن يؤثر ذلك على تدبيرك لشؤون الحزب ؟
هذه نقطة تثبت قيم ومبادئ الحزب الاشتراكي، قيم المساواة والمناصفة والعدالة المناطقية، والديمقراطية، والاهتمام بالهامش «وإن كانت طنجة ليست من الهامش فقط هي بعيدة عن محور الرباط البيضاء» و فعلا أغلب القيادات الحزبية مستقرة أو تستقر بهذا المحور، لكن وما دمنا في الحزب الاشتراكي الموحد نؤمن بالعمل الجماعي ونؤمن بالعمل كفريق ونؤمن بتوزيع المهام ومعه توزيع العمل فلن يشكل البعد - إن كان هناك بعد في زمن القطار السريع- أي إشكال خاصة إذا أضفنا وسائل الاتصال والتواصل الحديثة. حقيقة لا نظن أن هذا الأمر سيشكل أي عائق في مسألة تدبير شؤون الحزب وخاصة أن التدبير هو جماعي وليس فردي.
كيف ستدبر علاقتكم مع فدرالية اليسار الديمقراطي، مع العلم أنكم كنتم جزءا منها وانسلختم عنها؟
سؤالك سيعيدنا إلى الوراء، حين تقول أننا انسلخنا عن الفيدرالية والواقع كما نراه من جهتنا نحن «والواقع يتغير بتغير الجهة التي تنظر إليه منها» أن الآخر من انسلخ وسلخنا من الفيدرالية وهذا موضوع آخر، أو صفحة وطواها المؤتمر الوطني الخامس بعد أن تبين بالملموس للمؤتمرين وباقي عضوات وأعضاء الحزب ومن خلال الممارسة السياسية أن منطق التحالف المفضي إلى الاندماج لم يكن قابلا للإنجاز نظرا لمحاولة إسقاط الاندماج الفوقي من طرف قيادات الأحزاب المتحالفة بعيدا عن الإنصات لصوت القواعد، الذي قال ويقول بضرورة التريث لإنضاج الشروط. واليوم فالمؤتمر قال للقيادة المنتخبة بضرورة العمل على إيجاد الشروط لتوفير إمكانية تأسيس جبهة شعبية واسعة للنضال، جبهة تشكل القوة الدافعة والموجهة والعامل المبادر القادر على إطلاق مبادرات نضالية وتجديد آليات النضال والتواصل والتعاون وخلق التفاف واسع بمساهمة الأحزاب الديمقراطية اليسارية والتقدمية والهيآت النقابية والحقوقية والجمعوية المناضلة والتقدمية.