هل الرموز الوطنية تقاس قيمتها بالإنتماء العرقي أو الأيديولوجي أو الحزبي الضيق؟ وهل الرموز الوطنية الأمازيغية المكناسية المنحدرة من سوس غير مرغوب فيها في شوارع مكناس من قبل جماعة مكناس؟
السؤال موجه إلى مجلس جماعة مكناس،فالأخبار الواردة من هذه المدينة التي كانت عاصمة الإمبراطورية المغربية تثير امتعاض الأمازيغيين المكناسيين وأمازيغ سوس عموما؛ إذ كلما تم تقديم أسماء الشخصيات الوطنية المكناسية المنحدرة من سوس العالمة لتسمية بعض الشوارع أو الأزقة في المدينة، يتم إرجاؤها إلى موعد لاحق دون تحديد موعد للتداول في شأنها،كما كان الأمر بالنسبة للمجلس السابق الذي تجاهل اقتراحا قدم له لتسمية المدخل الغربي لمدينة مكناس عبر سيدي سعيد باسم المقاوم الوطني مولاي مسعود أگوزال الذي قدم الكثير لمدينة مكناس؛ وأنعم عليه بثلاثة أوسمة ملكية نظير خدماته الوطنية العديدة، بينما تم قبول اقتراح تسمية مدخل مكناس عبر طريق سيدي قاسم باسم العلمي التازي، وتسمية شارع الزيتون باسم فريد الانصاري؛ وتسمية الشارع المار من حي اگدال نحو حي الزيتون باسم محمد العيساوي المسطاسي ،وهذه بادرة طيبة تحسب للمجلس السابق.أما المجلس الحالي فما زال يراوغ ويرجئ في كل مرة مناقشة المطالب المقدمة له لتسمية بعض الشوارع والأزقة بالمدينة بأسماء وطنيين ومقاومين من مكناس و المنحدرين من سوس، منهم مولاي مسعود أگوزال، وعلي بانيحيى، واحمد بن همو..فرغم اختلاف اللون السياسي بين المجلس الحالي والمجلس السابق فهما يتشاركان نفس الموقف المتجاهل لقيمة وأهمية هذه الأسماء الوطنية المكناسية المنحدرة من سوس.
والسؤال الذي يطرحه الكثيرون في مكناس هو: هل تسمية الشوارع بالمدينة يقاس بمقياس عرقي او حزبي أو فئوي؟
فالمغرب اليوم خطا -في العهد الجديد- خطوات إلى الأمام بالعودة إلى مرتكزاته الوطنية والثقافية والحضارية وإلى عمقه الإفريقي وإلى تجسيد تنوعه في إطار وحدته الترابية والثقافية التي عرف بها منذ غابر الازمان، لكن البعض ما يزال لم يستوعب بعد هذا التوجه الجديد رغم مرور أكثر من ثلاثة وعشرين سنة من تكريس هذا التوجه خطوة خطوة؛ لذلك آن الأوان للعقليات المتحجرة التي ما تزال تعيش مخلفات وأوهام الأيديولوجيات البائدة أن تدرك أن المغرب قد تغير، وأن لا مكان لمثل هذه العقليات في مغربنا الجديد لأنها تعيق التقدم الكبير الذي عرفه البلد في العهد الجديد.