محمد الطيار: دلالات اعتراف إسرائيل رسميا بسيادة المغرب على صحرائه

محمد الطيار: دلالات اعتراف إسرائيل رسميا بسيادة المغرب على صحرائه محمد الطيار وعلم المملكة المغربية وإسرائيل
إعلان  الحكومة الإسرائيلية الاعتراف بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية ،كان مرتقبا، حيث سبق وأن كشف عنه رئيس الكنيست، أمير أوحنا، خلال زيارته للمغرب في شهر يونيو الماضي ، فقد أشار إلى أن "مشاورات جدية" تجري بين المسؤولين الإسرائيليين سيعلن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن نتائجها قريبا.
 
لقد أفاذ بيان رسمي للديوان الملكي، يومه 17 يوليوز 2023، بتوصل الملك محمد السادس برسالة من الوزير الأول لدولة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، يعلن من خلالها إعتراف إسرائيل رسميا بسيادة المغرب على صحراءه، و قد أبرزت الرسالة أن اسرائيل  ستقوم بإخبار الأمم المتحدة بهذا القرار، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية، وفي رسالته أفاد الوزير الأول الإسرائيلي بأن إسرائيل تدرس، إيجابيا، فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، وذلك في إطار تكريس قرار إعترافها  بسيادة المغرب على صحراءه.
 
التطورات المتلاحقة في العلاقات بين المغرب واسرائيل، في جميع المجالات العسكرية والتجارية والصناعية والثقافية وغيرها، كان ينقصها فقط إسراع الحكومة الإسرائيلية بإعلان إعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، والإلتحاق بحليفتها الولايات المتحدة الامريكية التي سبقتها إلى ذلك، خاصة بعد الانتصارات الدبلوماسية المتلاحقة التي حققها المغرب، وتوسع الإعتراف الدولي بحقه المشروع في حماية وحدته الترابية. 
 
من المنتظر أن يحدث الاعتراف الإسرائلي، تأثيرا مهما في مساعي حل النزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية، وسيشكل دافعا لتقوم دول أخرى للخروج من المنطقة الرمادية كما هو حال فرنسا، كما سيدفع قوى أخرى وازنة كبريطانيا وغيرها، الى المضي قدما في تعزيز موقفها  المساند للمغرب .
 
تاثير الإعتراف الاسرائلي لا شك سيشمل العديد من الدول الافريقية وغيرها من حلفاء إسرائيل، وهو لا يقل أهمية عما أحدثه الإعتراف الأمريكي مند سنة 2020، من تطورات صبت كلها  في صالح قضية الصحراء المغربية، وما تلى ذلك من عزلة خانقة وارتباك وتخبط في السياسة الجزائرية، وتقريب موعد الإنهيار الوشيك لمليشيات البوليساريو، بطردها من منظمة الإتحاد الافريقي  وتصنيفها منظمة إرهابية  .
 
كما أن الإعتراف الإسرائلي بسيادة المغرب على صحرائه، سيشكل احراجا كبيرا للعديد من الدول الإسلامية و للجامعة العربية، مما سيدفعها للخروج بموقف أكثر قوة لايقل درجة عن موقف دول الخليج العربي،  كما سيشكل الإعتراف الاسرائيلي، احراجا لبعض الجهات العربية ومنها السلطات الفلسطنية، التي دأبت على تجنب إثارة حفيظة الجزائر، ونفس الأمر بالنسبة لموريتانيا وتونس وسوريا، التي انخرطت بشكل سافر إلى جانب الجزائر.    
 
المؤكد أن الإعتراف الرسمي الإسرائلي بمغربية الصحراء، لن يثني المغرب عن دعمه  الواسع لحقوق الشعب الفلسطني ولحل الدولتين، عن طريق إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو 1967 والقدس الشرقية كعاصمة لها، كما أن المغرب  سيبقى ضد كل محاولات  تقويض أفق هذا الحل، وضد الأعمال أحادية الجانب وضد سياسة الاستيطان، وضد كل الأعمال التي يمكن أن تمس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.