محمد الشيخ بيد الله: مجئ حزب البام قاد الأحزاب للانفتاح على محيطها ودمقرطة انتخاباتها (9)

محمد الشيخ بيد الله: مجئ حزب البام قاد الأحزاب للانفتاح على محيطها ودمقرطة انتخاباتها (9) محمد الشيخ بيد الله

حل السياسي محمد الشيخ بيد الله، وزير الصحة السابق والقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة ورئيس مجلس المستشارين سابقا وأحد مؤسسي جبهة البوليساريو، ضيفا على برنامج "بصمات" الذي تبثه قناة M24، وتطرق في حوار مفصل إلى محطات ساخنة من مساره المهني والسياسي، بدءا بمساهمته في تأسيس نواة للطلبة الصحراويين بالرباط، مرورا بالأخطاء السياسية الكبرى التي واكبت تأسيس جبهة البوليساريو، والدور الليبي والمعارضة المغربية في الجزائر في تعزيز الدعوة إلى الانفصال وحمل السلاح، وصولا إلى ما يعيشه ملف الصحراء من انعطافات ديبلوماسية مهمة..

"أنفاس بريس" تنشر أبرز مضامين هذا الحوار:

 

** تسمية الحزب بـ "الأصالة والمعاصرة" تشير إلى مفهوم شامل وغير واضح المعالم، ما رأيك؟

أصالتنا ومعاصرتنا هو برنامج كبير جدا. الأصالة المغربية في ثقافتنا، في ديننا، في مؤهلاتنا؛ والمعاصرة تشير الى الحداثة والتنوير.

** وكيف كنتم تتلقون ما كان يروج ويكتب عن "حزب صديق الملك"؟

كُتِب الكثير بهذا الخصوص، وقيل الكثير عن حزب "الأصالة والمعاصرة" ومؤسسه فؤاد عالي الهمة، والمجموعة التي التحقت به، أو أسست حركة لكل الديمقراطيين. وفي الواقع، فإن الأمر يتعلق بدينامية كانت في مرحلة تتسم بالبلقنة الحزبية، والجمود بين الأحزاب التقليدية وما كانت تسمى آنذاك بـ "أحزاب الإدارة". لقد كان لابد من ضخ دماء جديدة لتحريك المشهد السياسي والحد من بلقنته، وأعتقد أن انضمام خمسة أحزاب إلى حزب الأصالة والمعاصرة كان مهما جدا، ولكن الفكرة كانت أكبر من ذلك، فالرئيس التونسي السابق، مثلا، استلهم فكرة "حركة لكل الديمقراطيين"، لأنها استطاعت تحريك الساكن في المشهد السياسي المغربي وأتت بأفكار جديدة، بل حاولت تحرير طاقات الشباب نساء ورجالا، وحثهم على المشاركة في الانتخابات. وقد كانت النتيجة ايجابية، حيث أن نسبة المشاركة في انتخابات 2009 ارتفعت إلى 52 في المائة.

** بلاغ تأسيس الحزب حمل نفس الخطابات التي ترددها كل الأحزاب، فما هي القيمة المضافة التي قدمها حزب الأصالة والمعاصرة للمشهد السياسي؟

شعار الحزب في المؤتمر التأسيسي سنة 2008 كان هو "مغرب غدا بكل ثقة" وهذا برنامج كذلك. فأن تعاد الثقة إلى الفاعلين السياسيين في جميع مناطق المملكة المغربية، وأن تتحرك طموحاتهم لخوض هذه المعركة، فهذا أسلوب عمل الحزب، ذلك أن فتح الحزب لجميع المغاربة نساء ورجالا بروح ديمقراطية، والانفتاح على آفاق المستقبل والعصرنة، والانفتاح على مجتمع المعرفة، والآن الثورة الرقمية، والتشبث بجذورنا وأصولنا العربية والأمازيغية واليهودية والإفريقية والروافد المختلفة التي كونت الشعب المغربي، فإن ذلك آلية كبيرة لشحذ الهمم، وفتح فضاء جديد للنقاش المستمر حول آفاق المستقبل.

** كيف يمكن أن تصف لنا ما حققه الحزب إلى حدود اليوم؟

أظن أن أهم ما تحقق خلال 14 سنة من وجود حزب الأصالة والمعاصرة هو انفتاح الأحزاب على محيطها ودمقرطة انتخاباتها الداخلية، وكذلك ارتفاع نسبة مشاركة الشباب والنساء في الانتخابات. حيث سجل عزوف كبير قبل مجيء حزب الأصالة والمعاصرة. فقبل سنة 2008 كانت النسبة لا تتعدى 30 في المائة وارتفعت إلى 52 في المائة سنة 2009. كذلك، مكن حزب الأصالة والمعاصرة مجموعة من المناضلين اليساريين من العمل من داخل الشرعية، وعلى المركبة نفسها مع باقي القوى السياسية المغربية. كما قام حزب الأصالة والمعاصرة بعمليات تحسيسية مهمة لمحاربة استعمال الدين في السياسة، فالدين شأن شخصي وكلنا ننتمي لمجتمع مسلم، في وقت كانت تعم فيه الموجة الخضراء العالم العربي والإسلامي.

** هل كانت هناك آثار جانبية على إثر انسحاب فؤاد عالي الهمة من المشروع الذي يقوده الحزب؟

انسحاب الأستاذ فؤاد عالي الهمة شكل ضربة كبيرة لنا داخل المكتب السياسي للحزب. وبالرجوع إلى رسالته تفهم موقفه بالنظر لذكائه وأفكاره وعمله الدؤوب، ونظرا لتواضعه وحضوره المستمر في عمل المكتب السياسي، ونظرا لأفكاره النيرة وإنصاته المستمر لعمل المكتب السياسي الذي كان يشتغل كفريق، ولم يكن يشتغل كشخص.

** لو طلبت منك استشارة من أجل ديمومة هذا الحزب، ماذا يمكن أن تقول؟

كل ما يخدم بلادي أنا مستعد للعمل فيه. كل ما يخدم المملكة المغربية ومقدساتها أنا مستعد لذلك، والحزب ليس في حاجة إلى نصائحي، فهو يمتلك الطاقات والكفاءات القادرة على تدبير شؤونه.

ماذا عن منجزات الحزب في إطار الدبلوماسية فيما يتعلق بملف الصحراء

حزب الأصالة والمعاصرة، على غرار بقية الأحزاب، لم يذخر جهدا لخدمة القضية الأولى من مواقع مختلفة، سواء من داخل الحكومة أو مجلس النواب أو مجلس المستشارين، أو من خلال الطلبة والباحثين، وكان دائما في المقدمة لخدمة القضية الوطنية.

شغلت منصب رئيس مجلس المستشارين لمدة سبع سنوات، فكيف يمكن أن تصف لنا هذه التجربة ؟

تحملي لمسؤولية رئاسة مجلس المستشارين كان بفضل الحزب، وبفضل مؤهلات الحزب وبرنامجه. وكما هو معلوم، فعمل رئيس المجلس المستشارين هو عمل المكتب الذي تمثل داخله جميع الفرق البرلمانية. وأعتقد أننا شاركنا في عمل هذا المجلس تحت إشعاع المملكة المغربية بصفة عامة، وإشعاع جلالة الملك بصفة خاصة. شاركت باسم المملكة المغربية وثيقة مهمة وهي "شريك من أجل الديمقراطية " مع مجلس أوروبا. كما أحدثنا منتديين برلمانيين كبيرين: منتدى برلماني مع فرنسا، ومنتدى برلماني مع إسبانيا. وكان يحضرهما رئيسا المجلسين في فرنسا وإسبانيا. وكان هذا الفضاء، سواء انعقد بالمغرب أو فرنسا أو اسبانيا، يحضره وزراء الداخلية والخارجية والمالية، بل كان فضاء مفتوحا لمناقشة مواضيع ربما لا تناقش في اللقاءات الحكومية. أنا أفخر بهذه التجربة التي أعتقد أنها كانت تجربة رائدة، كما تم خلال نفس التجربة عقد لقاء مع برلمانات أمريكا اللاتينية، وكانت تجربة رائدة مكنت من تجديد علاقتنا بهذه القارة وتقويتها بعد الزيارة التاريخية لصاحب الجلالة سنة 2004، حيث كان أول رئيس دولة عربية يزور أمريكا اللاتينية، وقد استثمرنا هذه الزيارة الميمونة التي كان لها وقع جيد بحيث استمرت علاقتنا بهذه القارة إلى حدود اليوم .

 

(انتهى)