محمد الشيخ بيد الله: فؤاد عالي الهمة شخصية كبيرة عاشت في ظل الملوك (8)

محمد الشيخ بيد الله: فؤاد عالي الهمة شخصية كبيرة عاشت في ظل الملوك (8) الزميل عبد الرحيم أريري يتوسط كلا من الشيخ محمد بيد الله وفؤاد عالي الهمة في زيارة سابقة لأكادير ( أرشيف)

حل السياسي محمد الشيخ بيد الله، وزير الصحة السابق والقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة ورئيس مجلس المستشارين سابقا وأحد مؤسسي جبهة البوليساريو، ضيفا على برنامج "بصمات" الذي تبثه قناة M24، وتطرق في حوار مفصل إلى محطات ساخنة من مساره المهني والسياسي، بدءا بمساهمته في تأسيس نواة للطلبة الصحراويين بالرباط، مرورا بالأخطاء السياسية الكبرى التي واكبت تأسيس جبهة البوليساريو، والدور الليبي والمعارضة المغربية في الجزائر في تعزيز الدعوة إلى الانفصال وحمل السلاح، وصولا إلى ما يعيشه ملف الصحراء من انعطافات ديبلوماسية مهمة..

"أنفاس بريس" تنشر أبرز مضامين هذا الحوار:

 

 

** مع بداية سنة 2008، تم تأسيس "حركة لكل الديمقراطيين"، وكنت أحد مؤسسيها، هل يمكن أن تحدثنا عن هذه الحركة؟

هذه الحركة بنيت من طرف نواة مكونة من ثلاثة نواب بالرحامنة وبنجرير: الأستاذ فؤاد علي الهمة، فتيحة العيادي، أحمد اخشيشن. هؤلاء كانوا في البرلمان، وكونوا فريقا صغيرا يسمى الأصالة والمعاصرة. بعد ذلك نمت لديهم الفكرة فاتصلوا ببعض الأشخاص، وكونوا فريقا صغيرا أشرف على تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، وقد التحقت متأخرا بهذا الحزب بعد المناداة علي، وكان حظا وشرفا كبيرا أن أشتغل مع الأستاذ علي الهمة في هذه الفكرة التي يمكن القول إنها كانت فكرة ثورية، لأن الأحزاب السياسية الكلاسيكية كانت في سبات عميق. ذلك أن هذه الأحزاب، قبل تأسيس هذه الحركة، كانت تعاني من غياب الديمقراطية الداخلية، كما أن الملفات الكبيرة لم تكن متداولة داخل الأحزاب (الجهوية الموسعة، الثقافة المغربية، اللغة المغربية، تقرير الخمسينية..)، فتناولته حركة لكل الديمقراطيين التي لم تأت لإنشاء حزب، بل أتت من أجل إعادة الثقة للشباب والأطر في العمل السياسي، واختيار بعض البروفيلات لنساء ورجال وشباب، واقتراحهم على الأحزاب السياسية كي تزكي ترشيحهم في الانتخابات، وقد قمت شخصيا بإعداد عرض سياسي، وزرنا الأحزاب السياسية. هناك من عارض وجودنا، وهناك من دعانا إلى تأسيس ناد، وهناك من دعانا للانضمام إليه، وهذا ليس سرا، فمثلا عباس الفاسي الأمين العام السابق لحزب الاستقلال دعانا الى تأسيس ناد، والمحجوبي أحرضان رحمه الله دعانا للانضمام إليه، بينما الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عارض وجودنا لكونه استشعر أن الحركة يمكن أن تتحول إلى حزب سياسي، وسمانا بالوافد الجديد، وفعلا كان حزب الأصالة والمعاصرة وافدا جديدا بحمولة كبيرة جدا وبآرائه المستقبلية، وباستشرافه لآراء المستقبل، وبالرجة التي أحدثها في المشهد السياسي الوطني.

** حدث هذا خصوصا بعد أن قدم عالي الهمة استقالته من رئاسة الحزب لينخرط في هذا الحراك، فكيف يمكن أن تصف لنا شخصية فؤاد عالي الهمة؟

يلزمني الكثير من الوقت لأصف لك شخصية فؤاد عالي الهمة. أولا اسمه رائع جدا.. عالي الهمة. لقد سحرني كشخصية، مهذب، قليل الكلام، ثاقب الرأي، يتحرك باستمرار وبهدوء كبير، يتمتع بقوة إنصات لم أرها قط في رجال السياسة، وكان من المستحيل أن يقاطع فؤاد عالي الهمة أي شخص وهو بصدد الحديث، حيث كان يترك المتحدث يكمل حديثه إلى نهايته. كما أنه كان من المستحيل أن يقوم بتجريح أي شخص بكلمة نابية. يمتلك نظرة بعيدة لآفاق المستقبل، ومستوعب لمشاكل المغرب من طنجة الى الكويرة.. شخصية كبيرة، عاش في القصر في ظل الملوك، وامتص منهم عصارة الذكاء والحكمة..

** هل له ميولات ثقافية وفكرية ؟

أكيد.. فالذي يتمتع بالصفات التي ذكرت، لابد أن تكون له ميولات ثقافية وفكرية واطلاع واسع على ما يكتب وما يقال في محيطه وخارج محيطه.