حملت الصورة الجماعية التي يظهر فيها النواب البرلمانيون الممثلون للأقاليم الصحراوية من كلميم إلى الداخلة مع زميلهم محمد سالم الجماني، الذي أشهر في وجهه عبد اللطيف وهبي الورقة الحمراء من حزب الأصالة والمعاصرة، رسالة أساسية وهي تتعلق بتضامنهم المطلق مع أحد أعيان القبائل الصحراوية.. وما يعطي الصورة ذلك البعد المتعلق بالرد على قرار قيادة حزب "التراكتور" هو أن الصورة ظهرت فيها وجوه برلمانية من داخل حزب "البام"، وبلسان حساني قال أحد البرلمانيين من الأقاليم الجنوبية، بأنه في الصحراء حينما يتحدثون عن واقعة لم يكونوا يتصورونها يعقبون الحديث بمثل دال على شكل سؤال استنكاري "هي القيامة جات؟"، وهو سؤال يطرح في المواقف غير المتوقعة وغير المألوفة، كأن يعامل سيد قوم معاملة غير لائقة، أو ينفق بخيل بإسراف، أو إجراء مصالحة بعد خلاف عمر طويلا.. فيقول الناس "القيامة جات اليوم"، أي وقع ما هو غير منتظر.
وقال ذات المصدر، أن وجه الاستغراب هو كون النائب البرلماني، محمد سالم الجماني، معروف عنه عدم الدخول في أي صراع تنظيمي أو حزبي، ولبست له سوابق في حياته السياسية بمكرها وخداعها وكواليسها، وهو ابن الراحل الحاج خطري الجماني الرجل الذي جدد بيعة أهل الصحراء للعرش العلوي، فتفضل الملك الراحل الحسن الثاني، وفي التفاتة كريمة ذات مغزى عميق، أن أهداه سلهامه دلالة على الرضا على سكان الصحراء والتزام العرش العلوي الأبدي بمغربية الصحراء مع ضمان نموها وازدهارها..
هذا النسب العائلي الكبير، يقول المصدر ذاته، لمحمد سالم الجماني وماله من وجاهة ومكانة في المملكة المغربية، بل وخارجها في موريتانيا ومخيمات تيندوف.. كفله محمد سالم بذكائه الفطري، تواضعه وحسن خلقه مع الجميع. وفي العمل السياسي يظل الرجل وإن كان لا يميل إلى الأضواء هادئا بشوشا حتى في أصعب الأوقات، يحترم الخصوم قبل الحلفاء..
وآخذ عدد من البرلمانيين عبد اللطيف، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة في اتخاذه قرار الطرد في حق محمد سالم الجماني بدعوى تجميد أنشطة الحزب بالعيون، "وكأن الحزب تنظيميا شعلة مشتعلة بتوالي الانشطة والتظاهرات في كافة الجهات فرغم أن الحزب من الأغلبية الحكومية، فما يلاحظ أن أنشطة هياكله بمختلف الأقاليم والجهات الجنوبية لا تزال محتشمة إن لم تكن منعدمة".
أما ادعاء عدم الالتزام المالي للفريق فيبدو أن في الأمر سر ما، أو على الأرجح وجود خلاف حول أمور أكبر. أما الغياب المتكرر عن الجلسات فهي ظاهرة مشينة يعاني منها البرلمان، ولا زالت كل الفرق لم تتمكن من تجاوزها، رغم الجهود المبذولة لمحاربتها، وإن كانت السبب الرئيسي في طرد الرجل فالواجب أن هذا مصير ثلثي أعضاء هذا الفريق حتما.
وتساءل نفس المصدر إن كان الحزب قد استشار قبل الإقدام على القرار الدكتور الشيخ بيد الله، عبد الله الدبدا، عزوها شگاف او اختها عزيزة شگاف.. باعتبارهم قيادات حزبية وازنة بالصحراء، لتقدير حجم الأضرار التي يمكن أن تلحق بالحزب بهذه الربوع..