صافي الدين البدالي: قناة الثانية وتفاهة البرامج

صافي الدين البدالي: قناة الثانية وتفاهة البرامج صافي الدين البدالي
كلما فتحت التلفاز واخترت القناة الثانية، عساني أجدها قد غيرت من نهجها الإعلامي الذي ظل يزداد ضعفا.. إلا وأخذتني الحسرة من جديد، لأني أجد نفسي أمام قناة لا تغذي العقل ولا الروح ولا تغني الفكر، بل تجدها تقتل كل ما بقي في المجتمع المغربي من روح فنية و ثقافية هادفة، ومن أخلاق اجتماعية و من قيم إنسانية، بدءا بالسهرات التي هي عبارة عن لغط و" دردكة" وعن تدني مستوى الأداء و التنشيط فتكون بذلك مضيعة للوقت وهدر للمال العام، إلى المسلسلات والنشرات الإخبارية التي لا طعم لها ولا تؤدي وظيفتها الإعلامية كما هو متعارف عليه إعلاميا عالميا.
إن ما تقدمه هذه القناة، التي تتغذى ميزانيتها من مال الشعب، إلا السخافة في الالقاء والتلقي والتفاهة في المشاهدة حتى صارت تغذي البؤس الثقافي والفني. لقد أصبحت برامجها الإعلامية والفنية تفوح منها رائحة الرتابة والروتين.
فعلى مستوى تقديم النشرات الإخبارية فهي لم تعد تسمن ولا تغني المتتبع بإخبار العالم وما يعرفه من تطورات ومستجدات على مدار الساعة، بل تحولت نشرات الأخبار إلى حوارات جافة ومتكررة ولا تضيف للمشاهد أي شيء يذكر، بل يتبين بأن المذيعين والمذيعات وكأنهم في قفص حديدي لا يمتلكون القدرة على الحركة أو إعطاء القوة الإخبارية والتواصلية للنشرة .وهوما جعل الكثير يحولون الموجة في اتجاه قنوات أخرى، تتميز بالمهنية وبالسبق وتستقطب المشاهد وتشده اليها حتى يرتوي اخبارا و برامج ثقافية ذات مستوى رفيع من حيث المضمون والمستجدات العلمية.
أما مسلسلات الخردة التركية التي تقدمها هذه القناة فهي عبارة عن استعراض لمشاهد متكررة و لوجوه تتصنع التمثيل، مما يكشف عن ضعفها و ضعف السيناريو والرداءة في الإخراج وعن مستوى التصنع في محاولة لاستمالة المشاهدين.
إن ما تعرضه قناتنا الثانية من مسلسلات تركية هو ترويج لثقافة الميوعة وردم ما تبقى من قواعد أخلاق الأسر المغربية.
إنها تقوم بخدمة خطيرة الأهداف والمرامي من شأنها زرع الميوعة الإعلامية والثقافية، بدل أن تساهم في التوعية الحقيقية والتربية على الذوق الفني السليم بتقديم أشرطة ومسلسلات ذات قيمة أخلاقية وإنسانية واجتماعية وعلمية، لأن مجتمعنا أصبحت تتقاذفه تقاليد عمياء وسلوكات غريبة عن حضارتنا المغربية العريقة المتميزة وعن هويتنا الوطنية.