أكد عبد القادر أزداد، أستاذ جامعي متخصص في علم النفس ورئيس شعبة علم النفس في كلية الآداب عين الشق، في حوار صحافي ل "أنفاس بريس"، أنه رغم ضعف الإمكانيات، تعرف شعبة علم النفس بالمغرب إقبالا متزايدا، مشيرا إلى أنها تدرس بنفس مستوى الدول المتقدمة.
وأوضح المتحدث أن هذا الإقبال، هو إقبال وطني ودولي، يمكن تفسيره بأن الإنسان أصبح يبحث عن الحقيقة، بعد انهيار الثقة في بعض الإيديولوجيات التي كانت سائدة إلى عهد قريب واضمحلالها، وكذا بحثا عن أجوبة لأسئلة شبه وجدانية ودهنية تطرح.
وقد صحح أزداد الفهم الخاطئ لماهية علم النفس، معتبرا أنه علم إيجابي يساعد في تطوير الكفاءات ويقدم مسارات دقيقة وعلمية وأنه أقرب للعلوم الإنسانية من العلوم الدقيقة، وأن كل الأشياء الآن أصبحت بفعله قابلة للتعليم بما في ذلك الذكاء بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من انخفاض نسبة الذكاء.
وفي هذا السياق دحض مؤسس شعبة علم النفس بالعاصمة الاقتصادية، في ذات الحوار التمثلات السلبية المنتشرة في المجتمع المغربي والفهم المغلوط لهذا العلم، الذي غالبا ما يتم ربطه بالاضطرابات النفسية والأمراض العقلية والحمق.
ولفت أستاذ علم النفس إلى أن عددا من البلدان حول العالم باتت تخصص لهذا الأخير معاهد قائمة بذاتها، وتفصله شيئا فيشيئا عن المؤسسات الجامعية، على عكس المغرب حيث نجد أنه لازال يدرس إلى جانب مواد ذات طابع أدبي وفقهي كلاسيكي، لارتباط هذا التخصص بالعلوم الإنسانية.
وهنا طالب أزداد الجهات المعنية بتخصيص عناية خاصة بشعبة علم النفس من حيث الأدوات والمنهجية والأطر المتمكنة من هذا المجال وكذا عدد الطلبة الذين يلجونها خاصة أنها من التخصصات التي تدرس في مؤسسات ذات الولوج المفتوح، أي يمكن لأي طالب حاصل على الباكلوريا التسجيل بها، وذلك للارتقاء بهذه الشعبة وأن يقدم هذا العلم خدمة للفرد والمجتمع والمؤسسة.
عبد القادر أزداد