هل كان مجموعة من المتدخلين سينخرطون بوعي ومسؤولية وبروح وطنية عالية في مشروع بناء ممارسة جمعوية متميزة ، تؤسس لها جمعية أحضان لحماية الأطفال في وضعية صعبة بإقليم وزان على وضع حجرها الأساس ، لو لم يلمس هؤلاء من خلال المقاربة التشاركية التي اعتمدها مكتب الجمعية بأن الأمر يتعلق فعلا بمولود جديد ينتصر للمقاربة الحقوقية في رسالته ، ولا يعدم المقاربات الاخرى ( الإحسانية والاجتماعية ) كونها من صميم التقاليد التي تميزنا عن باقي الشعوب ؟ وهل كان غير هؤلاء من عموم المواطنات والمواطنين على امتداد التراب الوطني سيباركون هذا الميلاد لو لم يلمسوا الشفافية المطلقة التي عكسها التواصل الاعلامي ، في ادارة الجمعية ، وفي جعل حياتها الداخلية شأنا عاما ، وحقا من حقوق الانسان ( الحق في المعلومة ) ؟
اللقاءات التواصلية/التشاورية التي جمعت مكتب جمعية "أحضان" مع طيف من المتدخلين والشركاء مؤسساتيين ومدنيين ، عجلت بالشروع في تفعيل حزمة من الالتزامات ، علما بأن مركز حماية الأطفال في وضعية صعبة الذي دشنه عامل إقليم وزان يوم 17 نونبر لم يفتح أبوابه ولم تتسلمه الجمعية لحد اللحظة .
بعد الجولة الليلية التي قام بها مكتب الجمعية( قبل رمضان بأيام) لتحديد النقط السوداء بالمدينة التي يتجمع بها أطفال قست عليهم الظروف التي لا يد لهم فيها ، وبعد المصادقة على اتفاقية شراكة مع جمعية عريقة بتطوان ستفتج آفاقا رحبة في وجه " أحضان" ، دخل مكتب الجمعية على خط حالة انسانية أشعرته بها عضوة بالمجلس العلمي المحلي ( سبق لأحضان عقد لقاء مع رئيسه وفريقه) .
يوم السبت 15 أبريل تناهى إلى علم مكتب الجمعية بأن طفلة ( أقل من ستة سنوات) تعيش في وضعية أكثر من صعبة ، وكل تأخر في التدخل بعد وفاة والدتها ( والدها متوفى من مدة) على الجميع أن يتصور ما سيترتب عن ذلك من مآسي ستؤدي فاتورتها طفلة اليوم ، مرأة مغرب الغد الذي نريده أن يسع لكل أبنائه ، ويتمتعوا جميعا بسلة الحقوق الأساسية البارزة في دستور يعلم الجميع سياق اعتماده .
كان اتصال الجمعية بقائدة المقاطعة الثانية التي لم تتأخر ثانية في الانتقال لعين المكان حيث ستجد رئيسة الجمعية .... لا مستقبل للطفلة إن عاشت حيث تنعدم أبسط شروط العيش ... كيف لجدها أن يوفر لها الحد الأدنى من الكرامة وهو يعني من مرض مزمن وخطير .... ولأن عين السلطة لا تنام فقد تم ربط الاتصال بعمتها التي حضرت والتزمت باحتضانها ، والتزمت جمعية أحضان لحماية الأطفال بإقليم وزان بمواكبتها ، كل ذلك وفقا للقانون و بتعاون تام مع النيابة العامة والسلطة المحلية بوزان ، في انتظار تسلم الجمعية مفاتيح المركز المخصص لاستقبال الأطفال في وضعية صعبة .
وعلى مشارف عيد الفطر المبارك ، وبعد أن توصلت الجمعية بكمية من ألبسة الأطفال تبرعا من محسن - يتابع عن بعد حضور الجمعية في المشهد الجمعوي بوزان - لمس الاستقامة والمصداقية والنزاهة ونظافة اليد في عضوات وأعضاء مكتبها . وبعيدا عن التوظيف الحقير للعمل الاحساني الذي يقوم به تجار الدين ، ورموز التفاهة والفساد بالحقل الحزبي الذي لوثوه ، فكان ما تعيشه بلادنا اليوم من فقدان المواطنات والمواطنين للثقة في المؤسسات المنتخبة. ( على مشارف العيد ) تم توزيع كمية من الألبسة على أسر لها أطفال في وضعية صعبة ، بالمدينة ، لاشك بأن هذه المبادرة الانسانية الصرفة ستخفف نسبيا من عبء الكلفة الاجتماعية التي تعيشها الأسر المستهدفة ، خصوصا وأن الفترة التي يعيشها إقليم وزان على غرار باقي اقاليم المملكة هي فترة عصيبة اجتماعيا .
شكرا لكل من يحمل هم هذا الوطن .... بالتضامن الشفاف المقصد ، الذي يشكل جزءا من تاريخ مملكة ضاربة في أعماق التاريخ على صخرته تكسرت كل الدسائس ، وستتكسر أكثر كلما تم تمتيع المواطنات والمواطنين على قدم المساواة بحقوقهم/ن الأساسية التي تحفظ كرامتهم/ن...