(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) ... الآية 23 من سورة الإسراء... صدق الله العظيم...
والله إن ما قام به أبناء المنتخب المغربي، بصدق وعفوية مطلقة، لا يقدر بثمن ولا يمكن وصف دلالاته أو الإحاطة بأثره القيمي الكبير على شبابنا وعلى عائلاتنا و مجتمعنا، و أثره و نتائجه على الأسر المسلمة و غير المسلمة عبر العالم.
كيف لا وقد تم، بأياد مغربية أصيلة، وأمام ملايير المشاهدين عبر العالم بتنوع ثقافاتهم ومعتقداتهم، بعث صور إنسانية حضارية رائعة تعيد تذكير الغافلين عن مسؤولياتهم، والغارقين في سفسطائية الجدل حول العلاقات الأسرية، وحول جدوى القيم في زمن الذكاء الإصطناعي وما بعد الحداثة، والمسرفين في جلد الذات وازدرائها كلما تم الخوض في نقاش التمايز بين قيمنا وقيم مجتمعات أخرى، برسالة بليغة مفادها ما يلي :
- أن الاختلاف الثقافي رحمة للناس، وأن الحكمة هي في الجمع بين الإفتخار بالذات والهوية ثم السير بثقة وإقدام نحو "الآخر" و يدنا ممدودة بالخير والمودة والسلام.
- أن أساس كل بناء مجتمعي مستديم ومبارك هي الأسرة.
- أن من لا خير فيه لوالديه ولأسرته لا خير فيه للناس وللمجتمع.
- أن رضا الوالدين ومودتهم تحمل بركة يستحيل مقاربتها بعقلانية التفكير المادي الصرف، وأنها بركة تتزل معها بركات وبركات من الخالق الرحيم.
- أن من يحب الخير لوالديه، عليه مسؤولية أن يحب الخير لكل الوالدين، وبالتالي لكل الناس، وبذلك يصير الإنسان عنصر بناء مواطن وتنمية أخلاقية، وتكتمل دائرة الخير والتلاقح الحضاري والرقي الإنساني.
ألم أقل لكم أن المغرب كبير على العابثين، وأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، ويستوجب الصمود في وجه تعقيدات الواقع، والتشبث بالأمل في أن الخير آت حتى لو أقلقنا تأخر وصوله، وأن التطلع لغد أجمل، مدمج للجميع، واجب ومسؤولية؟؟
أفلا نجتهد، إذن، ليكون كل واحد منا، في نطاق المجال الذي يتحرك فيه، سواء في الحياة العامة أو الخاصة، جسرا متينا يمر منه الكلام الطيب والفعل الطيب؟
أفلا نتمسك بخطاب الثقة ونشر الشعور بالأمان؟
أليست ثقافة العطاء بدون حساب هي الأكثر مردودية للفرد وللمجتمع ؟
أليست ديناميكة التفاؤل والروح الإيجابية هي وقود بناء واقع أفضل، لنا جميعا في وطننا الغالي، ولبني البشر حيثما كانوا عبر العالم ؟
ديروا النية. زيدوا نخدموا بلادنا
المغرب فخر الانتماء. سالات الهضرة
الوطن أولا