mardi 3 juin 2025
كتاب الرأي

يوسف بوش: الفاجعة فاجعتين

يوسف بوش: الفاجعة فاجعتين يوسف بوش
في الوقت الذي لم نستوعب بعد هول الفاجعة التي ألمت بفلذات كبد وطننا، وفي الوقت الذي لا زلنا نسمع من أساتذتنا وأستاذاتنا عبارات من قبيل توفي لي ثلاث تلاميذ، ولازالت معلمات يبكين زميلاتهن ويتفقدن جدران فصولهن بقلوب دامية، وما زلنا لم نستوعب هول الفاجعة إذا بنا نشاهد أطفالنا بغزة يسلبون الحق في الحياة والحق في السلامة البدنية والنفسية، وحقهم في التمدرس وفي الأسرة بل وحتى الحق في الوطن.
كل هذا يقع على مرأى ومسمع المنتظم -غير المنظم-الذي لازال لم يتخل عن سياسة الكيل بمكيالين ويحكم بقانونين ويشرع لإنسانين بل لإنسان يعتبر نفسه بشرا، وإنسان آخر قبل أن يوصف بالوحش البشري دون أن يتابع الناعت بمعاداة الحامية ولا العاربة ولا المستعربة، للأسف ما أشبه الأمس باليوم، فقد تسلل العدو إلى فراش ليلى العامرية ...حتى كلاب الحي لم تنبح ولم تطلق على الجاني رصاصة بندقية.
الشعوب تصرخ أريد بندقية والأنظمة تهدد بفوهة البندقية، شعوب خدودها مع العدو منعت من الاقتراب فبالأحرى الدخول وأنظمة أوروبية وأمريكية تقاطرت إلى القدس لتظهر أن فلسطين بها مصالح فرنسا والانكليز والماركان.
جاءت لتهدهد ابنتها المدللة وصنيعتها المشوهة، جاءت لتسقط آخر ما تبقى من كرامة الكيان الوهمي، فأي دولة تقبل بمثل الحماية التي وفرت. ثم يأتي الإعلام الغربي ليظهر انحيازه وعدم استقلاليته ليذكرنا بالإعلام الحربي لدكتاتورات الحرب العالمية الثانية.
أما على المستوى الأممي فان الأمم المتحدة ومجلس أمنها لم يتحرك ليعلن الحرب الأممية ضد من يقصف غزة كما فعل مع صدام عندما غزى الكويت وسمعنا من منظري العلاقات الدولية آنذاك أنه لم يعد من المقبول في تاريخ العلاقات الدولية أن تقوم دولة بغزو دولة أخرى، ولنا أن نتساءل هل من المقبول تهجير شعب من أرضه، هل من المقبول قصف المدن والمدنيين، هل من المقبول استعمال قنابل كيميائية ذات العطر الفرنسي ربما من أجل دفع مواطني غزة للرحيل، هل من المقبول قتل الأطفال والمرضى والنساء؟
إذا كان الجواب لا فلماذا لم تتحرك الأمم المتحدة ومجلس أمنها.
وإذا كان الجواب نعم فما الجدوى من التنظيم الأممي.
 
يوسف بوش، المحام وعضو المكتب التنفيذي لحركة الطفولة الشعبية