dimanche 8 juin 2025
كتاب الرأي

عبدالحق بن رحمون: قبلة الملك على رأس طفل متضرر من الزلزال

عبدالحق بن رحمون: قبلة الملك على رأس طفل متضرر من الزلزال عبدالحق بن رحمون
الحوز الممتد على جبال تضامن الأطلس الكبير.. ترجمانه بيوت من طين وطبقات صخرية عنوانها الصبر والتضامن والأمل ونمط عيش أبهر العالم...
 
قبلة من الملك على رأس طفل متضرر من الزلزال تعطينا الأمل وتعطينا عنوانا عريضا وأن المغاربة لهم خصوصيات في التضامن والتعاطف، فنحن شعب نقبل يد الأب والأم والجد وأن الملك محمد السادس يحتل مكانة كبيرة في قلوب المغاربة .
وبذلك تستمر الحياة بالحوز الممتد بمعظمه على جبال الأطلس الكبير.. شيئا فشيئا ..وسوف تعود الحياة إلى طبيعتها .. وعلينا أن لانيأس..فهناك أمل قادم في الطريق .
الكثير من ساكنة الجهات الأربع بالكرة الأرضية كانوا لايعرفون قرى ومناطق الحوز .. ولا يعلمون عنها شيئا في خريطة غوغل ماب .
ومنهم من كان يعتبر الحوز وتارودانت وورزازات مجرد كارت بوسطال في مشهد عابر، وطبيعة بشرية صامتة ... أو مجرد محطة استراحة لأكل الشواء، وشرب الشاي وقضاء وقت ممتع في ضفاف الوديان والشلالات  أو تحت ظلال الزيزفون في العطل المدرسية أو في لحظات قدوم الجالية المغربية من الخارج.
فكثير من المحن مرت منها ساكنة الحوز، ولم نعلمها حيث لم يكن لوسائل التواصل الاجتماعي الفوري أي قدم في وجود البشرية ..وهي المنطقة المهددة دوما بالفيضانات والتساقطات  المهمة من الثلوج وانهيار الحجارة و إغلاق الطرق.. لكن صوت أغلبيتها لم يكن يصلنا .. فهم ظلوا يشكلون الأغلبية الصامتة.
ومع زلزال الحوز الأليم ليل الجمعة 8 شتنبر 2023 سيظهر الحوز وتارودانت وأزيلال وورزازات ومولاي ابراهيم بصورة مكبرة في جميع شاشات القنوات العالمية .. وينام المغاربة ليلة في العراء.. أكان لابد أن يضرب الزلزال بقوة 7 درجات وتزلزل الأرض تحت أقدامنا بمدن عديدة بالمغرب ونعود إلى ذواتنا بكثير من الحب نطلب اللطف والأمان والنجاة  من الله .. واعتبرنا أنفسنا لاشيء في هذه الحياة .
 فساكنة الحوز والنواحي والقرى والمداشر رغم الزلزال الأليم لم نسمع البكائيات والشكاوى المبالغ فيها ، ولم نسمع الأنين، بل هم ساكنة كان التفاؤل والنية والثقة ..شعارهم الله الوطن الملك لقد أبهروا العالم بألن لهم العديد من التلاحم العدة والزاد الذي من الصبر الأشبه بالصخر وقساوة الطبيعة  التي يضعون عليها أقدامهم وهم حفاة ... وهم الأقوياء بروح محبتهم لأرضهم التي يزرعونها ويجنون غلتها بدمهم وفؤادهم.
 خبرت نمط عيش ساكنة الحوز لما يزيد عن ثلاثين سنة.
مناطق ظلت خارج الوقت وفق نمط تقليدي مُعاش ورثوه عن أب وجد...وأقسموا أن لايغيروه.
ومنذ سنين عديدة كنت أزور الحوز للاكتشاف السياحي والمعرفي والصحفي، وتعرفت على عادتاهم ...وتبادلنا الطعام الذي تشاركنا فيه المحبة والعشرة . ولطالما استمتعت بالموسيقى الشعبية التي تتغنى بعاداتهم وموروثهم الفني كنمط عيش فريد ، ولطالما استمتعت للقراءات الجماعية في ترتيل القرآن .
ولم أترك  قرية أودوار بالمنطقة إلا وقضيت فيه ليالي طويلة،  وشربت من ينابيعهم وشايهم واستضافوني  بكرمهم ..وهم الرعاة للمحبة والكرم في كل فصول السنة.
وسكان الحوز من أطيب وأكرم الناس في الكرة الأرضية.
 لهم قناعة لا توصف.. ولهم نمط عيش رائع يحمدون بع الله ويشكرونه..على نعمه ..ولهم بذلك ما يحصدونه من أرضهم اكتفاء ذاتي ..فهم شرفاء ومنهم تخرج العلماء وحفظة القرآن.