قالت: أَتَذْكُرُ استدعاء فلان لك لحضور عرس ابنته؟!
قال: لا حول ولا قوّة إلّا بالله، لقد كان ذلك منذ أربعةِ أو خمسةِ أشهر، وقد نُسّيت الأمر تماما، وعسى أن يجد لي العذر أو يتواجده.
قالت: لقد طلّقت!..
عقّب: حسبنا الله ونعم الوكيل، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.. طلّقت!.. بهذه السّرعة!.. ولِمَ تزوّجت إذن؟!.
آلمه الخبر كثيرا وأبأسه.
لا يدري لِمَ دار في ذهنه لحظتها ذلك الذي دار، فإنّه يعيش في ديار الغربة بين القوم الذين لجأ إليهم فارّا من بطش قومه، وقد سمع بغرابةٍ النّاسَ من حوله يتحدّثون عن مشاريع زواج من أجل لمّ الشّمل والتّعاون على العناية بأولادٍ سبقوا إلى الوجود قبل أن يجمع بين أبويهم الزّواجُ. لقد تفاجأ بذلك مذ كان في مدرسة تعليم اللغة، فإنّ أستاذته الطّيّبة تلك تحدّثت في إطار حصّة التّعارف بينها وبين طلّابها عن أولادها؛ ثمّ جاءت ذات يوم مستبشرة تُعلم بموعد زواجها.
حسب يومها أنّ أبا أولادها قد مات أو انفصل عنها فأرادت بالزّواج من جديد الاستعانة بالقادم على تربية أولادها، غير أنّه تبيّن أنّ الزّواج كان في الحقيقة من الذي كان منه أولادُها.
صُدم وقتها حتّى كرهها ثمّ سرعان ما تراجع لمّا علم أنّ الأمرَ شائعٌ في طول البلاد وعرضها وليس حكرا على أستاذة تميّزت في تعليمه لغة بلادها.
سلوك سيّئ فاحش حرام، لا يجيزه دينُه ذو الضّوابط والتّعاليم والأخلاق، حيث الحلال
بيّن والحرام بيّن والنّهي واضح عن المشتبهات بينهما، وقد ذكره وهو على باب خبر طلاق البنت التي لم يحضر حفل زفافها، فاستفزّه حتّى كاد يقول لها ولكلّ الشّباب المسلم لائما معزّرا: أيحرص هؤلاء على جمع شمل فسد منبته ولا تحرصون أنتم على لمّ شمل حسن منبته وزكا؟!.
لقد أنعم الله تعالى علينا بالإسلام وعرّفنا تعاليمه ومبادءه وربّانا على الالتزام بضوابطه، فلا نسلَ دون زواج شرعيّ، ولا زواجَ ممّن جاء خاطبا راغبا إلّا إذا رضي الأولياء والمخطوبةُ دينه وخلقه. لقد كان الزّواجُ آية من آيات الله تعالى يوفّر السّكن والمودّة والرّحمة كما بيّنها الله ﷻ: {وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجاٗ لِّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحْمَةًۖ إِنَّ فِے ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوْمٖ يَتَفَكَّرُونَۖ} (الرّوم: 20)، وهو إلى ذلك تكاثر وامتداد وانتشار لبني آدم في الأرض يعمرونها: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجاٗ وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَٰجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةٗ} (النّحل: 72)، وهو مع ذلك بناءُ مجتمع وخلافةٌ في الأرض وإشاعةُ خير فيها وتقويةُ أواصر وتعارفٌ وتنافسٌ في التّقوى بهدف التّكريم من قِبَله ﷻ، وهو بعد ذلك تأسيسُ خليّة عزيزة تُستعرض فيها كلّ الصّفات الحميدة والأخلاق الكريمة ويُتنافس فيها في التّضحية والحبّ الرّفيع والإيثار. فأنّى للطّلاق أن يتهدّدها أو يقرب ساحتها ناهيك عن النّزول بين أفرادها يقوّض أركانها.
فلمّا علم بما حصل اكتأب واستغرب وانزوى يفكّر في الأسباب، فلعلّ منها الأنانيّة تفقد الزّوج والزّوجة العناية بالأرفع، ولعلّ منها الاستعجال وعدم النّجاح في التّعرّف الذي يؤسّس للدّوام والتّأبيد وعدم التّثبّت المستفيض في الدّين والخلق، ولعلّ منها عدم فقه الزّواج نفسه وعدم التّركيز على الهدف منه وهو المتمثّل بالإضافة إلى الإحصان في المساهمة في بناء المجتمع وحمايته ممّا بات يتهدّده وينخر أسسه، كأولئك الأطفال الضّحايا الذين يجيؤون مكرهين من غير طريق الزّواج، أو لعلّ منها استسهال الفتوى نتيجة الخواء المعرفي وقلّة التّكوين وضعف الإيمان، والرّكون إليها وإلى "شيوخها" المتساهلين في التّحليل المشجّعين على الضّعف وعدم الأخذ بالأقوم، يرون حِلّ الطّلاق ولا يتوقّفون عند إبغاضه من طرف الذي شرعه وحلّله جلّ وعلا، فقد جاء في الحديث الذي صحّحه السّيوطي وضعّفه الألبانيّ [أبغض الحلال إلى الله الطّلاق]، وجاء قبل ذلك في التّنزيل الحكيم: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِۖ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْـٔاٗ وَيَجْعَلَ اَ۬للَّهُ فِيهِ خَيْراٗ كَثِيراٗۖ} (النّساء: 19). فالزّوج والزّوجة مطالبان بالصّبر أحدهما على الآخر، في انتظار الخير الكثير الذي بشّر به الله تعالى، فلعلّه يكون في الولد الصّالح أو في غيره ممّا قدّر ﷻ وكتب.
كان على أبنائنا وبناتنا أن يتثبّتوا ويدقّقوا ويتمهّلوا قبل أن ينخرطوا في زواج يسارع بهم إلى الاختلاف والخلاف وينحرف بهم إلى الطّلاق البغيض.. كان على بناتنا بالخصوص أن يَعِينَ جيّدا ميل النّاس عموما إلى البكر [هلا تزوّجت بكرا تلاعبها وتلاعبك] فينتبهن إلى كساد سوق المطلّقة وانتصاب نقاط الاستفهام فوقها وحولها، لِمَ طُلِّقت؟ وهو تساؤل يطال الرّجل كذلك لِمَ يُطلّق وهل تمكن معاشرته والصّبر عليه؟!. كان عليهما وخاصّة على البنت التّفكير في الوالدين ومعرفة قيمة لحظة التّزويج عندهما، فقد سمّاها بعض النّاس فرحة العمر، وهي بالنّسبة لهما لحظة الاطمئنان عليها وانتظار عطاء الله تعالى منها وتحديث النّفس بالحفيد وبسعادة الولد وولد الولد.. ما كان عليها ولا عليه الاقتناع بصبر والديهما وقبولهما لما حصل، فذلك ظاهر يُخفي همّا وغمّا كبيرين بليغين لو اطّلع عليه المطلّقان لتوقّفا على معنى إبغاض الحلال من طرف ربّهم جلّ وعلا.. كان على الزّوجين أن يدركا أنّ استقرارهما وصبر كلّ منهما على الآخر إنّما هو ضرب رفيع من برّ الوالدين واعتراف لهما
بالجميل وتقدير للجهد الذي بذلاه حتّى أوصلاهما إلى تلك المحطّة المهمّة حيث سلّموهما
المشعل للمواصلة في طريق الإثراء بالنّاشئة الصّالحة..
يقول بعض النّاس أنّ آباءنا كانوا قساة يعاملون أمّهاتنا بغلظة، ولكنّهم لا يتوقّفون عند صبر أمّهاتنا وحكمتهنّ وخوفهنّ ممّا يُبغض الله تعالى، فقد كان الطّلاق نادرا جدّا في مجتمعاتنا، وكانت المرأة أحرص الطّرفين على عدم إمضاء ذلك الطّلاق بما تبذل وبما تخفض من الجناح وبما تصبر، وما كان آباؤنا بتلك "البشاعة" التي يسوّقها محاربو المجتمع الذّكوري كما يسمّونه خدمة لأجنداتٍ هدّامة للمجتمع، بل كانوا أقرب إلى ما أمر الله تعالى به وكانت عُشوشُهم وإن خيّمت عليها الحاجة والأمّية تنضح برّا وسكينة ومعروفا وعلما.
ولو كنت ناصحا لنصحت أبناءنا وبناتنا المتعلّمين المجالسين لأهل الفتاوى بالأخذ من أمّية أمّهاتنا وآبائنا فقد كانوا للشّرع أقرب وكانوا على البناء أقدر وكانوا في التّعامل أكرم وكانوا للسرّ أستر وكانوا أهل غيرة ومعروف ومسؤوليّة وكانت أبصارهم لا تتجاوزهم إلى غيرهم... ثمّ أنّي أسأل الله لبناتنا المطلّقات ولأبنائنا المطلّقين أن يبدلهم خيرا ممّا أخذ بالطّلاق منهم وأن يجعلهم أكثر حرصا على المداومة والمرابطة وأكثر صرامة مع النّفس الأمّارة، والله من وراء القصد.
قال: لا حول ولا قوّة إلّا بالله، لقد كان ذلك منذ أربعةِ أو خمسةِ أشهر، وقد نُسّيت الأمر تماما، وعسى أن يجد لي العذر أو يتواجده.
قالت: لقد طلّقت!..
عقّب: حسبنا الله ونعم الوكيل، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.. طلّقت!.. بهذه السّرعة!.. ولِمَ تزوّجت إذن؟!.
آلمه الخبر كثيرا وأبأسه.
لا يدري لِمَ دار في ذهنه لحظتها ذلك الذي دار، فإنّه يعيش في ديار الغربة بين القوم الذين لجأ إليهم فارّا من بطش قومه، وقد سمع بغرابةٍ النّاسَ من حوله يتحدّثون عن مشاريع زواج من أجل لمّ الشّمل والتّعاون على العناية بأولادٍ سبقوا إلى الوجود قبل أن يجمع بين أبويهم الزّواجُ. لقد تفاجأ بذلك مذ كان في مدرسة تعليم اللغة، فإنّ أستاذته الطّيّبة تلك تحدّثت في إطار حصّة التّعارف بينها وبين طلّابها عن أولادها؛ ثمّ جاءت ذات يوم مستبشرة تُعلم بموعد زواجها.
حسب يومها أنّ أبا أولادها قد مات أو انفصل عنها فأرادت بالزّواج من جديد الاستعانة بالقادم على تربية أولادها، غير أنّه تبيّن أنّ الزّواج كان في الحقيقة من الذي كان منه أولادُها.
صُدم وقتها حتّى كرهها ثمّ سرعان ما تراجع لمّا علم أنّ الأمرَ شائعٌ في طول البلاد وعرضها وليس حكرا على أستاذة تميّزت في تعليمه لغة بلادها.
سلوك سيّئ فاحش حرام، لا يجيزه دينُه ذو الضّوابط والتّعاليم والأخلاق، حيث الحلال
بيّن والحرام بيّن والنّهي واضح عن المشتبهات بينهما، وقد ذكره وهو على باب خبر طلاق البنت التي لم يحضر حفل زفافها، فاستفزّه حتّى كاد يقول لها ولكلّ الشّباب المسلم لائما معزّرا: أيحرص هؤلاء على جمع شمل فسد منبته ولا تحرصون أنتم على لمّ شمل حسن منبته وزكا؟!.
لقد أنعم الله تعالى علينا بالإسلام وعرّفنا تعاليمه ومبادءه وربّانا على الالتزام بضوابطه، فلا نسلَ دون زواج شرعيّ، ولا زواجَ ممّن جاء خاطبا راغبا إلّا إذا رضي الأولياء والمخطوبةُ دينه وخلقه. لقد كان الزّواجُ آية من آيات الله تعالى يوفّر السّكن والمودّة والرّحمة كما بيّنها الله ﷻ: {وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجاٗ لِّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحْمَةًۖ إِنَّ فِے ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوْمٖ يَتَفَكَّرُونَۖ} (الرّوم: 20)، وهو إلى ذلك تكاثر وامتداد وانتشار لبني آدم في الأرض يعمرونها: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجاٗ وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَٰجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةٗ} (النّحل: 72)، وهو مع ذلك بناءُ مجتمع وخلافةٌ في الأرض وإشاعةُ خير فيها وتقويةُ أواصر وتعارفٌ وتنافسٌ في التّقوى بهدف التّكريم من قِبَله ﷻ، وهو بعد ذلك تأسيسُ خليّة عزيزة تُستعرض فيها كلّ الصّفات الحميدة والأخلاق الكريمة ويُتنافس فيها في التّضحية والحبّ الرّفيع والإيثار. فأنّى للطّلاق أن يتهدّدها أو يقرب ساحتها ناهيك عن النّزول بين أفرادها يقوّض أركانها.
فلمّا علم بما حصل اكتأب واستغرب وانزوى يفكّر في الأسباب، فلعلّ منها الأنانيّة تفقد الزّوج والزّوجة العناية بالأرفع، ولعلّ منها الاستعجال وعدم النّجاح في التّعرّف الذي يؤسّس للدّوام والتّأبيد وعدم التّثبّت المستفيض في الدّين والخلق، ولعلّ منها عدم فقه الزّواج نفسه وعدم التّركيز على الهدف منه وهو المتمثّل بالإضافة إلى الإحصان في المساهمة في بناء المجتمع وحمايته ممّا بات يتهدّده وينخر أسسه، كأولئك الأطفال الضّحايا الذين يجيؤون مكرهين من غير طريق الزّواج، أو لعلّ منها استسهال الفتوى نتيجة الخواء المعرفي وقلّة التّكوين وضعف الإيمان، والرّكون إليها وإلى "شيوخها" المتساهلين في التّحليل المشجّعين على الضّعف وعدم الأخذ بالأقوم، يرون حِلّ الطّلاق ولا يتوقّفون عند إبغاضه من طرف الذي شرعه وحلّله جلّ وعلا، فقد جاء في الحديث الذي صحّحه السّيوطي وضعّفه الألبانيّ [أبغض الحلال إلى الله الطّلاق]، وجاء قبل ذلك في التّنزيل الحكيم: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِۖ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْـٔاٗ وَيَجْعَلَ اَ۬للَّهُ فِيهِ خَيْراٗ كَثِيراٗۖ} (النّساء: 19). فالزّوج والزّوجة مطالبان بالصّبر أحدهما على الآخر، في انتظار الخير الكثير الذي بشّر به الله تعالى، فلعلّه يكون في الولد الصّالح أو في غيره ممّا قدّر ﷻ وكتب.
كان على أبنائنا وبناتنا أن يتثبّتوا ويدقّقوا ويتمهّلوا قبل أن ينخرطوا في زواج يسارع بهم إلى الاختلاف والخلاف وينحرف بهم إلى الطّلاق البغيض.. كان على بناتنا بالخصوص أن يَعِينَ جيّدا ميل النّاس عموما إلى البكر [هلا تزوّجت بكرا تلاعبها وتلاعبك] فينتبهن إلى كساد سوق المطلّقة وانتصاب نقاط الاستفهام فوقها وحولها، لِمَ طُلِّقت؟ وهو تساؤل يطال الرّجل كذلك لِمَ يُطلّق وهل تمكن معاشرته والصّبر عليه؟!. كان عليهما وخاصّة على البنت التّفكير في الوالدين ومعرفة قيمة لحظة التّزويج عندهما، فقد سمّاها بعض النّاس فرحة العمر، وهي بالنّسبة لهما لحظة الاطمئنان عليها وانتظار عطاء الله تعالى منها وتحديث النّفس بالحفيد وبسعادة الولد وولد الولد.. ما كان عليها ولا عليه الاقتناع بصبر والديهما وقبولهما لما حصل، فذلك ظاهر يُخفي همّا وغمّا كبيرين بليغين لو اطّلع عليه المطلّقان لتوقّفا على معنى إبغاض الحلال من طرف ربّهم جلّ وعلا.. كان على الزّوجين أن يدركا أنّ استقرارهما وصبر كلّ منهما على الآخر إنّما هو ضرب رفيع من برّ الوالدين واعتراف لهما
بالجميل وتقدير للجهد الذي بذلاه حتّى أوصلاهما إلى تلك المحطّة المهمّة حيث سلّموهما
المشعل للمواصلة في طريق الإثراء بالنّاشئة الصّالحة..
يقول بعض النّاس أنّ آباءنا كانوا قساة يعاملون أمّهاتنا بغلظة، ولكنّهم لا يتوقّفون عند صبر أمّهاتنا وحكمتهنّ وخوفهنّ ممّا يُبغض الله تعالى، فقد كان الطّلاق نادرا جدّا في مجتمعاتنا، وكانت المرأة أحرص الطّرفين على عدم إمضاء ذلك الطّلاق بما تبذل وبما تخفض من الجناح وبما تصبر، وما كان آباؤنا بتلك "البشاعة" التي يسوّقها محاربو المجتمع الذّكوري كما يسمّونه خدمة لأجنداتٍ هدّامة للمجتمع، بل كانوا أقرب إلى ما أمر الله تعالى به وكانت عُشوشُهم وإن خيّمت عليها الحاجة والأمّية تنضح برّا وسكينة ومعروفا وعلما.
ولو كنت ناصحا لنصحت أبناءنا وبناتنا المتعلّمين المجالسين لأهل الفتاوى بالأخذ من أمّية أمّهاتنا وآبائنا فقد كانوا للشّرع أقرب وكانوا على البناء أقدر وكانوا في التّعامل أكرم وكانوا للسرّ أستر وكانوا أهل غيرة ومعروف ومسؤوليّة وكانت أبصارهم لا تتجاوزهم إلى غيرهم... ثمّ أنّي أسأل الله لبناتنا المطلّقات ولأبنائنا المطلّقين أن يبدلهم خيرا ممّا أخذ بالطّلاق منهم وأن يجعلهم أكثر حرصا على المداومة والمرابطة وأكثر صرامة مع النّفس الأمّارة، والله من وراء القصد.