يفكك الخبير والجامعي عبد الحق الصنايبي تمظهرات تورط الجزائر في دعم الإرهاب وتفريخه، مما يتسبب في عدم استقرار المنطقة، وزرع القلاقل والمخاطر في منطقة شمال افريقيا والساحل.
وفي ما يلي نص الحوار مع الخبير والجامعي عبد الحق الصنايبي.
وفي ما يلي نص الحوار مع الخبير والجامعي عبد الحق الصنايبي.
تبقى أسطورة المليون ونصف شهيد في الجزائر كما قالها جمال عبد الناصر من خلال زيارته للجزائر سنة 1962، وهم أضافوا ذلك النصف مليون.
لكن من خلال مجموعة من المعطيات يتبين أن الجزائر لم تكن عاشت الثورة بالمفهوم الأنثروبولوجي للمصطلح، لأن ما حصل كان مجرد مناوشات، حيث عاشت الجزائر أحداثا بسيطة. وبالتالي فالاسم الصحيح هو أحداث الجزائر. وهذا يعود بنا إلى المذكرات أو الشهادات الموثقة على منصة اليوتوب لرابح الجراري أو الكومندو عز الدين الذي يقول أن النار تشتعل في الجزائر، بل بالعكس كانت هناك مناوشات هنا ومناوشات هناك.
فقد روى برلماني فرنسي عن إقليم وهران حينما كانت الجزائر مازلت مقاطعة فرنسية، أنه لم يكن يتجاوز عدد المجاهدين 1800 مجاهدا، مما يؤكد أن هناك مجاهد لكل 10000 جزائري.
ثانيا، ما يسمى بجيش الحدود، يعني أن هؤلاء كانوا خارج السياق، ولم يسبق لهم أن وجهوا رصاصة واحدة ضد الاستعمار، وبالتالي كانوا ينتظرون الفرصة، خاصة أنه في عام 1958 ومنذ مجيء ديكول والجمهورية الخامسة، قرر دوكول أن يمنح الاستقلال أو الانفصال للجزائر.
وهذا باعتراف الجميع، وبالتالي منذ مؤتمر الصومال لسنة 1956 كان هناك صراع لمن يصل حيا للجزائر، حيث كان الصراع على السلطة، لأن مؤتمر الصومال هو الذي حدّد أولوياته في الداخل على الخارج، كما حدّد الأولوية السياسية على العسكرية. وهنا بدات الصراعات الداخلية التي أدت إلى اغتيال رمضان والتبليغ على عميروش واغتياله من طرف الفرنسيين، وبالتالي هذا يؤكد أنه لم تكن هناك تلك الثورة التي لم يشترك فيها بطبيعة الحال جيش التحرير الشعبي. وجيش التحرير الوطني.
بومدين والعمالة لفرنسا
أما ما يخصّ موضوع الشهداء، فبالنسبة لقضية الهواري بومدين، الذي قال عنه الفرنسيون بأنه أفضل من يمثل مصالحها الفرنسية في الجزائر، وأنه قدم مجموعة من التنازلات من أجل البقاء في السلطة، وما يدل على ذلك توقيعه على تمديد التجارب النووية سنة 1967، ومرة أخرى مدد التجارب النووية عام 1972، وهو ما يعني أنه كان شخصا مسالما. وفي هذا الصدد يحكي جنرال فرنسي مستملحة حين زيارته للجزائر حيث قال: إني كنت أتحدث مع الهواري بومدين وفي لحظه استحي، أي أنني خفت أن أنسى نفسي وأعطيه التعليمات. فهذا يدل على عمالة بومدين للفرنسيين.
الإرهاب والجزائر...مسار ملتبس
بالنسبة للإرهاب، فالمعروف أن أولى خلايا الارهاب كانت في الساحل والصحراء، زرعتها الجزائر عن طريق جمال الزيتوني، الأمير السادس للجماعة الاسلامية المسلحة، والتي كانت أحد عناصر DRS قد صنعت هذه الخلايا، حيث أرسل المختار بلمختار الملقب بالأعور mousieurmarboro الذي أرسل إلى منطقة الساحل والصحراء من أجل تتبع المعارضين الجزائريين، وثانيا من أجل إنشاء الخلايا الإرهابية في تلك المنطقة. وهنا يمكن الرجوع لمذكرات النقيب أحمد شوجان الذي كان في القوات الخاصة الجزائرية والذي كان قد إلتقى مع أحد مبعوثي المختار بلمختار، وقال بأنهم منتشرين في النجير وفي مالي وتشاد وموريتانيا و حتى في بوركينافاسو ووصلوا إلى واكادوكو، حتى أن علاقتهم مع الإرهاب وتورطهم في إختطاف الطائرة الفرنسية البوينغ الفرنسية 1995،إلى جانب تورطهم أيضا في إنفجار اتسانتميشيل 1995، وأيضا إغتيال الناشط بالجبهة الإسلامية للإنقاذ في المقاطعة الثامنة عشر في باريس عبد الباقي الصحراوي، كل هذا يعني على أنهم كانوا دائما داعميين للإنفصال، ولجميع الحركات الإنفصالية حتى .black tigers
وفي أمريكا كانوا قد اختطفوا طائرتين وتوجهوا بهما إلى الجزائر، حيث كانت الجزائر دائما ضالعة في الإنفصال وفي الإرهاب، مما يجعلها تسبب عدم الإستقرار في هذه المنطقة.
نحن كنا دائما ننادي بضرورة تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في حق الجزائر، لكونها تشكل تهديدا للأمن والإستقرار في المنطقة بطبيعة الحال.
في ظل أزمة الغاز والنفط، الجزائر لها بعض اللّوبين في بعض الدول.. بعضهم تشتريهم بالأموال، والبعض الآخر له اسثتمارات مهمة في النفط والغاز الجزائري، وهو ما يجعلهم يتعاملون بوجه آخر مع الجزائر .
فرنسا والجزائر والارهاب.. أي علاقة؟
أما العلاقة مع فرنسا، فكنا نعتبرها دائما منذ سنة 1962، حيث كان هناك حكم ذاتي للجزائر تحت السيادة الفرنسية. وهو ما أكده السفير الفرنسي السابق في الجزائر كزافيي دريانكور حينما قال أن فرنسا لازلت تعتبر أن الجزائر جزءا من السياسة الداخلية الفرنسية.
وعلاوة على ذلك، فالسياسة الخارجية ازاء هذا الوضع الخاص لإرتباط الجزائر بفرنسا، يعني مسألة ثابتة، فبقية الأحداث التي تحدت لفرنسا هي رسالة من الجناح داخل الجزائر مفاده أنه يعني مباركتهم لما يحصل من أجل حكم الجزائر، وإلا فالارهاب والفوضى حتى في داخل فرنسا، خاصة وأن هناك دعما مهما من الجزائرين لفرنسا، ليتم توجيههم لنفيذ الأجندة للجيش الإنكشاري الجزائري.
وعلاوة على ذلك، فالسياسة الخارجية ازاء هذا الوضع الخاص لإرتباط الجزائر بفرنسا، يعني مسألة ثابتة، فبقية الأحداث التي تحدت لفرنسا هي رسالة من الجناح داخل الجزائر مفاده أنه يعني مباركتهم لما يحصل من أجل حكم الجزائر، وإلا فالارهاب والفوضى حتى في داخل فرنسا، خاصة وأن هناك دعما مهما من الجزائرين لفرنسا، ليتم توجيههم لنفيذ الأجندة للجيش الإنكشاري الجزائري.
أدلّة إرهاب الجزائر وشواهده
هي شواهد لا تعد ولا تحصى، من الاجتماعات مع الفرقاء السياسيين في مالي، منهم إياد غالي، زعيم جماعة انصار الدين الذين التحموا مع تنظيم الموقعون بالدعاء، وجبهة تحرير “ماسينا” وأسسوا جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
كما أن “لوموند“ الفرنسية نشرت تقريرا أكدت فيه أن فرنسا كانت على مرمى أنصار إياد غالي في أهدافها فاتصلت بالجزائر، وطلبت منها دعوة غالي. وفعلا كان حينما أقرت الجزائر بأنه “رَجُلُنا وتَكَفّلَت به“.
كما أن أبو الوليد صحراوي درس في قسطنطينة، وأن أحد المسؤولين الماليين قال بأن الإرهابيين في شمال مالي يأتون من مخيمات تندوف.
الأدلة الأخرى تفيد أن رؤوس التنظيمات الإرهابية كلّهم جزائريون، من قبيل عبد المالك دروكدا، والمختار بلمختار، وحسن عكاشة، يحيى أبو الهمّام...، بل حتى حينما استهدفت القوات الفرنسية عبد المالك دروكدا الذي نزل من شرق الجزائر إلى جنوبها لم يعترض طريقه أحد. وهناك عددا من الاتفاقيات بين عدد من التنظيمات الإرهابية والجزائر في إطار ما يسمى بنظام “المتاركة“.
وبالتالي فعدد من بعض الاتفاقات لم تتم الا من خلال حادث عين “أميناس“، حينما سمحت الجزائر للطائرات الفرنسية بعبور الجزائر في اتجاه مالي... وهي كلّها شواهد كافية لفضح الجزائر، لكونها بلد راعٍ للإرهاب ومصدر له.