dimanche 27 avril 2025
كتاب الرأي

الصديق معنينو: شقراء بعيون عسلية

الصديق معنينو: شقراء بعيون عسلية الصديق معنينو
في إحدى القاعات الكبرى في حي «أوازيس» بالدار البيضاء أقامت جمعية «عشاق الطرب الأصيل» حفلا تكريما للفنان المقتدر عبد الوهاب الدكالي... وبدعوة من الجمعية حضرت هذا الحفل الراقي على مستوى الحضور والتنظيم....
 
أجلسوني إلى جانب عميد الأغنية المغربية، وبعد عناق طويل استعدنا فيه ذكريات ستة عقود من الألفة والصداقة، انطلق الحفل بقصيدة مولد القمر من عزف جوق صلاح الشرقاوي تصاحبه فرقة من الكورال.
 
همسات
یردد همس الدكالي في أذني... كلمات هذه الأغنية للشاعر الرقيق محمد الطنجاوي...». وأضاف... «كان التلحين بالقاهرة والعزف على يد أشهر الأركسترا المصرية وبأصوات أحسن كورال.... وبعد أن أخذ بعض المقاطع ... أضاف «عندما لحنتها عرضتها على الفنان العربي العملاق محمد عبد الوهاب، استجابة الرغبة عبر عنها، وهي أن أطلعه على أي إنتاج جديد قبل بثه... شعرت باختناق في صوت محدثي عندما أضاف... «بعد الاستماع إلى هذه الأغنية قال لي محمد عبد الوهاب هذه أحسن أغنية عربية أستمع إليها.... قاطعته قائلا... «أستغفر الله»، لكنه عاد للقول.. «والله هي أحسن أغنية».
 
فنان أصيل
ظل الدكالي فنانا أصيلا أنيقا في لباسه وكلامه وتصرفاته... معتزا بإنتاجه، مستمرا في عطائه، لذلك سعدتُ بلقائه والحديث إليه، لكن سعادتي الحقيقية هي حفل التكريم نفسه، لأنه اعتراف وتقدير بأحد أكبر الفنانين المغاربة، أولئك الذين أطربونا على مدى عدة عقود.... الدكالي أبرع لذلك همست بدوري في أذنه... قائلا.. «دخلت مجال الخلود لكنه أجابني بسرعة.. «أعوذ بالله»، وابتسمنا...
 
في تونس
لعل من غريب الصدف أن الدكالي رافق الحسن الثاني في زيارته الرسمية إلى تونس، وأحيى هناك حفلا موسيقيا حضره الرئيس الحبيب بورقيبة إلى جانب الملك... خلال سهرة رائعة ارتاح فيها قائدي البلدين غنى عبد الوهاب الدكالي أغنيته الشهيرة... حبيب الجماهير تلك الأغنية التي رددتها طويلا الجماهير المغربية.. التفت بورقيبة إلى الحسن الثاني وقال له.. شكرا على هذه الأغنية».. ذلك أن الرئيس التونسي اعتبر أنها أغنية وضعت من أجله بعنوان... حبيب الجماهير» ابتسم الحسن الثاني وقال «السيد الرئيس تستحقون كل التنويه.
 
المصباح
صعد الدكالي إلى المنصة ونوّه في كلمة قصيرة بالصداقة التي جمعتنا وغنى لحنه الجديد بعنوان «مصباح علاء الدين» ونظرا للتصفيق الحار الذي أعقبها أعاد تقديمها من جديد... لأول مرة أحضر حفلا تعاد فيه إحدى الأغاني مرتين متتاليتين... دعاني رئيس الجمعية إلى المنصة لتهنئة الفنان لكنه فاجأني وقدم لي الميكروفون وطلب مني كلمة.. اغتنمت المناسبة وقلت للدكالي... «أغنية المصباح التي قدمتها فيها أسرار احتفظت بها وأنا سأعلن عنها..» اندهش الحاضرون لذلك ساد الصمت ... قلت.. «القصة تعود إلى عشرينية جميلة شقراء بعيون عسلية ملقاة إلى جانب غدير وبيدها مصباح... كان ذلك في ليلة سمائها مليئة بالنجوم... قالت الشقراء... أيتها السماء، أريد عشيقاً وسيماً.. جميلاً وأنيقا ثم صحت فكان عبد الوهاب الدكالي».. انفجرت القاعة ضحكا وتصفيقاً وعانقت الدكالي بحرارة... و أضفت أحسنتم تكريم فناننا المتألق وحسنا فعلتم فأنا أفضل التكريم عوض التأبين....

فرحة وصحة
عدت إلى البيت وأرسلت تسجيل كلمتي عبر الواتساب مرفوقة بهذا التقديم.. «صباحك سعيد الأخ العزيز والفنان المتألق أبعث إليك للذكرى بكلمتي بمناسبة تكريمك ... أحتفظ بأجمل الذكريات عن أيام زمان بعد ذلك جاء هذا الجواب اللطيف أخي الحبيب... صباحك سعيد... فرحتي كبرى وعُظمى عند لقائك... وبسرعة عدت بذاكرتي إلى الأيام الخوالي ... إلى أيام زمان.... كما قلت.. جعل الله أيامك عرسا فرحة صحة وسعادة... أملي أن أراك قريبا إن شاء الله. عبد الوهاب الدكالي».