"صناعة الطفل القرآني"، "صناعة الطفل المنهاجي"، "صناعة الطفل الرسالي"... صناعة جديدة حلت بالمغرب، يديرها شخص مصري، اسمه شريف طه يونس، يصنع "أطفالا جددا"، واختار لمصانعه عدة أسماء، تارة تحت عنوان "جمعية بهجة للبناء المنهاجي للطفل"، وتارة "جمعية بهجة لتنمية الطفل"، وتارة "مؤسسة العلم والعمل" و"جمعية إبهاج" و" معهد بالوحي نحيا" و… وتطال هذه الصناعة أيضا تخريج "الأم المنهاجية" و"الفتاة الرسالية"..
المهم، كل هذه الصناعة ليست مجانية، يديرها شخص واحد تحت يافطات عدة: جمعيات وهيئات ومؤسسات، يترأسها جميعا ويديرها ويترأس مجلس إدارتها (رئيس مجلس إدارة مركز العلم والعمل، بمصر ودبي والمغرب وتونس، رئيس مجلس إدارة أكاديمية المتدبر الصغير، رئيس مجلس إدارة بهجة للتعليم المتعاون...). يقدم نفسه كطبيب أطفال، وهو مؤلف كل الكتب التي تصدرها مصانعه وتدرس للأطفال، وهو الذي يشرف على الدورات التكوينية للأطفال والأمهات والرجال والشباب، وهو الذي يعطي الدروس أونلاين وحضوريا بفنادق المغرب وبمقرات مصانعه، وينظم المسابقات والدورات التأهيلية ويوزع الجوائز!!!! وفوق ذلك هو طالب مسجل في عدة دكتوراه وماجستر (يحضر دكتوراه بكلية الآداب عين الشق بالدار البيضاء - شعبة الدراسات الإسلامية منذ 2018!!)…
كل هذه المهن والمؤسسات والجمعيات والمهام و"قيسارية" الكتب والمحاضرات والدورات يقوم بها شخص واحد يقدم مشروعه ك"بشرى للأطفال المغاربة عبر العالم" كالتالي: "أن يدرس الطفل ((وحدة الرسالة))، التي هي أولى وحدات الإطار (المفاهيمي) لمنهج المتدبر الصغير (المنهج البنائي التزكوي التعليمي الحائز على المركز الأول عالميا كأفضل منهج تدبري)". ويلخص أهدافه في:
1- سد حاجة الأطفال الواقعية الشديدة لمدخل تحضيري قويم لعالم التربية والتعليم !!!.
2- صناعة (الطفل اللبيب المستقيم منهاجيا) فيما يخص التعامل الأمثل مع مصادر المعرفة (المسموعة والمقروءة والمرئية) والمحتويات التعليمية.
3- تقديم حلول جذرية لكثير من المشاكل التعليمية والبنائية وخاصة تلك المتعلقة بالمفاهيم والمهارات المنهاجية و التعليمية."..!!!
عندما تتصفح التعليقات بمواقع مؤسساته المتعددة بالمغرب تجد هذه النصيحة: "باش ولدك يتعلم الصلاة والدين..".
مغاربة مسلمون وفي مغرب بتعليمه العمومي ودروس التربية الإسلامية ومئات الوعاظ وإذاعة وتلفزة محمد السادس للقرآن، يحتاج لمثل هذه "القيسارية" ولمثل هذا السوبرمان لتعليمهم الصلاة والدين!! اللهم إذا كان دينا جديدا لا نعرفه…
مقرات هذه القيسارية معروفة بالدارالبيضاء وباقي المدن.. على السلطات التحقق من تراخيص هذه "المصانع" وأنشطتها ومداخيلها وأرباحها…