فردوس: إن المحامي والوزير من يقول.. "قَرِّيتْ وَلْدِي فِي كَنَدَا"

فردوس: إن المحامي والوزير من يقول.. "قَرِّيتْ وَلْدِي فِي كَنَدَا" أحمد فردوس
جميعنا يعلم بحكاية دورية الحراسة الليلة التي وجدت ثلاثة شبان خالفوا أمر الخليفة بخروجهم ليلا في العراق، ونظرا لفصاحة لسانهم استطاعوا أن يفلتوا من العقاب، فقال حينها في زمن النخوة والشهامة الحجاج ابن يوسف الثقفي لمكونات مجلسه: (علموا أولادكم الأدب فلولا فصاحتهم لضربت أعناقهم) حيث أنشد قائلا: 
(كن ابن من شئت واكتسب أدبا / يغنيك محموده عن النسب
إن الفتى من يقول ها أنا ذا / ليس الفتى من يقول كان أبي)
لكن للأسف الشديد في زمن التسيب والسيبة، وتنطع من أوكلت لهم مهمة تدبير شأننا الوطني، حوّر المحامي والوزير، المثير للجدل، وسليط اللسان المعنى الجميل، لهذا الشطر من البيت الشعري الذي يعتبر في نظر الحكماء قدوة للشباب: "إِنَّ الْفَتَى مَنْ يَقُولُ هَا أَنَا ذَا" حيث قال للصحافة: "إِنَّ الْمُحَامِي مَنْ يَقُولْ قَرِّيتْ وَلْدِي فِي كَنَدَا".
كيف يسمح لنفسه وزير يحمل حقيبة مسؤولية العدالة، وزعيم حزب سياسي بأن يصرح بكلام يسيئ للتعليم العمومي (الجامعي)، ويفتخر كونه "أَبَّاهْ لَبَاسْ عْلِيهْ خَلَّصْ عْلِيهْ فِي كَنَدَا"؟
لو كنا في بلد ديمقراطي يؤمن بربط المسؤولية بالمحاسبة لسقطت الحكومة قبل بزوغ أشعة شمس اليوم الموالي لتصريح الوزير المحامي...لكن ونحن مازلنا نسرد حكاياتنا الجميلة بما حققه أسود الأطلس بجديتهم وقتاليتهم في الميدان من أجل الوطن وراية البلاد والعباد، ألا يستوجب مثل هذا الكلام من الحكومة أن تتقدم باعتذار للشعب المغربي الذي يساهم من جيبه المثقوب أصلا، بالمال العام في محاولة إنقاض التعليم العمومي؟
 كيف يمكن إقناع أسر وعائلات التلاميذ والطلبة اليوم بأن تعليمنا جيد وبصحة جيدة وينتج الأطر، في حين يكشف معالي الوزير عن طبيعة عقلية المتحكمين في دواليب السلطة والنفوذ السياسي والمالي؟
 ألا يستحق وزير العدل الإقالة من منصبه على الأقل؟