منعم وحتي: في رثاء صديقي العجوز والبحر..
كانت أصداؤك تصلني عن بعد، وكان تواتر الحكايات الأسطورية عنك يستهويني، ذاك البحار الأكثر مهارة ومروءة وسط كل البحارين، بقامته الفارعة يمخر عباب البحر..، لم يكن يحتاج لمنارة يهتدي بها لمسار اتجاهات الزمن ولا لشراع يتلمس به هبات الرياح، فطول قامته منارة في حد ذاته، وخصلات شعره تداعبها نسمات اليم. وريث لحب الحياة، وركوب المغامرات، ككل سلالة بحارة الموانئ، محبوب عند الأطفال قبل الكبار، وهم يتسلقون كتفيه ويلعبون الأرجوحة فوق رأسه ...